رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 2132 إلى الفصل 2134 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 2132 الصباح التالي
استندت إيلا على معتز الذي بدا وكأنه قرأ كل أفكارها. حملها بين ذراعيه واتجه نحو الفيلا. عند دخولهما وجدا المكان خاليا فقد غادرت الخادمات والشيف احتراما لخصوصيتهما.
وضعها معتز برفق على الأريكة ثم نظر إليها بابتسامة لطيفة وسأل مازحا
احمر وجه إيلا خجلا متمنية لو تبتلعها الأرض إذ شعرت بارتباك شديد من تعبها غير المتوقع بعد يوم طويل من الأحداث.
قطع أفكارها بقوله
هل تحتاجين مساعدة للوصول إلى غرفتك
نظرت إليه تحاول استجماع شجاعتها ولاحظت تغيرا في ملامحه. عيناه اللتان كانتا مليئتين بالهدوء صباحا بدتا الآن أكثر جدية.
الليلة أريد أن أكون لك.
تجمد معتز للحظة وظهر التوتر على ملامحه. كان يدرك أن هذه اللحظة لا مفر منها لكنه خشي أن تكون متسرعة في قرارها. سألها بصوت أجش
هل أنت متأكدة
رفعت حاجبها بابتسامة مطمئنة وقالت
لا تقلق سأعوضك عن كل شيء.
تركته كلماتها بلا رد للحظات قبل أن يبتسم ابتسامة صغيرة ويقول
ضحكت بخفة وهي تلقي نفسها بين ذراعيه قائلة
توقف عن مضايقتي.
حملها إلى غرفة النوم في الطابق العلوي. وعند دخولهما الغرفة طلبت منه بخجل
أطفئ الأضواء.
أطاعها تاركا الغرفة غارقة في الظلام ثم قال بنبرة رقيقة
هل يجوز لي
بلعت ريقها ثم همست
نعم.
خارج النافذة وتحت سماء الليل المظلمة كانت الأمواج تتكسر بقوة على الشاطئ واحدة تلو الأخرى وكأنها موسيقى طبيعية تعزف بلا توقف. أما داخل الغرفة فقد كان الجو مشبعا بمشاعر عميقة وعاطفة لا توصف.
غلبها النوم حتى وقت متأخر من النهار ليس بإرادتها بل لأن الإرهاق من الليلة الماضية كان أقوى منها. وعندما فتحت عينيها أخيرا والتقت بنظرة معتز الدافئة شعرت بحرارة الخجل تغمرها. دفنت وجهها في الوسادة محاولة إخفاء ارتباكها مترددة في مواجهة ما حدث في ظلمة الليل.
رفعت إيلا رأسها بخجل وأجابت بصوت منخفض يكاد لا يسمع كنت مذهلا. أومأت مرة أخرى لتؤكد كلامها وتلونت وجنتاها بلون وردي خجول.
ابتسم معتز جلس على حافة السرير وجذبها بين ذراعيه محدقا في عينيها بتمعن. احمر وجهها أكثر تحت نظرته وبدأ قلبها يخفق بشدة.
شعر معتز بتوترها فابتعد عنها مبتسما