الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر (الفصل 2165 إلى الفصل 2167 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 2165 مرافقة له
لم ينزل زكريا إلى الطابق السفلي بل اتجه إلى غرفة الدراسة في الطابق الثاني. التقط كتابا لم ينه قراءته سابقا يتناول سيرة حياة شخصية تاريخية مشهورة. كان عادة يستمتع بقراءة مثل هذه الكتب يغوص في فلسفة الحكم التي تبنتها تلك الشخصيات.

لكن اليوم كان مختلفا. على الرغم من محاولته التركيز على الكلمات أمامه إلا أن ذهنه كان شاردا. تنهد بعمق وفرك صدغيه بإحباط. ما حدث قبل قليل كان لا يزال يؤثر عليه.
أعاد الكتاب إلى الرف ونهض من مكانه. قرر التوجه إلى الحديقة لاستنشاق الهواء النقي والهدوء.
في تلك الأثناء كانت كوثر منشغلة بتحضير العشاء. هذه المرة بذلت مجهودا إضافيا في إعداد كل طبق بعناية على أمل أن يلفت انتباه زكريا ويقربه منها.
بحلول الساعة 630 مساء كانت المائدة جاهزة تماما وهو الوقت الذي اعتاد فيه زكريا تناول عشاءه. عندما لاحظت كوثر خروجه إلى الحديقة رتبت ملابسها سريعا وتبعت خطواته بحذر. وصلت إلى الحديقة حيث رأته جالسا على كرسي مغمض العينين غارقا في أفكاره.
لم تجرؤ على مقاطعته. بالرغم من ملامح الاسترخاء التي بدت عليه كان يشع بهالة من الكبرياء والهيبة لا يمكن تجاهلها. لم يكن جلوسه منتصبا كعادته بل ظهر أكثر راحة واسترخاء.
انعكست أضواء المساء عليه مما أضفى توهجا ذهبيا على ملامحه المتقنة. مع مكانته النبيلة كان وجهه ساحرا لا يمكن للنساء مقاومته.
أخيرا فتح زكريا عينيه بنظرات ثاقبة جعلت قلب كوثر يخفق بشدة. قطعت الصمت قائلة بهدوء سيد فاروق العشاء جاهز.
أومأ زكريا برأسه ورد بصوت هادئ يمكنك العودة للراحة. إيمان تستطيع الاهتمام بكل شيء هنا.
شعرت كوثر بمزيج من الغيرة والحسد عند سماع كلماته. لماذا يفضل زكريا دائما أن تكون إيمان وحدها بجانبه
تغلبت عليها مشاعرها وأجابت بحماس سيد فاروق يمكنني أيضا البقاء وخدمتك. هذا جزء من عملي.
نظر إليها زكريا بنظرة حادة جعلتها تتراجع قليلا ثم قال بنبرة حازمة أنا أحب الهدوء ولا أحب الأماكن المزدحمة.
حاولت كوثر مجددا ربما تكون إيمان متعبة اليوم. اسمح لي بالبقاء.
ظهر على وجه زكريا القليل من الانزعاج وقال بحدة وجودها يكفي. يمكنك العودة.
عندما لاحظت الحدة في صوته أومأت سريعا برأسها وقالت بخفوت حسنا. ثم انسحبت بهدوء تحمل في قلبها إحساسا بالخذلان.
عادت كوثر إلى الصالة بعد أن غادرت الحديقة تشعر بثقل في صدرها. جلست بصمت على الأريكة وأخرجت هاتفها لكنها لم تستطع التركيز على أي شيء. الأفكار كانت تتصارع في ذهنها لماذا دائما يختار إيمان ما الذي تملكه ولا أملكه أنا أين أخطأت
حاولت أن تجد إجابة لكن الغيرة التي اشتعلت في قلبها جعلت التفكير أكثر صعوبة. نظرت إلى المائدة التي أعدتها بحب وجهد وتساءلت إذا ما كان زكريا سيلاحظ اهتمامها يوما.
في تلك اللحظة نزلت شيرلي من الطابق الثاني. توقفت للحظة عندما رأت الطاولة المرتبة بعناية. تأملت الأطباق المختلفة التي أعدتها كوثر بعناية شديدة وشعرت بإعجاب مختلط بالغيرة. مهارات كوثر في الطبخ مذهلة. هذا جانب لا أملكه.
قبل أن تتمكن من قول شيء دخل زكريا من الفناء بخطوات هادئة لكن حضوره كان طاغيا كالعادة. توقفت شيرلي عن الحركة فور رؤيته ووقفت لتحييه بلباقة.
بادرها قائلا بنبرة مباشرة لنتناول العشاء معا.
حدقت فيه بعينين واسعتين محاولة استيعاب طلبه. ثم هزت رأسها بسرعة وقالت لا أستطيع سيد فاروق. أنا مرؤوستك ولا يليق بي أن أجلس معك على نفس الطاولة.
كان ردها واثقا لكنه

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات