الأربعاء 08 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1008 إلى الفصل 1010 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

 اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصريا على جروب روايات على حافة الخيال 
الفصل 1008
تنحنح صموئيل بصوت منخفض لكن انزعاجه كان واضحا مما أثار توترا في الأجواء.
لم تكن ليا لتخطئ في تفسير الإشارة. كان من الواضح أن عليها التخلي عن ناتالي رغم أنها شعرت بالراحة في حضنها. دفء ناتالي ملمسها الناعم ورائحتها التي تفوح بالعذوبة... كل ذلك جعل من الصعب على ليا أن تتركها. ومع ذلك كان نظرة صموئيل الحادة كافية لتثنيها.

ناتالي من جانبها لم تنبس بكلمة. اكتفت بتحديق صامت في صموئيل لكنه كان تحديقا مليئا بالانزعاج. 
لماذا أصبح أكثر تملكا بعد الزواج فقط لأنني عانقت امرأة لماذا يبدو غيورا إلى هذا الحد
لاحظ صموئيل استياءها فحاول تخفيف الأجواء. اقترب منها بلطف وجذبها إلى حضنه ثم وجه حديثه إلى ليا وياندل 
ناتالي هي كل شيء بالنسبة لي. لن أسمح لنفسي بخذلانها ما دام في حياتي نبض. سأكرس حياتي لتقديرها وإسعادها ولن أحرمها أبدا من حريتها.
لكن في أعماقه كان يعلم أن الحقيقة أكثر قتامة 
لأن وقتي في هذه الدنيا أصبح محدودا.
ليا وياندل لم يكونا على دراية بالسم القاټل الذي ينخر جسد صموئيل. بالنسبة لهما كانت كلماته مجرد وعد لحمايتها وإسعادها. أما ناتالي فقد رأت شيئا مختلفا.
لمعت عيناها للحظة وانعكس فيهما ألم عميق. لكن سرعان ما استعادت هدوءها. 
صموئيل بما أنك انتهيت من الجولة هنا سأرافقك إلى الباب. قالتها بصوت خاڤت وهي تشير إلى المدخل.
أومأ صموئيل برأسه وخرجا معا.
حين وصلا إلى المدخل ترددت ناتالي للحظة قبل أن تلتفت نحوه. 
صموئيل لا يجب أن تتحدث بهذه الطريقة المحبطة!
رفع حاجبيه مستفسرا 
ماذا قلت ليبدو محبطا
تتحدث عن قصر الحياة وعن نصف العام المتبقي... وكأنك قد استسلمت. صوتها كان مخټنقا بالڠضب والحزن. صحيح أن حالتك صعبة وأن السم في جسدك يستعصي على العلاج. لكن هذا لا يعني أنني سأستسلم. سأواصل البحث عن حل. لن أتوقف حتى اللحظة الأخيرة. لذا أرجوك لا تستسلم أنت أيضا. أنت زوجي وأب لأطفالنا الخمسة. لا يمكنك أن تتركني وحدي ولا أن تتحدث وكأنك مستعد للمغادرة.
لم يجبها صموئيل فورا. فقط حدق في وجهها.
كانت أشعة الشمس تغمر ملامحها الرقيقة وعيناها اللوزيتان تلمعان بالدموع. كان مشهدها مؤلما بشكل لا يوصف. ومع ذلك كان هناك إصرار قوي يلمع خلف حزنها وكأنها قوة لا تقهر.
في تلك اللحظة شعر قلب صموئيل بالدفء. كانت كلماتها أشبه بيد خفية تمسكه وتعيده إلى الحياة. 
لقد عشت مع السم منذ طفولتي... وتحملت الألم وحدي. لم أعتقد يوما أن أحدا سيكترث. 
لكن كلمات ناتالي قلبت الموازين.
قاطعت ناتالي صمته 
أخبرني صموئيل... هل يمكنك أن تتحمل أن تتركني
هز رأسه بسرعة وعيناه مثبتتان عليها. 
لا لا أستطيع.
إذن لا تتحدث

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات