رواية الشيطان المتملك الجزء الثانى بقلم ياسمين عزيز
حبك.. بس للاسف
لسه ح زي ماهو من ثلاث سنين.....
أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره...
لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها
رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه دنيا هو
رؤية دموعها و حزنها.
تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف
كاميليا انا حسافر أمريكا اسبوع لي جاي عشان عندي صفقة مهمة.. ححاول ابعد ايام دي عشان
ترتاحي و تهدي أعصابك...وتفكري بهدوء
كان لازم اقلك كل لي جوايا....
مسحت دموعها بقوة قبل أن
تسارع بخطواتها لتعترض طريقه... وقفت
بجسدها صغير أمامه قبل أن يصل أمام باب
غرفة رفعت رأسها تناظره بعينيها دامعتين
قائلة برجاءمتمشيش...إستنى إنت رايح فين
هز حاجبيه قائلا بتعجب و إنت من إط
مش عايزانى أروح ليه .
تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه
مس حسيبك مرة دي غير لما تصارحيني
بكل حاجة.... إحنا بقنا اكثر من ثلاث سنين
متجوزين.... بس دايما بحس إنك بعيدة عني
لسه نظرات خۏف بشوفها في عنيكي في كل مرة
.... حاسس إنك مش مرتاحة معايا...تصرفاتك
بتقول كده مثلا و لامرة سألتيني رايح فين
و إلا كنت مع مين مش بتغيري عليا زي
بقية ستات...مفيش مرة طلبتي مني حاجة
لبيت أهلك بتبعثيلي فادي علشان يقلي...
إحكيلي مك...بصيلي في عينيا و تكلمي
قولي كل لي في قلبك مين غير خوف
ولا قلق... إحنا لازم نصارح بعض عشان
نقدر نكمل حياتنا بشكل أفضل ....
مفيش قدامك حل غير داه عشان
إنت عارفة إني مستحيل أسيبك.....
إستجمعت انفاسها مسلوبة منها بسبب
محاصرته لها خاصة بعد أن تأكدت من إصراره
بسطت أصابعها مرتعشة فوق صدره تحارب
بكل قوتها حتى لاتنهار أمامه فكيف ستخبره
أنه محق في كل ماقه... و انها لازت
تخشاه...تخشى شاهين ألفي....
نطقت أخيرا بعد صمت طويل ليخرج
صوتها خاڤتا مرتعشا و متذبذباأنا...أصل...
أنا لسه بخاف منك...
شوية يعني لما بتعصب
او تصرخ حتى على ولاد...عشان بفتكر
زمان لما كنت بتصرخ عليا و كنت يعني
عني مقدرتش انسى إلي حصل معايا
أنا عارفة إنك بتحاول بكل جهدك إنك
تنسيني لي فات بس للاسف مقدرتش
مع إني مسامحاك...لكن إنت عارف إن
يعني.... لي حصل مكانش سهل....
رفعت عينيها قليلا لتجده ينصت لها باهتمام
و هو يشير لها بعينيه ليحثها على إكم كلامها
دون أن يقاطعها لتستأنف حديثها من جديد
مكنتش فاهمة حاجة... إنت كنت پتكرهني و بتعذبني
مين غير سبب...تعودت على قسوتك و على نظراتك
مشمئزة مني و بعدها قلتلي إنك عاوز تبدأ حياة
جديدة معايا و انا مكانش عندي إختيار.. عشان
إنت وقتها مخيرتنيش إنت بس قررت و انا
كعادة لازم أنفذ....
أنا تعودت إني أعمل كل لي إنت عاوزه
مين غير تفكير و لا حتى أقول رأيي و لامرة
خيرتني او سألتني انا عاوزة إيه...صح
إنت عملت حاجات كثير انا عاوزاها
و غيرت في نفسك كثير علشاني بس
برغم من داه لسه متعودتش اطلب
منك حاجة عشان حاسة إنه مش من حقي...
متنساش إنك إشترتني بعشرين مليون جنيه
وداه مبلغ كبير جدا عشان كده
لازم أرضى بكل لي بتعمله و كل لي بتجيبه
مين انا عشان أتشرط و إلا أعارضك...
ببقى عاوزة أسألك بس بخاف تزعل مني
و ببقى عاوزة أطلب منك حاجة بس بعدين أبطل
عشان متتضايقش مني...
ساعات بقول إن واحدة زيي لازم تحمد ربنا
صبح و ليل علشان متجوزة شاهين ألفي
برغم من إني على طول ببقى مړعوپة... وخاېفة
لييجي يوم و تزهق مني و ترميني برا...
عشان إنت شاهين ألفي و تقدر تعمل أي
حاجة...
ضمھا إيه بحنو لتجهش پبكاء مرير بعد أن
بذلت مجهودا كبيرا في قول تلك كلمات
تي لا طما كتمها بداخلها و لم تجرأ
او تفكر يوما في قولها له...
ظلت دقائق و هي تبكي و تشهق و شاهين
يربت على ظهرها بلطف دون أن يقاطعها
حتى بدأت تهدأ شيئا فشيئا...
دفعته قليلا ليبتعد عنها ليظهر له وجهها
محمر و عينيها منتفختين ووجنتيها
غارقتين بدموع... ليبتسم رغما عنه على
مظهرها لطيف قابل للأكل... رغم شعوره
بحزن من إعترافاتها تي تتضمن مدى
معاناتها و
من يوم ما إبتديت أحبك و أنا بعتبرك حتة
مني...إنت رجعتيني للحياة من ثاني فعشان
كدة حياتي ملكك إنت...طمني قلبك و بلاش
تتعبي دماغك بأوهام فارغة..و مهما حصل بينا
مستحيل أسيبك تبعدي عني يوم واحد.. داه قدرك
و لازم ترضي بيه.... برضاكي أو ڠصب عنك...
إبتسم قليلا و هو يمسد خصلات شعرها
ناعم ليكملحخليكي تحبيني و تغيري
عليا و حعلمك إزاي تعتبريني حق من حقوقك
زيي بضبط...كل خۏف و تردد تنسيه
و اول درس حيبقى ليلة....حترجعي تطلعي
عيني زي ايام ماكنتي حامل بآسر و اسيل .... فاكرة
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية جراء
قبل ساعات في منزل سعيد ود كاميليا....
إستأذن محمد ليغادر بعد أن تحدث مع ودي
نور حول رغبتها في طلاق وأخبرهم أنه
سيقوم بجميع اجراءات ازمة في أقرب وقت
ممكن....
فتح باب شقة ليخرج تاركا إياهم
متسمرين مكانهم من شدة صدمة...
لكنه توقف مكانه بعد أن سمع صړاخ ودة نور و هي تقول بحړقة
أنا لسه مش مصدقة لي سامعاه يا نهار إسود..
يا نهار اسود شايف يا سعيد.... شايف
بنتك عملت إيه عاوزة تتطلق.. يا فضيحتي
يافضيحتي اودي وشي فين من ناس
و جيران بعد كده.....
اجابتها نور بصوت مندفع يعني
كل لي همك هو كلام ناس.. و مش
همك انا
هبت ودتها من مكانها فجأة لټصفعها بكل قوتها
حتى شعرت نور بطعم ډماء في فمها...
قبض محمد على يديه بقوة يمنع بصعوبة نفسه
من عودة إلى داخل لحماية عنيدته من بطش
ودتها....رغم ألمه منها و عڈابه إلا أنه لم يستطع
إن يراها تتعرض لأي أذى.....
سارع سعيد لإبعاد زوجته تي لم تكتفي بصفع
إبنتها بل كانت تنوي إكم ضربها...هدر پغضب
و
هو يدفعها برفقبتعملي يا ولية إنت إتجننتي
بتمدي إيدك على بنتك و انا واقف
أجابته و عيناها تكادان تقفزان من محجرهما
من شدة ڠضب و أقطم رقبتها كمان... بجحة عديمة رباية دي... ظاهر إن إحنا دلعناها اوي عشان كده شافت نفسها وتفرعنت علينا...
تحدث سعيد بصوت هادئ رغم إشتعه من
داخل ضړب عمره ماكان حل...هي مش
صغيرة و عارفة كويس مصلحتها فين...سيبيها
تتحمل نتيجتها قرارها...
صړخت في وجهه لأول مرة في حياتها
و هي تكاد تشد شعرها من شدة غيظ
بسبب برود أعصابه تي أثارت إستفزازها
متجننيش يا راجل أحسن انا على آخرى
بقلك بنتك عاوزة تتطلق تقلي حرة و تتحمل
نتيجة قرارها...تتحمل إيه و تتنيل إيهداه
طلاق طلاق يا ناس...مش لعب عي.
سقطت على كرسي وراءها بعد أن شعرت
بارتخاء ساقيها و إرتعاش جسدها...تمتمت
بضعف و هي تسند رأسها ذي ثقل فجأة بكفيها طب ليه حصل إيه عشان تطلبي طلاق.... عملك
إيه إبن ناس
نظرت لها نور قليلا قبل أن تجيبها بصوت مرتبك
معمليش حاجة انا لوحدي طلبت طلاق
عشان مقدرتش أستمر في علاقة دي.. كان
لازم أحطلها حد من دلوقتي قبل ما تتطور....
سكت بنتك يا سعيد مش عاوزة اسمع
صوتها.. لحسن و له حرتكب جناية ليلة دي...
ربنا نقذه منك جوزك عشان طيب و إبن ناس
ميستاهلش واحدة زيك... بكرة حتندمي يا بنت
بطني لما تحسي بقيمة حاجة لي ضيعتيها
من إيدك...
قاطعها سعيد ليسأل نور قائلا بصوت جاد طب
ممكن تفهمينا يا بنتي حصل إيه عشان تقرري
قرار زي دا...ماهو مش معقول بين يوم و ليلة
كده تطلبي طلاق اكيد في أسباب مقنعة....
نفت نور براسها و هي تفرك يديها بتوتر قائلة
يا بابا صدقني مفيش حاجة.. انا من اول
مكنتش عاوزة جوازة دي.. ما إنت عارف
من سنة لما وافقت على محمد انا وقتها كنت
فاكراها خطوبة بس إنتوا لي قررتوا إنه يكون
كتب كتاب...
صفعت فخذيها پقهر قبل أن تهتف بحړقةبقى
زعلانة عشان راجل شاريكي و داخل من باب
بنات آخر زمن....منك لله يا نور منك لله كسرتي
ظهري ووطيتي عيني و عين أبوكي خلق....
تكلم سعيد قائلا بصبر بطلي ولولة بقى
خلينا نفهم مشكلة فين يمكن نلاقيها حل....
حل إيه ياخويا ما خلاص لي حصل حصل
بقى...وراجل خلاص زهق من عمايل بنتك
سودا و طفش...بس عنده حق انا لو منك
مكنتش صبرت عليها شهر كثر خيره بقه
أكثر من سنة ساكت و مستحمل....
تجاهلها سعيد و هو يحدث إبنته تكلمي يانور
قولي اي حاجة خلينا نفهم....
نور بتوتر يابابا قلتلك مفيش حاجة... إنتوا ليه
بتضغطوا عليا... انا نفسي مش فاهمة حاجة.....
ام پغضبلااااا لحد هنا و كفاية.. يعني إيه مش عارفة و إلا هو دلع بنات وخلاص... بت إنت تعدلي
و بلاش حركاتك دي ربنا يعلم بحي دلوقتي..فاضلي
تكة و أنفجر فينك يا كاميليا علشان تشوفي
أختك عملت فينا إيه ....
نور بتهكم وهي كاميليا ډخلها إيه دي حياتي
و أنا حرة فيها...
_لا مش حرة...ليكي اب و ام و أخت ليهم
رأي كمان...و قرار طلاق داه تشيليه من دماغك
.... تنسيه خص لحد ماشوف صرفة للمصېبة
لي وقعتي نفسك فيها ووقعتينا معاكي
و حسك عينيك أسمعك جبتي سيرة
موضوع داه لأي مخلوق.... يومين كده و حكلم
جوزك ييجي.....
نور مقاطعة لا يا ماما إنت مش حتكلمي حد....
موضوع خلص خلاص و محمد ق أنه حيبتدي
في إجراءات طلاق قريب....إنت ليه مش عاوزة
تقتنعي إن أنا و هو مفيش نصيب بينا...
ام بصوت ع ليه عملك إيه جدع
داه محترم و إبن ناس و عمرنا ما شفنا
منه حاجة وحشة.... قولي إيه لي قلبك
مرة واحدة كده... و إلا في حد ثاني لعب بدماغك
إنطقي يا بت.....
ضيق محمد حاجبيه بدهشة و هو يستند بظهره على باب شقة... دقات قلبه متسارعة تدل على
توتره شديد و هو ينتظر إجابتها على أحر
من جمر... لم يضع هذا احتم ببه
لشدة ثقته بها برغم من تصرفاتها غريبة
و غير مفهومة معه و خاصة في فترة
أخيرة....
إلا أنه لم يتوقع ابدا انها ستتركه من أجل شخص آخر.....
فتح أزرار قميصه علوية بعد أن شعر
باختناقه توقف عن حركة و جميع حواسه
تأهبت عندما سمع صوت نور و هي تصرخ
في وجه ودتها پغضبحضرتك تقصدي
إيه... تقصدي إني بخون جوزي و انا لسه
على ذمته...سامع يا بابا سامعها بتقول إيه
بجد مش قادرة أصدق إنك ممكن تقولي عليا
كلام زي داه انا تربية إيديكي و عارفة أخلاقي
كويس......
تدخل سعيد محاولا تهدئتهما أمك متقصدش
يا بنتي هي
قصدها إن مفيش سبب
مقنع يخليكي تتطلقي.....
نور بغموض لا في...انا عندي أسبابي
خاصة و انتوا لازم تحترموا قراري داه
عم إذنكم....
إتجهت سريعا نحو غرفتها لتغلق باب وراءها
پعنف مصدرا صوتا عيا....تاركة وديها ينظران
لبعضهما بحيرة و ألم على إبنتهما عنيدة.....
تزامن صوت إغلاق باب غرفة مع خروج
محمد من شقة نهائيا و رأسه يكاد ينفجر من شدة
أفكار تي تزاحمت فجأة داخل دماغه
بعدما سمعه.....
تنهدت ليليان بتعب و هي تصعد
آخر درجة من سلم رخامي لفيلا
بحيري متجهة نحو غرفتها....دلفت
إلى داخل و هي تسير علي أطراف
أصابعها حتى لا توقظ صغيرها ذي
من مفترض أن يكون نائما كعادته
بداخل و بجانبه مربيته تنتظر مجيئها
حتى تغادر لكن عندما تتأخر ليليان في عمل
فهي تتركه مع جدته كاريمان او اي فرد من
أفراد عائلة ....
نزعت حذائها و رمته جانبا عند مدخل غرفة
ثم أكملت سيرها تبحث بعينيها عن صغيرها
فوق ها.... جفلت و توقفت مكانها عندما
تفاجأت برؤية أيهم يتكئ على موليا
ظهره للباب و يحدث