الخميس 09 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1065 إلى الفصل 1067 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصري على جروب روايات على حافه الخيال
الفصل 1065
امتلأت عيون هيلما بالدموع وهي ترى باستيان وناتالي يرقصان برشاقة أمامها. 
كان الله وحده يعلم كم مرة تخيلت هذا المشهد في أحلامها. لطالما تصورت نفسها في مكان ناتالي لكن الآن باتت بطلة هذا المشهد امرأة أخرى. 

رغم أن هذه اللحظة كانت جزءا من أحلامها منذ الأزل إلا أن الألم الذي شعرت به في قلبها كان يمزقها. كانت كلمات والدها دائما تدعمها وتؤكد لها أن كل شيء سيكون على ما يرام لكن الحقيقة الآن باتت أشد قسۏة من أي تصور.
بينما كانت هيلما تحدق في الأرض كان صوت أحلامها يتحطم داخلها. 
رأت والدها جيرت يقترب منها بخطوات مترددة. أمسك بيدها برفق وقال بصوت هادئ ولكنه صارم 
هيلما. 
رفعت عينيها المليئتين بالدموع نحوه وقالت بصوت مبحوح أبي... 
أجابها بحزم لا تبكي! هناك الكثير من الناس يراقبونك الآن. إنهم ينتظرون منك أي ضعف لتبدو مهزومة أمامهم. إذا شعرت أنك بحاجة إلى الاڼهيار فافعلي ذلك في المنزل لكن ليس هنا! 
نظرت إليه بعينيها الحمراوين وهمست لكنني لا أستطيع يا أبي. قلبي... إنه ينكسر. 
نظر جيرت إلى ابنته بصرامة وقال أنت أقوى من هذا. أنت تعلمين منذ وقت طويل أن الأمور قد تصبح بهذا السوء. إذا أظهرت ضعفك الآن فسيحتقرونك جميعا. هل تريدين ذلك 
كانت كلمات والدها قاسېة لكنها واقعية. لم تستطع هيلما الإجابة فڠرقت في صمت مؤلم. أرادت أن تبكي بكل ما أوتيت من قوة لكن نظرات جيرت الجادة أوقفتها.
بينما كانت هيلما تقاوم دموعها شعرت أن الألم يزداد قوة وكأن قلبها يتآكل من الداخل. 
في نفس اللحظة كانت هايدي التي لطالما اعتادت الصمت تراقب الموقف بعبوس. لم يكن انتباه الحاضرين على هيلما بل كان موجها إلى ناتالي التي أصبحت مركز المشهد وهي ترقص بثقة مع باستيان.
في أعماقها فكرت هايدي پغضب لقد قللت من شأنك يا ناتالي. أنت أكثر دهاء مما كنت أعتقد.
ثم وبما لم تعتده تدخلت هايدي قائلة لجيرت أبي لماذا تجبرها على عدم البكاء إنها لا تستطيع التحكم في مشاعرها الآن. ماذا لو أخذتها بعيدا حتى تتمكن من الهدوء 
نظر جيرت إليها للحظة يفكر فيما قالته. ثم أجاب ربما تكونين على حق. اصطحبيها للخارج واعتني بها. 
أمسكت هايدي بيد هيلما وقالت تعالي معي. 
نهضت هيلما بصعوبة وهي تشعر أن كرامتها قد جرحت أمام الجميع لكن فكرة الابتعاد عن المشهد كانت تريحها قليلا. 
خرجت المرأتان من قاعة الحفل لكن خطوات هيلما كانت مثقلة باليأس. 
كانت هايدي تحاول الإمساك بها لتخفف عنها لكن من الواضح أن هيلما كانت تكافح ليس فقط لمغادرة المكان بل للهروب من مشاعرها المحطمة. 
في الداخل عاد باستيان إلى حلبة الرقص حيث الټفت نحو ناتالي بحنان واضح يكسو ملامحه. 
رغم أن قلبه كان مثقلا بالمسؤوليات والتوقعات إلا أنه اختار وبإرادة عنيدة أن يعصي أوامر والدته. دعوة ناتالي لمشاركته في الرقصة الافتتاحية لم تكن مجرد قرار عابر بل كانت إعلانا صامتا عن موقفه مهما كانت العواقب. 
اقترب الاثنان من بعضهما بينما كانت أنغام الموسيقى تتردد في القاعة. 
نظرت ناتالي إلى باستيان ببرود وسألته بهدوء مشوب بالڠضب لماذا اخترت أن تكشف لي هويتك بهذه الطريقة 
كان بإمكانه أن يخبرها بطرق أخرى أكثر لباقة وأقل إزعاجا لكنه اختار أسلوبا جعلها تشعر وكأنها مجبرة على تقبل

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات