رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1065 إلى الفصل 1067 ) بقلم باميلا
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصري على جروب روايات على حافه الخيال
الفصل 1065
امتلأت عيون هيلما بالدموع وهي ترى باستيان وناتالي يرقصان برشاقة أمامها.
كان الله وحده يعلم كم مرة تخيلت هذا المشهد في أحلامها. لطالما تصورت نفسها في مكان ناتالي لكن الآن باتت بطلة هذا المشهد امرأة أخرى.
بينما كانت هيلما تحدق في الأرض كان صوت أحلامها يتحطم داخلها.
رأت والدها جيرت يقترب منها بخطوات مترددة. أمسك بيدها برفق وقال بصوت هادئ ولكنه صارم
رفعت عينيها المليئتين بالدموع نحوه وقالت بصوت مبحوح أبي...
أجابها بحزم لا تبكي! هناك الكثير من الناس يراقبونك الآن. إنهم ينتظرون منك أي ضعف لتبدو مهزومة أمامهم. إذا شعرت أنك بحاجة إلى الاڼهيار فافعلي ذلك في المنزل لكن ليس هنا!
نظرت إليه بعينيها الحمراوين وهمست لكنني لا أستطيع يا أبي. قلبي... إنه ينكسر.
كانت كلمات والدها قاسېة لكنها واقعية. لم تستطع هيلما الإجابة فڠرقت في صمت مؤلم. أرادت أن تبكي بكل ما أوتيت من قوة لكن نظرات جيرت الجادة أوقفتها.
في نفس اللحظة كانت هايدي التي لطالما اعتادت الصمت تراقب الموقف بعبوس. لم يكن انتباه الحاضرين على هيلما بل كان موجها إلى ناتالي التي أصبحت مركز المشهد وهي ترقص بثقة مع باستيان.
في أعماقها فكرت هايدي پغضب لقد قللت من شأنك يا ناتالي. أنت أكثر دهاء مما كنت أعتقد.
نظر جيرت إليها للحظة يفكر فيما قالته. ثم أجاب ربما تكونين على حق. اصطحبيها للخارج واعتني بها.
أمسكت هايدي بيد هيلما وقالت تعالي معي.
خرجت المرأتان من قاعة الحفل لكن خطوات هيلما كانت مثقلة باليأس.
كانت هايدي تحاول الإمساك بها لتخفف عنها لكن من الواضح أن هيلما كانت تكافح ليس فقط لمغادرة المكان بل للهروب من مشاعرها المحطمة.
في الداخل عاد باستيان إلى حلبة الرقص حيث الټفت نحو ناتالي بحنان واضح يكسو ملامحه.
رغم أن قلبه كان مثقلا بالمسؤوليات والتوقعات إلا أنه اختار وبإرادة عنيدة أن يعصي أوامر والدته. دعوة ناتالي لمشاركته في الرقصة الافتتاحية لم تكن مجرد قرار عابر بل كانت إعلانا صامتا عن موقفه مهما كانت العواقب.
اقترب الاثنان من بعضهما بينما كانت أنغام الموسيقى تتردد في القاعة.
نظرت ناتالي إلى باستيان ببرود وسألته بهدوء مشوب بالڠضب لماذا اخترت أن تكشف لي هويتك بهذه الطريقة
كان بإمكانه أن يخبرها بطرق أخرى أكثر لباقة وأقل إزعاجا لكنه اختار أسلوبا جعلها تشعر وكأنها مجبرة على تقبل