رواية الشيطان المتملك الجزء الثانى بقلم ياسمين عزيز
ضحاتها
مسلسل إيه ياهبلة...مش مصدقة إن
لي قدامي هي نفسها كاميليا أولى
على دفعتي خمس سنين...
كاميليا داه كان زمان...انا اصلا دماغي
تمسح منه أي حاجة تخص هندسة...بيت
ربة بيت ممتازة زي ما بيقولوا....انا مش
فاهمة إنت إزاي مستحملة خنقة شغل
هنا..حاجة تقرف..
هبة و قد إكتسى ملامحها بعض حزن
مفيش حاجة تخليني أقعد في بيت
ما إنت عارفة لا عيل و تيل
شوية و يخليني انسى و ابعد عن
مشاكل.....
و هي تشعر
بتأنيب ضمير لتطرقها لموضوع حساس
عند صديقتها دون قصد...لتنطق محاولة
تشتيت تفكيرها بقلك إيه معاكي روج
اجابتها أخرى و هي تنظر لها ببلاهة روج
إيه
كاميليا روج يا هبة...و يا ريت يكون
لون فاقع اصل مش معايا حاجة في
شنطتي غير برفيوم
هبة بتعجب نعم ياختي.... برفيوم و بس
كاميليا بنفي و هي تمد لها حقيبتها تؤ....و
لا اي حاجة... اصل شاهين قبل ما اخرج
بيفتش شنطة و لو لقى حاجة تابعة
ميكاب بيرميها على طول...
هبة و بانزعاج ما
أنا شايفاكي اهو قدامي وشك مفهوش حاجة...
بس مش جديدة ما إنت من زمان يعني
من قبل ما تتجوزي مكنتيش بتحبي تحطي
حاجة على وشك...يا دوب بتغسليه و تنزلي
كاميليا بتنهيدةعشان زمان مكانش عندي
ثمن قلم كحل... بس دلوقتي حمد لله تسريحة
مليانة..
هبة طيب مش قلقانة يشوفك و إنت
عاملة روج هنا....
كاميليا بتذمر وحيشوفني إزاي لو طلبني
حبقى امسحه قبل ما اروحله....
هبة بعدم إقتناع و هي تنهض من مكانها
طيب حروح اجيب شنطتي و اجيلك...
تراجعت كاميليا بظهرها على
كرسي و هي تراقب خروج هبة
جديد ذلك ملف ذي حدثتها عنه
صديقتها منذ قليل....
باستهزاء لاترغب في تفكير
في أي شيئ يخص عمل....
دخلت عليها هبة من جديد و هي تفتش
حقيبتها لتضع أمامها عدة انواع من مستحضرات
تجميل قائلة داه ايلاينز و داه ماسكارا و
دول روج إختاري لي إنت عاوزاه و دي......
قاطعتها كاميليا و هي ټخطف قلما أحمر
ثانيين كفاية داه... هاتي مراية و إلا قلك
حضبطه على كاميرا تلفون....
هبة باستسلام طيب انا رايحة
دلوقتي علشان عندي شغل مستعجل
و لازم أخلصه...و إلا عمر حيطين
عيشتي...
كاميليا طيب قبل ما تروحي... قوليلي
إيه رأيك في روج... حلو عليا بقي
كثير محطيتش لون داه...
هبة بخبثهو من ناحية حلو فهو حلو اوي
.
كاميليا بعناد وهو جوزي حيشوفني إزاي يا فحة
هبة و هي تغمزهامن كاميرا لي في
مكتب يا قمر....
وضعت أخرى يدها على ثغرها
و قد إتسعت عيناها بړعب بعد أن
سمعت ما تفوهت به هبة و هي تنفي براسها
يمينا و يسارا قبل أن تتكلم پاختناق
كاميرا هو حاططلي كاميرا في مكتب .
هبة و هي تتجه نحو باب مكتب
شركة مليانة كاميرات...يلا سلام
اشوفك بعدين.
جت بعينيها ارجاء مكتب بحثا
عن كاميرا مختبئة لكنها لم تجدها
لتبدأ في مسح احمر شفاه بمنديل ورقي و هي تطمئن متمتمةمفيش كاميرا هنا... اكيد
غبية هبة قت كده علشان تغيضني
مش اكثر... و بعدين هو انا خاېفة منه ليه
أنا مش بعمل حاجة غلط و كل ستات
بتعمل روج و ألوان ثانية كمان....ايوا صح...
قاطع تمتمتها رنين هاتفها لتصرخ
بفزع قبل أن تستدرك
نفسها....
يا لهوووي داه شاهين...يا نهار اسود
يا نهار اسود... حيقتلني...حتموتي
يا كاميليا بسبب قلم روج.
في خارج تابعت هبة طريقها نحو مكتبها
لكنها توقفت فجأة متمتمة بتفكير أنا نسيت
مقلتلهاش إن روج ثابت و مش بيتمسح
قبل إثناشر ساعة..
وضعت يدها على مقبض باب لتفتحه
و تدلف و هي مازت تتمتمحبقى أقلها
بعدين... دلوقتي
لازم أخلص كوم ملفات لي سابهولي
استاذ جوزي...انا إيه لي خلاني اقبل
ابقى مديرة مكتبه...بلا نيلة ماهو
لو كنتي رفضت كان قعدني في بيت.....
فين ملف صفقة 5642 انا حطيته فين....
فين يا هبة ركزي بقى....
في جهة أخرى من نفس طابق دخلت
كاميليا مكتب شاهين ذي كان منشغلا
بدراسة تصاميم تي
قدمها عدة مهندسين من شركة حتى
يتم إختيار تصميم أنسب
لبناء مدينة سياحية جديدة
تي تعتزم شركة بنائها قريبا....
كان يترأس طاولة اجتماعات
و على يمينه يجلس عمر و بجانبه
مهندس حسن بينما يقابلهما
في جهة أخرى رجلين لم تتعرف
عليهما كاميليا تي ظلت واقفة
بارتباك..
خفض جميع رؤسهم باحترام متحاشين
نظر نحوها مخافة ڠضب رئيسهم...بينما
رفع شاهين عينيه
و حب.. لحظات قليلة حتى أدرك أن
مشاهدتها من بعيد لم تعد تكفيه...
أشار لها حتى تجلس على مكتبه قليلا
قبل أن ينهي اجتماع على عجل.
وقف من كرسيه ليسير نحوها
حما أغلق عمر باب مكتب خلفه...
إستفزه بشدة.. وضع يديه في جيوب
بنطه متمكا نفسه بصعوبة قائلا بسخرية
حلو روج....جبتيه منين
رفعت رأسها نحوه قائلة باستغراب
روج إيه انا مسحته قبل ما أجيلك....
قائلا تؤ....مش من نوع لي
بيتش بسهولة.....
رمشت عينيها عدة مرات تسبل اهدابها
و هي تنظر نحوه بوداعة قائلة
بنعومة مخذتش بي...اصلي زهقت
في شركة و ملقيتش حاجة اعملها....
شاهين زهقانة مممم يعني كملتي
تصميم مشروع...
اخذ ملف ذي وضعته منذ قليل
فوق مكتبه ليفتحه و يبدأ في مراجعته
بعد ثوان قليلة تفاجأت به يلقيه
على طاولة صغيرة أمامها بإهم
قائلا بفتور باين جدا إنك زهقانة
لدرجة إنك بتشتغلي بمقلوب...
مفيش حاجة عدلة في تصميم
بتاعك أخطاء ميعملهاش طب
في سنة اولى...سايبة شغلك و
مهتمة بحاجات تافهة.
وقفت أمامه بتحدي لتشعر بڠضب
من كلاماتها تي تتضمن في طياتها
على فكرة إنت لي اقنعتني إني
آجي شركة و ابدا شغل... انا مكنتش عاوزة
عشان عارفة نفسي حفشل.... مش حقدر
أركز هنا و قلبي و فكري هناك في بيت
مع اولاد...مع لي إسمها فتحية إنت عارف
كويس إني مش بحبها و إنت بعند فيا
خليتها هي لي تهتم بيهم.
شاهين بملل رجعنا لنفس اسطوانة
من تاني.... فتحية مين لي تتجرأ و ټأذي
أولادي... . انا لو كان عندي شك واحد في مية
في أمانتها كنت محيتها من على وش أرض
من زمان...إنت ليه مش عاوزة تقتنعي
إن حكاية زمان كانت مجرد تمثيلية
مني...شيلي أوهام دي من دماغك
عشان ترتاحي و بنسبة للتصميم
أنا عارف إنك بتتعمدي تغلطي عشان تخليني
أيأس منك و ابطل أجيبك معايا شركة...
كاميليا بضيق من إكتشاف خطتها لا طبعا... كل حكاية
إن مشروع صعب و محتاج حد عنده
خبرة اكثر مني عشان يطلعه perfect....
هامسا بحنان مفاجئ بعد أن لانت نظراته حبيبي
إنت كنتي أولى على دفعتك خمس
سنين يعني مشروع زي داه مهما كان
صعب لو ركزتي شوية مكنتيش حتغلطي
فيه كده....انا مش عايز احرمك إنك
تحققي حلمك لي تعبتي عشانه من
سنين...اولاد بخير متقلقيش و تقدري
كل ساعة تطمني عليهم بتلفون... و كلما
تحسي نفسك زهقتي او تعبتي تقدري
تروحي انا مش بجبرك إنك تشتغلي بعافية
بس انا لاحظت من فترة طويلة إنك
بقيتي مهوسة باولاد بشكل غريب...
لدرجة إنك بتراقبيهم حتى و
هما نايمين... بقيتي خنقاهم ياكلوا داه و
مياكلوش داه مش
بتخليهم يلعبوا براحتهم
فحل إنك لازم تبعدي عنهم شوية لو سبتك
كده حتبقي موسوسة.... خليهم هما
كمان يرتاحوا شوية من خضار مسلوقة
لي بتجبريهم ياكلوها....
قها بمزاح مترقبا ردة فعلها تي توقعها
كطفلة صغيرة هامسة بدل بقى كده
يعني إنت جبتني هنا عشان ولاد يرتاحوا
مني....
ويجيبها بصوت متحشرج تؤ جبتك
هنا عشان عاوزك قدامي طول وقت...
و كمان عشان اكسب ثواب في ولادك
مساكين و خاصة فادي...
زمانه عامل حفلة مع اسيل و ايسم
و بياكلو بيتزا و كنتاكي.....
مش عارفة إنت ليه كل مرة بتغلبني و بتنفذ بس
لي في دماغك بأي طريقة...كل حاجة
بتحصل على مزاجك إنت وبس انا مليش
رأي و لا اي قرار....
داعب انفها قائلا و هو انا إيه مين غيرك...
و لا حاجة....
تراقص قلبها بفرحة و اشعت عينيها
بلهفة واضحة تطعه بنظرات هائمة
مطبة بمزيد من كلماته تي تأخذها
عيا فوق غيوم وردية حتى انها
تنسى نفسها و زمانها و مكانها لا ترى
يتبع
فصل ثث جزء ثاني
في كلية طب.....
أنهت نور محاظراتها صباحية ثم خرجت
إلى كافتيريا لطلب قهوة تمكنها من
إكم يومها طويل.. إلتقت بصديقتها
بسمة لتتحول قهوة إلى وجبة غداء....
systemcode_ad_autoads
إرتشفت رشفة من كوب مشروب غازي
ذي طلبته مع بيتزا متوسطة حجم
لم تأكل منها سوى قليل....لتنظر نحوها
صديقتها بدهشة قائلة _مش بتاكلي
ليه يا نور
أجابتها نور و هي تدفع طبق أمامها قليلا
systemcode_ad_autoads
_ مليش نفس... مش عارفة مي حاسة
نفسي مخڼوقة و مش عاوزة أعمل حاجة
مش عاوزة أبقى في جامعة و مش عاوزة
اروح بيت... زهقت من حياتي كلها يا بسمة .
بسمة بحاجب مرفوع _ نعم زهقتي ام
أنا أقول إيه اروح أنتحر أحسن...
systemcode_ad_autoads
ضحكت نور ضحكة قصيرة ساخرة_ ظاهر
أنا لي حنتحر و أرتاح....
نفخت بسمة وجنتيها بضيق قائلة _ فعلا
لو مبطلتيش تسمعي لكلام ميار و وسوستها
حتبقى نهايتك يا مۏت يا مستشفى مجانين..
إهتز جسدها فجأة إثر صڤعة خفيفة على
ظهرها تلاه صوت ميار صديقتهم ثثة
و هي تصرخ بعتاب _و مها ميار يا ست
بسمة..مش عاحباكي في إيه بقى...إشجيني .
قلبت بسمة عينيها بملل فهي برغم
من أنها صديقتهم إلا أنها لم تكن
تطيقها و دائما ماكانت ټتشاجر معها
لو لا وقوف نور حائلا بينهما...
_مفيش...كنا بنتكلم عنك عادي...عشان
محضرتيش محاظرات صبح.... فقلقنا
عليكي .
قتها بزيف و هي تبادلها نظرات
باردة و قد إرتسم على ثغرها إبتسامة
صفراء لكن أخرى لم تهتم بها.... فكل
ما يهمها هو نور.... او لنقل محمد .
فميار فتاة في ثانية و عشرون
من عمرها صديقة نور منذ دخولهما
معا كلية طب... إبنة إحدى اسر
غنية و معروفة و لطما كانت معجبة
بمحمد و تريد حصول عليه حتى بعد
إن علمت بحبه و زواجه من نور لتبدأ
بتقرب منها و أصبحت بذلك صديقتها
حتى تجعلها بكل طرق تترك محمد
حتى تفوز به بعد أن علمت باستحة
ترك اخر لها لأنه يحبها جدا ...
إلتفتت ميار نحو نور تراقب ملامحها
جميلة شاردة پقهر و حسد تتمنى
لو أنها في مقدورها قټلها و تخلص
منها حتى تحصل على حبها...
أخرجت من حقيبتها هاتفها لتتصفحه
و هي تتحدث او بأحرى تحدث نور
_رامي عزام عامل حفلة في يخت
بعد ثلاثة أيام....تيجوا نروح
اجابتها بسمة بعدم إهتمام و هي تقضم
قطعة بيتزا _ و من إمتى ياختي و إحنا
بنروح حفلات رامي إمام و إلا غيره.
بادلتها ميار نظرات مشمئزة قائلة _ رامي
عزام يا جاهلة إبن مستشار مدحت عزام
بقلك إيه يانور سيبك منها دي طول عمرها
كئيبة و فقرية من بيت للكلية و من
كلية للبيت بعد شهر حتلاقي عندها
ضغط و سكر و جميع أمراض
نفسية....خلينا نروح انا و إنت صدقيني
مكان حيعجبك جدا... انا متأكدة
إنك عمرك محضرتي حفلات من نوع داه
بحر و مزيكا و رقص حاجة جنان....داه
إنت بكثير سنة أو سنتين و حتتجوزي
و ساعتها مش حتلاقي فرصة تعملي
حاجات دي...حتتحبسي في بيت
و حياتك حتبقى لجوزك و أولادك و بس....
يلا بقى قلتي إيه
تنهدت نور بحيرة من كلام صديقتها
واقعي فهي رأت كيف أصبحت
حياة كاميليا شقيقتها بعد زواج
و كيف تغيرت... بمجرد إنجابها
لاطفها إنتهت حياتها مهنية و أصبحت
تكرس كل وقتها للاعتناء بهم...
قاطعت بسمة تفكيرها _ جو رقص و مياعة
داه مش بتاعنا...و أكيد نور باباها و جوزها
مش حيسمحولها تحضر حفلات ناس متعرفهاش
حتى لو كان زميل لينا في كلية....
نفخت ميار هواء پغضب مكبوت
من بسمة تي دائما ما تقف ضدها و تحبط
كل خططها للسيطرة على عقل و تفكير
نور لتقول بنبرة ساخرة_طبعا عشان
مفيش حد منهم حاسس بيها.. نور بقها
فترة تعبانة من ضغط دراسة هي مش
لوحدها طبعا كلنا مضغوطين خاصة
و إن امتحانات قربت... اي حد في
حتنا محتاج إنه يرفه عن نفسه شوية
وبعدين دي