رواية ليلة تغير فيها القدر (الفصل 2165 إلى الفصل 2167 ) بقلم مجهول
نظرت إلى الساعة. كانت تشير إلى الثامنة مساء. توجهت نحوه وقالت بصوت عملي
السيد فاروق إذا لم تكن لديك تعليمات أخرى فسأعود إلى مسكني الآن. أرجو أن تحصل على قسط من الراحة أيضا.
لكن زكريا نظر إليها فجأة وبدون مقدمات قال بوضوح
غدا احزمي أغراضك وانتقلي إلى منزلي.
اتسعت عينا شيرلي في صدمة. التقطت أنفاسها وقالت بسرعة
نظر إليها بثبات وأجاب بهدوء لكنه كان يحمل نبرة لا جدال فيها
أنا من يضع القواعد.
كانت كلماته قاطعة. في منزله لا صوت يعلو فوق صوته. حتى في تفاصيل مكان إقامة حراسه الشخصيين كان له القول الفصل.
لكنها لم تستسلم بسهولة. حاولت مجددا قائلة بلهجة تجمع بين الحذر والإصرار
لكنه لم يكن ينوي النقاش. رفع جهاز التحكم عن بعد أطفأ التلفاز وقال بنبرة باردة حاسمة
افعلي ما أقوله لك.
في تلك الليلة بعد أن أبلغت قائدها روي بالتعليمات الجديدة كان رده مليئا بالدهشة. حدق بها للحظات ثم سأل
أومأت برأسها بحزم
نعم أنا متأكدة تماما.
بعد لحظات من التفكير تنهد روي وقال
حسنا اتبعي تعليماته. ربما لديه أسبابه الخاصة.
في تلك اللحظة لم تستطع شيرلي فهم نوايا زكريا. الشعور بعدم اليقين أثقل صدرها ولم تستطع منع نفسها من سؤال روي بتردد
رفع روي حاجبيه محاولا تحليل الموقف. كان الأمر غريبا. فزكريا المعروف بحرصه على الحفاظ على مسافة بينه وبين حراسه خارج إطار العمل كان قد وضع قاعدة صارمة لتجنب أي اختلاط غير ضروري. لذا لماذا يريد فجأة أن تبقى شيرلي في منزله
على الرغم من مكانته العالية وشهرته كان زكريا رجلا في نهاية الأمر. ربما ما كان يبحث عنه في هذه اللحظة لم يكن حماية جسدية بقدر ما كان يبحث عن رفقة. شخص يخفف عنه وحدته.
شيرلي بحداثة عهدها في العمل وشبابها وبراءتها ربما كانت الخيار الأمثل لتكون هذه الرفقة.
شيرلي إذا كان السيد فاروق قد طلب منك ذلك صراحة فلا مجال للمناقشة. ركزي فقط على أداء مهامك بجدية ولا تشغلي بالك بأسباب الطلب.
كانت شيرلي تريد الاعتراض لكن كلمات روي لم تترك لها مجالا. تنهدت بعمق وأومأت برأسها مستسلمة
حسنا سأنقل أغراضي غدا صباحا.
تلك الليلة حاولت أن تجد دعما أو ربما نصيحة. أمسكت بهاتفها جمعت شجاعتها وأرسلت رسالة إلى كمال. انتظرت بقلق الرد لكن لم يصل شيء. خيبة الأمل غطت ملامحها وما لبثت أن نامت وهي تفكر في كل شيء.
مع أول ضوء من الصباح كانت شيرلي قد أعدت كل شيء. حزمت أمتعتها وحملتها نحو الطابق السفلي في تمام السابعة صباحا. وعند نزولها كانت كوثر تدخل من الباب. توقفت كوثر في منتصف الطريق ورفعت حاجبيها بدهشة ثم بابتسامة مشوبة