رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1977 إلى الفصل 1979 ) بقلم مجهول
في ذكريات الأيام القليلة الماضية معه. شعرت بمزيج من الامتنان والحزن لكنها كبتت مشاعرها حتى لا تبدو أضعف مما كانت عليه بالفعل.
سارت الرحلة بسلاسة دون أي إشارات مرور أو عراقيل. لم تكن قيادة معتز سريعة ولا بطيئة بل على وتيرة ثابتة مريحة. ألقت إيلا نظرة على شاشة الملاحة ورأت أنه لم يتبق سوى 20 دقيقة. لأول مرة في حياتها تمنت أن يكون الطريق أطول.
معتز هل ستتذكرني في المستقبل
رد معتز دون تردد
لدي الكثير من العمل. قد لا أتذكر أحدا.
شعرت إيلا بوخزة جديدة في قلبها لكنها لم تستسلم. حاولت مجددا بابتسامة مترددة
إذن دعني أعطيك رقمي. إذا كنت مشغولا أو شعرت برغبة في الدردشة يمكنك الاتصال بي. ما رأيك
ليس لدي وقت ولا فراغ للدردشة.
كان الڠضب لا يزال يسيطر على إيلا لكنها شعرت بثقل الفراق يقترب مع اقتراب السيارة من وجهتها. على الطريق ظهر أمامهم موكب عائلة البشير. ست سيارات سوداء مصفحة تحيط بالمكان مما أضفى هيبة وصرامة على المشهد. أحد الحراس الشخصيين أشار إلى معتز بيده ليركن السيارة في موقف سيارات مبنى قريب.
السيدة البشير تفضلي بالنزول.
جلست إيلا للحظة تنظر إلى معتز الذي كان ينقل بصره نحو الطريق أمامه دون أن يعيرها اهتماما. استجمعت قواها ثم خرجت من السيارة بخطوات ثقيلة.
إيلا! جاء صوت مهيب من الخلف التفتت لتجد والدها أصلان يخرج بسرعة من إحدى السيارات القريبة. كان طويلا وذا هيئة وقورة تبعث الاطمئنان والهيبة في آن واحد. هرعت نحوه واحتضنته قائلة
راقب معتز المشهد لثوان ثم فتح بابه وخرج بهدوء. وقف أمام أصلان وأدى التحية باحترام
السيد البشير لقد أوصلت الآنسة إيلا بأمان. سأغادر الآن.
رد أصلان بابتسامة خفيفة ونبرة عميقة
شكرا لك السيد الأبيض. لقد كنت محل ثقتنا.
لكن إيلا قطعت الحديث بصوت مضطرب
انتظر!
استدار معتز نحوها ورأى التوتر في عينيها. قالت بقلق
هز معتز رأسه بهدوء وقال بلهجة مطمئنة
لا داعي للقلق إنها مجرد إصابة طفيفة.
ثم استدار بسرعة وبدأ في السير نحو سيارته. صړخت إيلا مجددا
مهلا!
لكن صوتها لم يمنعه من متابعة طريقه. لاحظ أصلان قلقها الشديد فالټفت نحو معتز بنظرة متفحصة وكأنه يحاول قراءة نواياه. في الوقت نفسه وضع يده على كتف ابنته بلطف وقال بحزم
إيلا السيد الأبيض لديه أعمال يجب عليه إنجازها. لا تزعجيه بعد