رواية الشيطان المتملك الجزء الثانى بقلم ياسمين عزيز
قد أحاط بها حتى
كاد يجعلها تقع مكانها على أرض
لولا انها تمكت نفسها في آخر لحظة
لتكمل سيرها للداخل بخطوات
متوترة......
لم تره منذ ثلاثة سنوات و لم تسمع
حتى صوته و كأنه لم يكن في حياتها
من قبل...لم يبق لها سوي ذكرياتها معه في كل
ركن من فيلا و مستشفى...
توقفت عن سير تبحث عنه بأعين
مترقبة من بين أفراد عائلة ذين
كانوا مجتمعين حوله في صون...لتجده
كان عليه سابقا...لحية خفيفة و نظارات
طبية و جسد نحيف و عيون ترسل
رسائل كثيرة... شوق و لهفة خوف و تردد
امل و حزن عڈاب و ندم....
و كأنه احس بحضورها شعر بها
دون أن يرفع عينيه حيث لم
يمنعه إنشغه باحاديث عائلته
كثيرة و أسئلتهم مختلفة من
إستشعار وجودها...ليرفع عينيه
نحوها و إبتسامة رقيقة وجدت
من سماء يراها... بحجابها أبيض
و غمازتيها تين إشتاق إليها حد
مۏت...
تنحنح قليلا و هو يقف من مكانه
حاملا طفله ذي غفى في أحضانه
متقدما نحوها بخطوات مترددة حتى
وصل أمامها..مد يديه و علامات خجل
تصحب جميع تصرفات قائلا بصوت
خاڤت إزيك يا ليليان... عاملة إيه.
بصعوبة حركت يدها نحوه لتصافحةو تحيته
أومأ لها
تمك نفسه بصعوبة ليعود لمكانه و هو يربت
باصابعه على شعر أيسم لتعرض عليه
ودته أخذه لينام في غرفته... أعطاه لها
بعد أن و عيناه لا تحيد
عن تلك تي مازت تقف مكانها و كأنها
تمث جامد...و قد طافت بعقله مئات
أسئلة و افتراضات حول ردة فعلها
بعد رؤيته...
إستجمعت ليليان بقية قوتها لتستأذن
لأخذ قسط من راحة بعد قضائها
ليوم طويل من عمل مرهق..
أغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي
صخب قلبها و جوارحها...لقد عاد
كابوسها من جديد و عادت معه ايام
عڈاب و حزن بعد أن إستطاعت
طو ثلاث سنوات ماضية
من مداواة چروحها و آلامها هو
عاد حتى يفتحها من جديد
رمت حقيبتها
ثم إستدارت نحو باب شرفة
لتفتحه و تسير بهدوء نحو سور
هواء بقوة بعد أن احست بانقطاعه عنها
ثم مسحت براحة
قبل أن تتوقف فجأة عندما شعرت بدخول
أحدهم إلى غرفتها....
لم تكد تخطو خطوة إلى داخل حتى
تفاجأت بأميرة تقفز أمامها كقطة صاړخة
بقوة لولو.... شفتي أيهم جابلي إيه
رمقتها ليليان بعدم رضا و هي تضع
يدها موضع قلبها تهدأ ضرباته
تي زادت بسبب فزعها من صړاخ
حركاتك دي.... موتيني من ړعبة حرام
عليكي .
قهقهت أخرى بخفة و هي ترمق
ملامحها فزعة بتسلية قائلة
سوري يا لولو...مش قصدي
بس ظاهر إنت لي كنتي سرحانة
بقلك إيه تعي عشان اوريكي علب
مايكاب لي جابهي تجنن تجنن
يا لولو.....
جذبتها بخفة من يديها لتدخلا
إلى داخل و تجلس أميرة على
و تبدأ في فتح علب فاخرة بحماس
مثرثرة واو... مكنتش عارفة إن أيهم
ذوقه حلو كده.... ظاهر في حاجات
كثيرة تغيرت فيه مش بس
شكله....
رفعت عيناها نحو ليليان و هي
تضم بتفكير قبل أن تردف
حساه مختلف اوي عن زمان مش بيتكلم كثير
و لا بيشخط زي عوايده...حتى لما اخذ ايسم
.. انا شفت دموعه و ماما
كمان.... مهم انا حسيبك تغيري هدومك
و بعد عشاء حرجع عشان اوريكي
حاجات ثانية... و إنت كمان....إتفقنا
وقفت من مكانها و هي تلملم اكياسها
بسرعة مضيفة اصل أيهم جايب شنط
كثير و حطها على جنب في اوضته ....
خرجت أميرة تاركة ليليان تضع
يديها على رأسها بتعب من ثرثرة
إبنة عمها تي لا تنتهي...
جلست على بهدوء متمتة بملل
بنت دي
حتجنني...ميكاب إيه و زفت إيه
لي بتتكلم عليه داه مش مكفيها محل مواد
تجميل لي في أوضتها...و مين لي تغير داه
أنا مش فاهمة حاجة و مش عاوزة أفهم اصلا
يتغير ميتغيرش دي حاجة تخصه... يبعد عني
و خلاص داه مهم.... اوووف خليني اقوم
اغير هدومي و انزل اشوف إيه حكاية
بضبط .
تمتمت بانفع قبل أن تتجه نحو خزانة
ملابسها لتنتقي ملابس بيتية أنيقة
لترتديها و تنزل....
بعد نصف ساعة كانت مع بقية
أفراد عائلة ذين تحلقوا على مائدة
طعام يتحاذبون أطراف حديث
متحمسين برجوع أيهم....
سيف بمزاح بما إنك رجعت فأنا
اعتبر نفسي في إجازة طوييييلة.... ياه
بقي ثلاث سنين مستني يوم داه.
ايهم بابتسامة و هو ېختلس نظر
ليليان بين حين و اخر وانا م ما
انا بردو في اجازة ...
سيف و يمثل حزن يعني إيه
في اجازة....شركتك و إدارة مستشفى
ردت إليكم انا مليش دعوة من بكرة
دوروا على حد غيري انا راجع مكتبي
في شركتنا .
ايهم بجدية سيف لو سمحت...انت
عارف إن شركة و مستشفى باسم
ليليان.... يعني هي صاحبة شأن و قرار....
رفعت رأسها عندما سمعته يتحدث عنها
لتتلاقى أعينهما لتخفض ليليان عينيها
متظاهرة انشغ بطبقها ليتحدث
سيف بثرثرة ماهي رجعتهم باسمك
من زمان...و أوراق موجودة في مكتب
بابا....هي ما قتلكش و إلا إيه
سعلت ليليان بقوة لتتجه جميع انظار
نحوها...ليرمقها أيهم بقلق قبل أن تسارع
أميرة و تعطيها كأس مياه لتاخذه منها
ليليان و هي تشعر بحرج كبير....
تنحنح أيهم عن قصد حتى يجذب انظار
نحوه قبل أن يتكلم بصوت هادئ طيب
خلينا نأجل كلام داه لبعدين...
إلتفت نحو ودته ليكمل تسلم إيدك
يا ماما أكل تحفة بقي كثير مأكلتش
اكل زي داه....
كاريمان بابتسامة فرحة بهناء و شفاء
يا حبيبي...لو عاوز اكلة معينة قلي و انا
ححضرهك بنفسي....
سيف بغيرة يا سلام.. من شاف احبابه يا ست
ماما....
ضحك جميع و اكملوا تناول عشاء في
جو لا يخلو من مزاح و ضحك.....
بعد إنتهاء سهرة عائلية معتادة
دلفت ليليان غرفتها مشتاقة لصغيرها
ذي لم تره كثيرا يوم.
إنتبه أيهم لقدومها ليقف من مكانه
بهدوء و إبتسامة سعيدة تسللت
...مازت كما
هي..كما تركها منذ سنوات لم تتغير
سوى انها إزدادت جما عن قبل
ركز ببصره على خديها و تحديدا في مكان
غمازتيها قبل أن يتكلم بصوت خاڤت
حتى لا يزعج صغير نائم وراءهأنا
آسف عشان دخلت اوضتك من غير
إستئذان... بس انا كنت عاوز اشوف
أيسم....أصله واحشني اوي و ملحقتش
اشبع منه.
أومأت له بإيجاب و هي تخفض رأسها
دون أن تنظر نحوه..
عقله و قلبه ذين حرما طويلا من
رؤيتها...
لاحظ توقف حركتها و سكونها في
مكان واحد ليعلم انها تنتظر خروجه
من غرفة...لكنه عكس ذلك سار بهدوء
نحو كرسي وجده قريبا من
ليجلس عليه قائلا أنا كنت عاوز اتكلم
معاكي في موضوع شركة و مستشفى
إنت ليه عملتي كده... انا مش عاوزهم
و بكره إن شاء له اول حاجة حعملها
حرجعهم باسمك إنت و أيسم... دول من
حقك.
اجابته دون تفكير انا مش محتاجة
منك حاجة...لا انا و لا إبني انا اصلا
كنت مستنياك عشان ترجع..
خفق قلبه بلهفة منتظرا بشوق ما ستقوله
بعد ذلك لكنها خيبت أمله بعد أن أكملت
عشان نكمل إجراءات طلاق....
هب من مكانه منتفضا و كأنه ڼارا احرقته
و هو يكاد يخترقها بعينيه ليهتف
بصوت مرتعشلا.... لا ..لو سمحتي
متكمليش...مش وقت كلام داه عشان خاطر
إبننا يا ليليان...
ليليان بجمود رغم أنها لاحظت
إرتعاش صوته و ملامح وجهه تي تجهمت
طيب.. خذ وقتك زي ما إنت عايز اسبوع
إثنين شهر سنة لو حابب بس موضوع داه
حيحصل في اخير يعني ليه تأجيل
في تلك لحطة شعر بأنه سمع صوت
ټحطم قلبه و تمزق شرايين لآلاف قطع...
ساقيه اصبحتا كهلام
لا تقدران على
حمله ليرتمي من جديد على كرسي
وراءه و إحساس عجز و قلة حيلة
يغزوانه تدريجيا.. لا يستطيع إرغامها
على عودة إليه.. يعلم انه امر مستحيل
و انه لديها كل حق مهما قت او فعلت
فما يحصده ان هي ثمار ما غرسه في ماضي.
إبتسم پألم قبل أن يتكلم بصوت يتخلله
بعض رجاء وكانه آخر حل لديه طيب
خلينا كده...إنت كملي عيشي هنا إنت
و أيسم و انا.. انا إشتريت شقة جديدة
قريبة من هنا حسكن فيها... و اوعدك
مش حزعجك و لا حعمل اي حاجة
تضايقك.. حتى.... حتى لما آجي
اشوف أيسم حبقى اديكي خبر
قبلها بيوم...و اوعدك مش حتشوفيني
كثير... مرة واحدة في أسبوع حبقى
آخذه صبح و حجيبه بعد ظهر... مش
حخليه عندي كثير عشان متتضايقيش
ليليان ارجوكي انا قابل بكل شروطك
مهما كانت إلا طلاق.. ارجوكي بلاش
مش حقدر أعمل كده انا إستحملت غربة و بعدي
عن إبني و إستحملت إني مبقاش موجود يوم
ما تولد.... و تحملت بعدك عني لي
بېقتلني كل دقيقة و كل ثانية حستحمل حتى لو مية سنة قدام... بس مش حستحمل طلا......
خفض رأسه و هو يغلق عينيه بقوة يمنع تساقط دموعه تي اغشت عينيه تي أوشكت على ڤضح
ضعفه و هو ذي لم يتعود ان يكون ضعيفا
من قبل.... يقسم انه مستعد في هذه
لحظه ان يخر على ركبتيه اسفل قدميها
طبا صفح و غفران...ناشدا إياها
إن تمنحه فرصة اخيرة حتى يحاول
إصلاح ما افسده سابقا.....
حدقت ليليان بذهول فيه غير مصدقة
تذكرت قول أميرة قبل ساعات عندما
أخبرتها انه تغير و لكنها لم تكن تعلم
إلى أي حد... هل من معقول انه هذا هو
ايهم كابوسها مرير ذي رافقها
لسنوات طويلة... هل هو نفسه من
جعلها تكره حياتها بسببه هل غيرته
سنوات بعد حتى أصبح إنسانا يفقه معنى
ندم و حزن ام أنها.. خطة جديدة
يتبعها حتى يصل إلى مراده ثم من
بعد ذلك يعود كما فته من قبل
حركت رأسها لتنفي عنها تلك أفكار
تي تجمعت فجأة داخل دماغها...
ثم وجهت بصرها نحوه من جديد
لتجده على حه...
ط صمتهما ليقطعه أيهم ذي وقف
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على
ثغره إبتسامة مريرة ليتحدث
بصوت جاهد ان يخرج عاديا أتمنى
تفكري كويس في كلامي... فكري في
أيسم حياته حتبقى إزاي و أمه و ابوه
مطلقين.. انا مش بكذب عليكي انا فعلا
تغيرت اوي مبقتش أيهم بتاع زمان
و ايام حتثبتلك صدق كلامي....
تصبحي على خير.....
إتجه نحو باب بعد أن أنهي كلامه
و دون أن ينتظر إجابتها غادر مكان
تاركا إياها تتخبط في ذكرياتها بين
ماضي و حاضر....
بعد اسبوع ....
تجلس كاميليا بملل في مكتبها في
شركة شاهين ذي أقنعها بعمل معه
بعد أن كانت رافضة تماما فكرة خروج
للعمل و انشغ عن اطفها
تتصفح صورهم في حاسوبها محمول
زفرت بانزعاج بعد أن لمحت في
أسفل شاشة ساعة تي كانت تشير
إلى حادية عشر صباحا...
تمتمت و هي تمط پغضب
قائلةهو وقت مش بيعدي ليه هنا
اوووف انا بجد زهقت...
قاطع أفكارها دخول هبة تي
إنفجرت ضاحكة عند رؤية صديقتها
تجلس كما تركتها منذ ساعة بنفس
هيأتها مسترخية على كرسيها و تضع
خدها على يدها و بيدها أخرى تضغط
ازرار حاسوب...
رمقتها كاميليا بعيون نصف مغمضة
قائلة بعدم مباة إنت إيه لي جابك
هنا معندكيش شغل
تصنعت هبة حزن لتضع يدها على
صدرها شاهقة بزيف إخص عليكي
يا كوكي و انا لي جيت اطمن عليكي
قلت يمكن محتاجة حاجة....
وضعت أمامها كوب قهوة ثم جلست
على كرسي أمام مكتب لټخطف نظرة
على ملف ذي لم يمس حتى آن
قائلة إنت لسه مكملتيش تصميم
مشروع....على فكرة معاد تسليمه
نهاردة.. و بشمهندس حسن
هو لي حيختار تصميم أفضل..
نفخت كاميليا خدها بعدم إكتراث
قبل أن تجيبها دون أن تحول نظرها
عن شاشة حاسوب أمامها لا خلصته
من يومين...و حبقى اسلمه بعدين..
هبة
و هي ترفع حاحبيها بعدم رضا أنا ليه
حاسة إنك جاية شغل مجبرة...مين غير
نفس كده
كاميليا مش قادرة اتأقلم مع جو شركة و
شغل...ملفات و تصاميم حاسة إني مش
فاهمة حاجة...تعودت بقعدة بيت و عي...
انام براحتي و اصحى براحتي عاوزة ارجع
اتفرج على تلفزيون مع طنط ثريا... وحشني
مسلسل حاج متولي داه معاده بقي اسبوع متفرجتش عليه.... .
أنهت جملتها بصوت شبه باكي لتحدق
بها هبة ببلاهة قبل أن ټنفجر ضاحكة
عليها و هي تهتف من بين