الأربعاء 08 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 951 إلى الفصل 953 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

بالڠضب.
كان حضور الرجل مخيفا لدرجة أن ناتالي شعرت بشيء من الرهبة لكن رغم هذا لم يكن بإمكانه إخفاء قلقه العميق تجاهها.
جلست ناتالي على السرير عيونها مليئة بالتناقضات. فكرت في الهروب أثناء غيابه لكن نظرة سريعة على جرحها النازف جعلتها تعيد التفكير في تهديداته.
مر وقت قصير قبل أن يعود صموئيل إلى الجناح وهو يدفع عربة الإسعاف.
أمسك بحقيبة الإسعافات الأولية فتحها بسرعة وأخرج الشاش والمطهرات وأدوات الخياطة.
أعطني مجموعة الإسعافات الأولية. سيكون أسرع إذا قمت بذلك بنفسي قالت ناتالي وعينها تلمع برغبة في تسريع العملية.
لكن صموئيل لم يعطها اهتماما. بل ركع على ركبته برفق ورفع طرف بنطالها.
في لحظة أدرك مدى بشاعة الچرح. كانت بشرتها تزداد شحوبا بسبب الڼزيف.
الفصل 952
لقد خمن صموئيل خطۏرة إصابتها عندما رأى بنطالها الملطخ ولكن رؤيته للچرح الفعلي بعينيه كانت شعور مختلف تماما.
رغم أنه كان يرتدي نظارات سميكة إلا أن ناتالي استطاعت أن تلاحظ أنه كان يحدق في جرحها بعناية. جعلت النظارات ملامحه تبدو غير واضحة ولكن عينيه لم تعكسا سوى الألم والتركيز.
ومع ذلك لم تستطع ناتالي أن تخفي شعورها بعدم الارتياح فكان هناك شيء في نظراته جعلها تتوتر.
حاولت تحريك ساقها لتجنب نظرته لكن سرعان ما شعرت بكاحلها ممسكا به بشدة وكأن اليد الحديدية تمنعها من الهروب.
لا تتحركي أمرها صوته العميق المبحوح. إذا قمت بذلك ستفسدين الخياطة وسأضطر إلى البدء من جديد. هذا سيضاعف الوقت الذي تستغرقينه.
توترت ناتالي في مكانها وأجابت على الفور أسرع إذن.
بمساعدة قطعة من الشاش القطني بدأ صموئيل في تنظيف الډم المحيط بالچرح. ثم أمسك بإبرة وخيط مستعدا لخياطة الچرح.
حتى أنه شعر بتوتره وهو يعالجها. كان يعلم أنه إذا شعر بالضيق أو تردد فسوف يعرضها للمزيد من الألم. لذا مع قلب مليء بالقلق بدأ في خياطة الچرح. ومع كل مرة تخترق الإبرة جلدها كان يشعر وكأن قلبه يتعرض للطعن.
لكن رغم كل ذلك طوال العشر دقائق التي استغرقها لم تصرخ ناتالي من الألم أبدا.
ورغم صمتها كانت هناك حبات عرق تتساقط على جبينها مما أعطى دليلا على شدة الألم الذي كانت تتحمله. وعندما انتهى صموئيل لم يكن في حال أفضل. كانت نظاراته وقناعه مبللة بالعرق أيضا.
هل كان عليك حقا أن تذهبي إلى هذا الحد فقط لتقديم عرض لم يستطع صموئيل إلا أن يتذمر وهو ينهض ببطء. ألم تكن تعلم أنها لن تكون الوحيدة التي تعاني من الألم بسبب هذا
كيف لي أن أقدم عرضا آخر رفعت ناتالي رأسها بعناد. لا تتوقع مني أن أشكرك. ربما كنت سأكون داخل جناح إيفيت الآن لو لم تمنعني.
أنت جاحدة تماما.
لم أقل أبدا أنني لست كذلك.
قالت ناتالي ذلك قبل أن تسحب حافة بنطالها وتستدير لتحاول الابتعاد.
فجأة أمسك صموئيل بمعصمها بقوة.
ماذا استدارت ونظرت إليه بنظرة باردة.

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات