رواية الشيطان المتملك الجزء الثانى بقلم ياسمين عزيز
طفل نائم و كأنه
يسمعه.....
إستوى في جلسته عندما شعر بوجودها
ثم إلتفت نحوها و قد ظهرت على وجهه
إبتسامة سعيدة....
وقف متجها نحوها قائلا بهدوءإتأخرتي
و مربية روحت فقلت أقعد شوية مع
أيسم.....كنت بحكيله حكاية لحد مانام.....
أومأت له
طرية باستمتاع هاتفا بخفوت على فكرة
أنا لسه جوزك يعني تقدري تشيلي حجابك
قدامي....
و انا تعبانة و عاوزة أنام...أيسم معاك طول
يوم و كمان تقدر تشوفه بكرة.....
ايهم بلطفأنا كنت مستنيكي عشان آخذه ينام عندي
في أوضتنا....
ليليان بجمود حيضايقك عشان بيصحى في ليل إنت مش حتقدر تهتم بيه.....
أيهم برجاء طب تعي معانا ننام كلنا في او.....
ليليان بمقاطعة لا انا تعودت أنام هنا و أيسم
ايهم و قد فهم مايدور بخلدها لكنه ظل على
هدوءه طيب ممكن أنام معاكم هنا... عاوز إبني
ينام في حضڼي مرة واحدة بس...
ليليان برفض لو سمحت كفاية كده إحنا
قريب جدا حنطلق و مينفعش لي إنت
بتعمله داه....
ايهم بهدوء رغم غضبهيعني مفارقش معاكي
حوارنا مرة لي فاتت.... مفيش حاجة تغيرت
ليليان بحدة و قد شعرت بثقل هواء من حولها
ذمتك بقية عمري حتي لو كل واحد فينا في مكان
ثاني داه شيئ مستحيل...
أيهم بتهكمطيب نفضل مع بعض....
ليليان بحنقإنت بتهزر... هو إنت فاكرني
نسيت لي إنت عماته فيا زمان....أكثر من عشر
سنين عيشتني فيهم في حجيم... ذوقتني
فيهم كل أنواع ذل و عڈاب و عاوزني
أنسى و أرجعلك.....
ايهم بهدوء مستفزطيب عاوزة إيه من
ليليان و هي تغلق عينيها محاولة تهدأة
نفسها نتطلق و كل واحد منا يشوف حياته
كفاية سنين لي ضاعت من عمري...أنا
رجعتلك شركتك ومستشفى بتاعتك...
و حتنازلك على حقوقي كلها مش عاوزة
منك حاجة و حسيب فيلا و أجر شقة صغيرة ليا
أنا و إبني....انا قدمت في كذا مستشفى
و أكيد حلاقي شغل ثاني قريب جدا
و إستقتي حتكون بكرة على مكتبك..
للصغير و إيه كمان
ليليان ببساطة ولا حاجة....حشوف حياتي
وإنت كمان شوف حياتك.... إحنا مش اول
كوبل يطلقوا......
أيهم بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة صح مش اول كوبل يطلقوا...
رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه
عاملة حساب كل حاجة يعني....بسرعة
دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني
من ثلاثة سنين... فترة كافية عشان اقدر
ارتب حياتي من ثاني... أكملت باستفزاز
لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت
لقيتي تجوزت...
إسترقت ليليان نظر إليه بعد أن شعرت بمدى
قسۏة كلماتها لتجده يحدق في أرضية
غرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف
حتى كاد يمزقه....مغمضا عليه
بقوة حتى تجعد وجهه.. لم تمض لحظات قليلة
حتى فتح عينيه من جديد مزفرا هواء عدة
مرات قبل أن يتحدث بصوت مرتعش هودكتور
أسعد رجع مستشفى من ثاني
أجابته دون تفكير لا من ساعة ما طردته
من مشفى قبل ما تسافر مشفتوش ...و بعدين
هو مفيش غيره و إلا أنا ميستاهلش إني
أحب و أتحب........
إرتفعت زاوية بابتسامة حزينة قبل
إن يهتف للأسف إنت مينفعش غير
تتحبي.....
رفعت رأسها بغرور مزيف و هي تكتف ذراعيها
أمام صدرها قائلة طيب حيث كده
إبتدي في إجراءات طلاق عشان نخلص.....
هز اخر حاحبيه بسخرية يعني مفيش
حل ثاني....
أجابته بحدة طبعا لا انا مصرة و اظن
إن داه من حقي.....
تحدث متنهدا طيب و ايسم
أجابته بحيرة مه داه إبني و مكانه طبيعي
معايا....
قاطعها بصوت هاديبس داه كمان إبني
و مكانه طبيعي معايا انا بردو......
ليليان بنفاذ صبر من هذا نقاش عقيم
حسب رأيها بلاش
تلف و تدور عليا بكلام
زي عوايدك.... رجوع مش حرجعلك لو إنطبقت
سماء على أرض و لو على ايسم داه إبني
و حعرف إزاي اهتم بيه لوحدي متقلقش نفسك....
ايهم بغموض طيب و إنت فاكرة إن ماما
و بابا حيسيبوكي تخرجي من بيت و تبعدي
عنهم حفيدهم وحيد .... ثم إزاي حتقدري تعيشي
لوحدك في شقة و عيلتك موجودة....
ليليان پألم دي عيلتك إنت.... انا معنديش عيلة
مش داه كلامك ليا زمان انا مجرد ضيفة هنا....
انا امي ماټت و ابويا رماني و جوزي ذلني و عڈبني
سنين طويلة... مفضلش ليا غير إبني هو عيلتي
وحيدة....
أيهم بتماسك رغم تأثره بكلامها دي عيلتك
لي ربتك و كبرتي وسطيها و إنت عارفة
هما قد إيه بيحبوكي و عمرهم محسسوكي
بحاجة...إنت أكيد مش حتقدري تكسري
بخاطرهم و تسيبي بيت كده فجأة....
و أيسم محتاج أنه يتربى في جو عيلة
مع ابوه و أمه إنت أكثر واحدة عارفة أهمية عيلة..
ليليان باندفاع قصدك إيه دلوقتي
بقيت أنا ۏحشة و عاوزة ابعد إبني
عن أهله و ابوز نفسيته.....انا مقدرش اقعد هنا
و إنت عارف كده كويس و عمي
و طنط اكيد حيفهموا انا عملت كده ليه
أيهم بابتسامة بعد أن نجح في إستفزازها
أنا أكيد مش حمنعك تروحي اي مكان إنت
عاوزاه و مش حمنعك تتجو.... زي و تشوفي
حياتك من ثاني...
نطق بصعوبة قبل أن يتوقف قليلا ثم
إستانف حديثه من جديد بس إبني
مش حيسيب بيته و عيلته... مكانه هنا
و لو عاوزة تفضلي جنبه أهلا و سهلا بيكي
مش عاوزة إنت حرة....
صړخت ليليان بعد أن فقدت سيطرة على
نفسها عاوز تاخذ مني إبني هي حصلت...
طبعا مش حستغرب منك حاجة ما إنت
عملت لي أسوأ من داه .
فلتت منه ضحكة قصيرة غير مرحة ليقف
من مكانه متوجها نحوها ببطئإهدي... إهدي....
مفيش حد يقدر ياخد منك إبنك....إهدي يا لولو.
رمقته بحنق قبل أن ترفع سبابتها في وجهه
قائلة بټهديد متقليش لولو.....
هز كتفيه
فصل خامس جزء ثاني
صړخ عمر بنفاذ صبر في وجه طبيب
ذي يتابع حته منذ سنتين و هو يلقي
بحزمة أوراق تي تتضمن تحيله طبية
قائلا پغضببقي سنتين.. سنتين و انا
بسمع منك نفس كلام....أصبر و استنى
خذ دواء داه.. إعمل كده و متعملش كده
سنتين و مفيش حاجة تغيرت...صارحني
و قلي إذا حتي ميؤوس منها انا حفهم
و حتصرف بس متودينيش و تجيبني زي
عيل صغير و في اخر مفيش حاجة....
متدينيش أمل كذاب يخليني أحلم بحاجة
مستحيلة انا خلاص زهقت و مليت و صبري
نفذ و معادش ليا طاقة.... لا انا و لا مراتي....
إرتمى جسا على كرسي ليفرك وجهه بتعب
غير مهتم بنظرات طبيب متأسفة لحه....
مد له اخر كوب ماء و هو يحاول تهدئته قائلا
بعملية إهدى يا أستاذ عمر انا فاهم و مقدر
حتك بس صدقني نرفزة و زعل مش
كويسين علشانك...إنت بقك سنتين بتتعج
عندنا و حمد لله حتك بقت أحسن بكثير
و إن شاء له حنسمع اخبار كويسة قريب
بس لازم تكون صبور و هادي أكثر من كده في ناس بتقعد تتعج بين خمس و عشر سنين و أحيانا
أكثر....
رمقه عمر بحنق و هو يضع كوب فوق
مكتب متمتما بغيضلسه بيقولي اصبر
طبعا ماهو مش لي رجليه في مية...
يلا إكتبلي لو في دوا او تعليمات عشان
عاوز أمشي من هنا انا کرهت ام مكان
داه...
إبتسم طبيب و هو يخفض رأسه
ليدون بعض ملاحظات بسرعة في ملفه قائلا
إنت حتستمر على أدوية قديمة و إن
شاء له مرة جاية حنسمع اخبار كويسة
موعدنا كعادة كمان أسبوعين .
صافحه عمر على مضض قائلاإن شاء له.
تنهد بعمق و هو يغلق باب مكتب وراءه
ليسير في بهو بخطوات متثاقلة و قد بدأ
يتملكه يأس من حته فكلام طبيب
لاجديد فيه... في كل مرة يلقي على مسامعه
نفس تعليمات و نصائح...
توجه نحو إحدى كراسي موضوعة في
إحدى زوايا ليجلس عليه بعد أن أحس
بثقل ساقيه و عدم إستطاعته إكم سير
ډفن رأسه بين كفيه و قد تهدلت أكتافه
بعجز...شعر بغصة في حلقه عندما تذكر
هبة تي تنتظره ليهاتفها و يطمئنها
ماذا سيقول لها آن..
من أين سيأتي بقوة و صبر حتى يهدئها
و يقنعها بقرب ڤرج إذا كان هو نفسه قد
تعب و بدأ ياس يتسلل بداخله رويدا رويدا
كيف سيواجه ودته و عائلته ذين لا يكفون
عن طرح موضوع أطف أمامه دون مراعاة
مشاعره او مشاعر زوجته تي تحاول دائما
إخفاء ألمها و تجاهل إيحاءاتهم حول فشلها
في أن تصبح أما و تحريضهم له أحيانا
ببحث عن زوجة أخرى تهب له أطفا...
نزلت دموعه دون وعي منه و هو يناجي
ربه في سره لييسر أمره و يفرج عنه... أدار
رأسه للجهة أخرى ليمسح دموعه عندما
شعر بيد أحدهم تربت على كتفه ثم تنحنح
لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره ذي يخفيه عن جميع
رفع رأسه ليجد هبة تحدق فيه بصمت و عيونها تتفرسانه بلهفة....
في حضڼ أمه...كتم صوت شهقاته
بيده لكن هبة أحست باهتزاز جسده
في أحضانها لتربت على ظهره بحنان
محاولة مواساته بعد أن فهمت فحوى
حوار بينه و بين طبيب في داخل....
نجحت أخيرا في تهدئته بعد دقائق طويلة
آسف يا بيبة مش عارف إيه لي حصلي
فجأة إنهارت و معتش قادر أكتم جوايا...
ناولته هبة منديلا ورقيا ليأخذه منها
و هو يحاول رسم إبتسامة خفيفة
على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ
متحملش نفسك أكثر من طاقتها
و بعدين انا مليش دعوة بكلام دكاترة
فارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا
كل
يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا
متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي
آخر مرة تيجي فيها مكان داه..من نهاردة
مفيش لا أدوية و لا تحيل حنسيب كل
حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فحمد
لله و لو مقدرش نقول بردو حمد لله.....
ضمت يديه بين يديها و هي تضيف
بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك
حتعتبرني بنوتك كبيرة و مش عايز
من دنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك
بقى....
تخرجه
في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه
عن شعوره تقصير ناحيتها
طو سنوات زواجها به لم تحسسه
و لو مرة واحدة بنقص تواجه كل إهانات
عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا...
هذه هبة تي عشقها و إختارها من بين
آلاف فتيات يوما بعد يوم تثبت له
أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى
حاجة في حياتي.... بحبك و مش عايز غيرك
في دنيا....
أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة.
بعد اسبوع......
مساء في مستشفى بحيري
فركت ليليان عنقها بتعب و هي تنحني
برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح مكتب
تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث
اسبوع ماضي....عملها ذي إستمر في مستشفى
بعد أن رفض أيهم إستلام إدارة و إكتفائه بعمل
بشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل
مع وده لم تذق طعم نوم منذ يومين
لكثرة عمل و ذي إضطرها للمكوث
في مشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى
أيهم ذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها
في كل مكان بهداياه و مفاجآته غريبة
باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين
ووو...
فتحت أحد ادراج مكتب لتخرج منها
علبة مخملية زرقاء داكنة لتفتحها فيظهر
بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف
انظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه
وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها
بسبب إكتظاط مكتبها بباقات ورد
تي تصلها منه كل يوم...
تذكرت رسة مرافقة لها و تي كتب فيها
ايهم لها عن رغبته في رؤية خاتم في يدها
و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على
رجوع له و بدء معه من جديد حياة جديدة
مختلفة كليا عن ماضي أليم ذي لم تستطع
لحد ان نسيانه...
همست بداخلها و هي تعبث بخاتم ذي
زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها
يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه
قديمة...إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسې
و زير نساء حيتغير... بس هو بقى بيصلي
أنا شفته كذا