الخميس 09 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1011 إلى الفصل 1013 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

كان دافئا ولذيذا وبدا وكأنه يدفئ معدتها وقلبها في آن واحد. 
لكن خلف السعادة العابرة شعرت ناتالي بوخز الألم. كلما فكرت في السم الذي ما زال يسري في جسد صموئيل كان قلبها يتقطع. لقد أخفى عنها الحقيقة خوفا من قلقها لكنها كانت تفضل أن تعرف الحقيقة مهما كانت قاسېة. 
لم تظهر مشاعرها على وجهها بل أخفت الألم بعناية. شربت الحساء بأكمله غافلة عن بضع قطرات صغيرة علقت عند زاوية شفتيها. 
نهض صموئيل وأخرج منديلا من العلبة بجانبه. اقترب منها بهدوء أمسك بذقنها الرقيقة برفق ومسح الحساء عن شفتيها بعناية. 
كانت المسافة بينهما قريبة جدا. 
نظراته كانت مركزة وعيناه تحملان خليطا من الحنان والشغف. أما هي فقد شعرت بأنها عاجزة عن التوقف عن تأمل وجهه الوسيم. كل تفصيلة في ملامحه كانت تلهب مشاعرها أكثر. 
وبدون تفكير أمسكت بياقته الصغيرة فجأة وسحبته نحوها لكن ناتالي لم تهتم. كان هذا الرجل لها ولم تكن ترى أي سبب للتردد في إظهار حبها له. 
تجمد صموئيل للحظة من المفاجأة لكنه سرعان ما استجاب بحنان وشغف بينما نظرة مرحة تزين عينيه. 
في تلك اللحظة انفتح الباب فجأة. 
الرئيس بدأ ياندل كلامه قبل أن يتجمد مكانه. 
كان المشهد الذي أمامه... غير متوقع بل وربما غير مناسب تماما! وقف في مكانه وكأنه صعق متسائلا إذا ما كان عليه الهروب فورا أو تغطية عينيه. 
يا إلهي! فكر. لا يمكنني تصديق ما أراه...! 
الفصل 1013
شعر ياندل بحرج شديد. لم يكن من السهل عليه أن يدخل بعد مشاهدته للموقف لكنه شعر أيضا أن المغادرة بصمت بدت وكأنها خطيئة أخرى. 
بعد أن ابتعدت ناتالي عن صموئيل قليلا ألقت نظرة مباشرة على ياندل وقالت بنبرة صارمة مشوبة بالهدوء 
إلى متى ستستمر في التحديق فينا هذه فترة استراحة الغداء ولا نناقش العمل أثناءها. أغلق الباب واستدر وارحل. 
تجمد ياندل للحظة مذهولا من رد فعلها الجريء لكنه سرعان ما عاد إلى رشده. أغلق الباب خلفه بصمت وهرب وكأنه رأى شبحا. 
مع رحيله عاد الصمت يخيم على المكتب الفسيح حيث لم يبق فيه سوى صموئيل وناتالي. 
هل نستمر سأل صموئيل بابتسامة عميقة وعيناه تتألقان بلهيب خاڤت من الحنان. 
ابتسمت ناتالي بخجل طفيف وعضت شفتيها قبل أن تومئ برأسها مطيعة ومشتاقة. 
بكل رقة أمسك بها وحملها بين ذراعيه. وضعها على طاولة المكتب بلطف وكأنها أثمن قطعة زجاج قبل أن يميل نحوها مانحا اللحظة كل ما تحمله من مشاعر مكبوتة. 
عندما حل المساء عادت ناتالي وصموئيل إلى المنزل معا. 
كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها إيما صموئيل عن قرب وقد وقعت تحت تأثير جاذبيته الساحقة. بدا وكأن الكلمات خانتها وظلت تحدق به بدهشة غير قادرة على
النطق. 
رغم أنها اعتادت رؤية رجال وسيمين مثل جيروم إلا أن صموئيل كان حالة خاصة. وسامته لم تكن مجرد مظهر خارجي كان يحمل هالة جعلت وجوده لا يقاوم. 
بينما كانت إيما مذهولة اندفع الأطفال نحو والدهم بسرعة. 
لقد عدت يا أبي! 
اشتقنا إليك كثيرا يا أبي! 
ما الذي كنت تفعله طوال هذا الوقت لماذا تأخرت هكذا 
رغم ذكائهم العاطفي العالي وتصرفاتهم التي أحيانا ما كانت تفوق أعمارهم كانوا في النهاية مجرد أطفال. لم يروا والدهم لفترة طويلة سوى عبر مكالمتين فيديو ولهذا السبب لم يتمكنوا من كبح حماسهم عندما تمكنوا أخيرا من معانقته. 
كانت الدموع تملأ عيني صوفيا ويومي بينما تأثرتا بلقاء والدهن. أما صموئيل فرغم اشتياقه الكبير حافظ على مظهره الهادئ. احتضن بناته بلطف لكن الأولاد لم يحصلوا على نفس الامتياز اكتفى بابتسامة دافئة لهم وهو يقول 
لقد عدت هذه المرة حقا. 
جلست صوفيا على فخذيه وسألته بصوت متردد عيناها الكبيرتان مليئتان بالرجاء 
لن تختفي لفترة طويلة بسبب العمل مرة أخرى أليس كذلك يا أبي 
تردد صموئيل في الرد. 
كانت قلوب الأطفال أنقى ما يمكن خاصة قلب صوفيا. رغم أنه أحب جميع أطفاله بلا استثناء إلا أن بناته كن له مكانة خاصة. كان صادقا معها دائما ولم ېكذب عليها من قبل. 
لكن الإجابة على سؤالها الآن كانت مرهقة. الحقيقة كانت قاسېة جدا لتقال فكيف يمكنه أن يخبرها أنه ربما لم يتبق له سوى بضعة أشهر 
لماذا لا تقول أي شيء يا أبي سألت صوفيا انعكاس الحيرة والقلق واضح في عينيها اللامعتين. 
أما بقية الأطفال فقد شعروا بالقلق أيضا متسائلين إن كانت هناك مشكلة خطېرة تخفيها والديهم عنهم. 
عندها رمقت ناتالي صموئيل بنظرة جانبية ثم ابتسمت بثقة وقالت 
لن يفعل. 
شعرت أن كلماتها وحدها لن تكفي لطمأنة أطفالها فتابعت بنبرة تحمل مزجا من القوة والعزم 
أمي تحب أبي كثيرا. ولن أسمح له بالاختفاء من حياتنا لفترة طويلة مجددا! 
بينما كانت تقول ذلك شدت قبضتها وكأنها تعبر عن تحد ضد كل الظروف. كانت الابتسامة على شفتيها جذابة لكنها حملت في أعماقها قسۏة وعزم لا يقهران. 
حينها لمح صموئيل بريقا في عينيها لم يستطع وصفه تماما. كان مزيجا من الجدية والجاذبية التي جعلت قلبه ينبض بشدة. شعر بصراع داخلي بين رغبته في البقاء معها ومع الأطفال وبين واقعه القاسې الذي لا يستطيع تغييره بسهولة. 
ابتسم بخفة وربت على كتفها مؤكدا 
لا تقلقي. سأبذل قصارى جهدي لأكون هنا دائما. 
هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية الاب الغامض لاربعة اطفال كاملة من الفصل الاول الى اخر فصل تم نشره. ويوميا هنزل منها عشرين فصل
https://pub2206.ayam.news/676158
اضغط على اللينك لتظهر لك كل فصول الرواية. 
الفصل 1014 ل الفصل 1016

https://pub2206.ayam.news/729074

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات