رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1977 إلى الفصل 1979 ) بقلم مجهول
معتز ببرود وأجاب
هذا صحيح.
قطع صوت رسالة نصية حديثهما. أمسك معتز بهاتفه وتفحص العنوان المرسل إليه بسرعة ثم أدخل البيانات في نظام الملاحة الخاص بالسيارة. لم تستطع إيلا منع نفسها من النظر إليه بحزن مكتوم. كان جزء منها يأمل بل يتمنى أن يبدي أي اهتمام أو رغبة في استمرار التواصل بينهما ولو كصديقين فقط. لكنها أدركت مع كل تصرف منه أنه يحاول الابتعاد عنها عاطفيا بقدر ما هو جسدي.
إذن أعطني على الأقل عنوانا يمكنني العثور عليك فيه إذا احتجت إلى رؤيتك.
بينما كان يشغل السيارة بهدوء أدار عجلة القيادة بمهارة ثم نظر إلى الطريق أمامه وتحدث بصوت هادئ لكنه حازم
سيدة البشير لا تحاولي أن تحبيني ولا تسقطي في هذا الفخ. لن يؤدي هذا إلى أي مكان.
لم تجد إيلا ما تقوله فاكتفت بالصمت وهي تنظر من نافذة السيارة إلى الطريق الطويل الممتد أمامهما متمنية لو أن هذا الطريق لا ينتهي أبدا.
احمر وجه إيلا أكثر من ذي قبل ولم يستطع كبرياؤها تحمل هذه الإهانة الواضحة. عضت شفتيها وهي تقول بحدة
لم أقل إنني أحبك.
رد معتز بنبرة ثابتة دون أن يحول نظره عن الطريق
من الأفضل ألا تفعلي.
كانت كلماته مثل طعڼة جديدة وأدركت من برودة ملامحه أن هذا ما كان يشعر به حقا. بعبارة أخرى ربما كانت قد أساءت فهم كل شيء.
شردت بنظرها نحو النافذة تحاول تجاهل الشعور المرير الذي تلبسها. في تلك اللحظة ألقى معتز نظرة خاطفة نحوها ليرى انعكاس وجهها الغاضب على زجاج النافذة. بدا تعبيرها وكأنه طفل يوشك على البكاء من شدة الڠضب.
لنشغل أغنية. الجو ممل للغاية.
شغل معتز إحدى الأغاني وبدأ الجو داخل السيارة يتحسن قليلا. ركزت إيلا عينيها على المشهد الذي يمر سريعا خارج النافذة لكن عقلها كان غارقا