الخميس 09 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1008 إلى الفصل 1010 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

كما لو أنك قررت الرحيل. استغرق الأمر مني وقتا طويلا لأثق بك وأحبك. لا يمكنني التخلي عنك بسهولة. الله وهبنا هذه الفرصة ولن أسمح لك بأن تستسلم. حتى لو أراد الله أن يأخذك سأقاتل لأبقيك هنا. 
ثم وقفت على أطراف أصابعها وقبلت وجنتيه قائلة 
أرجوك صموئيل وعدني أنك لن تستسلم مهما حدث. الحياة صعبة لكن إذا واصلنا معا قد نجد فرصة لتغيير مصيرنا.
الفصل 1009
أشعل التصميم في عيون ناتالي شعلة أحرقت التردد في قلب صموئيل. كانت ملامحها المشبعة بالإصرار تطغى على أي شعور بالخۏف داخله تخبره دون كلمات أن وجودها إلى جانبه ليس محل شك مهما كانت العوائق. 
ومع ذلك ظل صموئيل صامتا يضغط على شفتيه وكأن عقله يبحث عبثا عن الكلمات المناسبة. لاحظت ناتالي اضطرابه فأمسكت يده بلطف وهمست 
صموئيل... من فضلك قل شيئا! 
لكنه لم يجبها. بدلا من ذلك انحنى وأغلق المسافة بينهما كأنها كانت الطريقة الوحيدة للتعبير عما يعجز عن قوله. حيث ذابت الحواجز بينهما. 
احمر وجه ناتالي بدرجة خاڤتة بينما كان صموئيل يهمس بصوت عميق وجذاب 
نات أعدك... أوافق على كل كلمة قلتها. سأفعل كل ما تطلبينه. حياتي ملكك. إذا أردتني أن أموت سأموت. وإن أردتني أن أعيش فسأحارب من أجلك. 
في تلك اللحظة شعرت ناتالي أن الكلمات التي طالما انتظرتها قد وجدت طريقها أخيرا إلى شفتيه. 
على الجانب الآخر من المدينة كان جيروم جالسا في سيارته وسط الزحام يحمل كوب القهوة الذي اشتراه خصيصا لناتالي. كان عقله غارقا في الندم. 
لو أنني انتظرت قليلا... لو أنني كنت أكثر شجاعة وثقة لما أفسدت الأمر بهذا الشكل. 
لكن تلك الأفكار تلاشت عندما وقعت عيناه على المشهد أمامه رأى رجلا يحتضن ناتالي .. 
بدت ناتالي مختلفة مشرقة ساحرة بطريقة لم يرها جيروم من قبل. كان واقفا مذهولا يحمل كوب القهوة بينما قلبه ينهار بصمت. 
أصبح الكوب في يده يتشوه تدريجيا بسبب الضغط الذي مارسه دون وعي. في النهاية لم يحتمل الكوب القهوة الساخنة التي تسربت على يده مما تسبب في حړق ظهرها. ومع ذلك لم يشعر بالألم. كان الألم في قلبه أكبر بكثير. 
لقد أحب ناتالي منذ الطفولة وكان يعتبرها جزءا من مستقبله. لكن الآن كان يشاهدها تنتزع منه على يد رجل آخر وذاك الإحساس كان أشبه بمخالب باردة تخترق صدره. 
ظل واقفا هناك غارقا في حزنه حتى قطعت أفكاره كلمة نسائية واضحة 
ما الذي تفعله 
الټفت ليجد إيفيت تقف أمامه بوجه مليء بالدهشة. 
اهتمي بشؤونك! أجاب بجفاء محاولا صدها. 
لكنها تجاهلت جفافه وأشارت إلى يده التي احمرت بفعل الحروق. 
يدك مصاپة. إذا لم تعالجها الآن قد تتفاقم الحروق وتصاب بالعدوى! 
نظر إليها بحدة وقال ببرود 
لم أطلب مساعدتك.

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات