رواية ليلة تغير فيها القدر (الفصل 1935 إلى الفصل 1937 ) بقلم مجهول
لو كان على انفاسه الاخيرة
لم يكن هناك أي أثر للبشر في تلك المنطقة المهجورة والمخيفة قلب جوري كان ينبض بسرعة وعندما رأت العدد المتزايد من عربات الثلوج على جانب الطريق شعر صدرها ينقبض ودموعها بدأت تتجمع في عينيها لم تستطع أن تهدأ فقد كان قلبها مليئا بالخۏف والقلق وتسلل إليها اليأس في تلك اللحظة سمعت صوتا يسألها مباشرة "أي سيارة تستقل آنسة يعقوب"
"حسام!" رحبت جوري به عندما خرجت من السيارة هرع إليها وقال بابتسامة راحة "آنسة يعقوب لقد وصلت بسلام " ثم أضاف "من فضلك لا تفقدي الأمل يجب أن نثق في السيد إحسان "
كانت الطبيعة تبدو أكثر قوة من البشر جوري حدقت في المساحة اللامتناهية من الثلوج أمامها وكان قلبها يزداد برودة مع مرور الوقت سألت بصوت خاڤت "أين المدخل"
فجأة تمايلت جوري وسقطت على ركبتيها في الثلج اڼفجرت دموعها فجأة وكأنها كانت تحبسها طوال الوقت كانت تحاول كبح شهقاتها لكنها لم تستطع كانت تتوقع شيئا مختلفا تماما عن هذا فقد ظنت أن المدخل سيكون مغطى بالثلج فقط وأنه سيكون من السهل حفره لكن ما رأته أمامها كان اليأس بعينه
"من فضلك لا تكوني متشائمة يا آنسة يعقوب لقد فتحنا ممر إنقاذ جديد عبر المنجم المؤدي إلى موقع الحاډث نحن الآن نقيم الوضع داخل الكهف وإذا تأكدنا من إمكانية الإنقاذ سنبدأ العمل فورا " طمأنها حسام وظهرت بعض إشراقة الأمل في عيني جوري سألت بلهفة "حقا"
ثم تبعت جوري حسام إلى خيمة حيث رأت رجلا مسنا يقف في المنتصف يشع هالة من الهيبة قدمها حسام قائلا "هذا السيد إدوارد إحسان الذي يشرف على عملية الإنقاذ "
وعلى الرغم من قلق إدوارد بشأن سلامة ابنه إلا أنه حافظ على هدوئه الشديد أثناء استماعه إلى آراء أعضاء فريق الإنقاذ محاولا اتخاذ القرارات الصائبة في هذه اللحظات الحرجة
كانت جوري قد وصلت إلى مقدمة المنجم حيث غمرها الظلام الدامس مجرد وقوفها هنا جعلها تشعر بالقشعريرة تسري في عمودها الفقري تخيلت مدى العجز الذي يشعر به الأشخاص المحاصرون داخل هذا المكان وهي لا تستطيع حتى تخيل حجم المعاناة التي قد يعيشونها هناك
"إحسان يجب أن تعيش" كانت