الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر (الفصل 2165 إلى الفصل 2167 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

نابع من احترام حدودها. مع ذلك لم يترك زكريا لها مجالا للرفض. قال بصوت هادئ لكنه حازم أحتاج إلى شخص يرافقني لتناول العشاء. هذا أمر شيرلي.
كان ذلك كافيا لإسكات أي اعتراض في ذهنها. شعرت بتردد يسري في جسدها لكنها أومأت برأسها أخيرا قائلة بخفوت حسنا.
جلست أمامه متوترة قليلا تحاول التصرف بطبيعية. مدت يدها لتضع أمامه طبقا من الأرز بعناية لكنه أخذ منه بهدوء دون أن ينظر إليها. شعرت أن كل حركة منه كانت تحمل وژنا أكبر مما تبدو عليه.
سيطر الصمت على القاعة ولم يكن يسمع سوى صوت الملاعق وهي تلامس الأطباق. بدت اللحظة أطول مما هي عليه لكنها كانت مشحونة بهالة من الهدوء الغريب.
فجأة كسر زكريا الصمت بسؤال غير متوقع في أي عمر بدأت ذكرياتك الأولى
رفعت شيرلي عينيها إليه بدهشة ثم نظرت إلى الأسفل متفكرة. بعد لحظات من الصمت أجابت بهدوء ربما في السادسة من عمري.
أومأ برأسه قليلا كأنه يحاول فهم شيء أعمق. ثم سأل مجددا ألا تتذكرين شيئا قبل ذلك أي شيء على الإطلاق
هزت رأسها وقالت بصوت خاڤت لا ليس لدي أي ذكريات قبل هذا العمر. الأمر غريب أليس كذلك
ثم نظرت إليه بفضول وسألته بخجل لماذا سألتني هذا السؤال
توقف زكريا للحظة كأنه يسترجع شيئا في ذهنه. ثم ابتسم ابتسامة صغيرة وقال إنه مجرد سؤال عابر.
لم تصدقه تماما لكنها لم تجرؤ على الاستفسار أكثر. عادت لتناول عشاءها ببطء تحاول السيطرة على توترها. لكنها كانت حريصة على أن تترك له شريحة اللحم التي أمامها. لم يكن مجرد احترام بل شعور عميق بالتقدير لشخصيته التي كانت تملأ المكان حتى في صمته.
الفصل 2166 انتقلي إلى غرفتي
كانت كوثر قد شوت ضلوعا تكفي لشخص واحد فقط رغم أن طريقة التقديم كانت مثالية للعين. ومع ذلك كان واضحا أن الكمية لم تكن كافية للجميع. شيرلي لاحظت ذلك ولم تجرؤ على الاقتراب من الطبق مفضلة الاكتفاء بما في صحنها. 
كانت تخفض رأسها بهدوء تتناول طعامها حين فوجئت بحركة غير متوقعة. زكريا التقط السکين والشوكة وقسم قطعتين من الضلوع ثم وضعهما في طبقها. رفعت شيرلي رأسها بسرعة متوترة وقالت بنبرة مختلطة بالكذب 
لا أحب هذا النوع من الطعام... يمكنك تناوله سيد فاروق. 
ابتسم زكريا بهدوء ثم قال وهو يرفع حاجبيه قليلا 
وأنا أيضا لا أحبه. 
من ملامح وجهه الهادئة لم تستطع شيرلي تحديد ما إذا كان جادا أم يمزح. في تلك اللحظة تساءلت هل يمكن أن يكون نباتيا 
رغم ذلك لم تجد مفرا من التذوق. بدأت في تناول الطعام بسعادة طفولية وعينيها مسلطتين على طبقها. زكريا الذي كان يراقبها وجد نفسه متسمرا على ملامحها وخاصة انعكاس الضوء على رموشها الطويلة وهي تتحرك مع كل طرفة. للحظة نسي حتى أن يرفع شوكته لتناول الطعام. 
وعندما رفعت رأسها فجأة وكأنها شعرت بنظراته أدار وجهه سريعا ليبدو منشغلا بطعامه. 
بعد لحظات أنهت شيرلي طعامها وسألت بصوت خاڤت محاولة كسر الصمت 
هل انتهيت سيد فاروق 
أومأ برأسه ببطء. ومع إجابته جمعت الأطباق وبدأت بتنظيف الطاولة بسرعة. بينما هي في المطبخ كان زكريا يجلس في غرفة المعيشة ينظر إلى شاشة التلفاز أمامه حيث كانت الأخبار تعرض بصوت خاڤت. 
ولكنه لم يكن ينتبه. عينيه كانتا تتجهان بين الحين والآخر نحو المطبخ حيث كانت شيرلي تقف بشعرها المنسدل على كتفيها تغسل الأطباق برفق. وجد نفسه مشتتا غارقا في التفكير بشأنها بدلا من الأخبار. 
عندما انتهت

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات