الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1977 إلى الفصل 1979 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 1977 لا تقع في حبي
صعدت إيلا إلى مقعد الراكب بينما بدأ معتز تشغيل السيارة وغادر الغابة على الفور. كان الوضع متوترا فالأشخاص الذين واجهوهم للتو كانوا من السكان المحليين وإذا لم يغادروا المكان بسرعة فمن المرجح أن يحاصروا.
كما هو متوقع عاد البلطجية الأربعة إلى القرية وأثاروا الضجة فجمعوا مجموعة من الناس للاڼتقام. ولكن عندما وصلوا إلى الموقع كانت السيارة قد غادرت بالفعل. ورغم ذلك لم يستسلموا إذ واصلوا جمع المزيد من الناس وبدأوا بمطاردة السيارة.

لحسن الحظ تصرف معتز بسرعة واحترافية فلم يتمكن هؤلاء الأشخاص من اللحاق بهم. وبعد أن قطعوا حوالي عشرين كيلومترا على الطريق رن هاتف معتز. ألقى نظرة خاطفة عليه ثم مرره لإيلا قائلا 
إنه والدك تحدثي معه.
أخذت إيلا الهاتف وهي تبتسم وقالت 
مرحبا يا أبي. 
جاء صوت والدها أصلان القلق من الطرف الآخر 
هل أنت بخير هل شعرت بالخۏف أنا في طريقي لأخذك. 
ردت إيلا بصوت مطمئن 
لا تقلق يا أبي أنا بخير تماما. 
أجاب أصلان بنبرة حاسمة 
سأكون عندك خلال نصف ساعة. أعيدي الهاتف لمرافقك.
أعادت إيلا الهاتف إلى معتز الذي كان قد أوقف السيارة على جانب الطريق. رفع معتز الهاتف وأجاب 
مرحبا السيد البشير. 
جاء صوت أصلان قاطعا 
السيد الأبيض سأرسل لك الموقع الآن. أرجوك أحضر ابنتي إلى هناك بأمان. 
حسنا أجاب معتز بثقة. 
شكرا لك! 
على الرحب والسعة.
بعد انتهاء المكالمة الټفت معتز نحو إيلا التي كانت جالسة بجانبه وتنفس الصعداء. أخيرا ستكون بأمان مع عائلتها ولن يضطرا إلى الفرار بعد الآن.
ساد صمت ثقيل داخل السيارة مشيرا إلى لحظة وداع غير متوقعة. كانت إيلا تعتقد أن والدها سيستغرق بضعة أيام للوصول لكنها لم تتوقع أن وقتها مع معتز سينتهي بهذه السرعة مع هذه الرحلة فقط.
بدأت تشعر بأن لقاءها بمعتز كان فرصة فريدة لن تتكرر وأن هويتهما المختلفة ستجعل من المستحيل أن يلتقيا مرة أخرى في المستقبل. عضت إيلا شفتيها بخجل وقالت 
معتز هل يمكنني الحصول على طريقة للتواصل معك ربما في المستقبل... قد نلتقي. 
رفض معتز طلبها ببرود قاطع 
لا أستطيع. 
احمر وجه إيلا خجلا وحرجا. لم تكن معتادة على هذا النوع من الرفض الصريح خاصة بعد أن أبدت رغبة نادرة في الحفاظ على التواصل مع أحدهم. باعتبارها فردا من عائلة البشير المرموقة لم تضطر يوما لطلب شيء من أحد فما بالك بطلب يتم رفضه بهذه الطريقة شعرت بخيبة أمل جارحة وكأن كرامتها تعرضت لضړبة موجعة.
حاولت إيلا مواجهة الموقف بشجاعة وقالت بصوت خاڤت لكن جريء 
إذن هل تقول إنه بمجرد أن توصلني إلى والدي لن نرى بعضنا البعض مرة أخرى 
نظر إليها

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات