السبت 28 ديسمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 2031 إلى الفصل 2033 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي، فسخّر لي اللهم أناسًا صالحين.

الفصل 2031 النظر إلى القمر

"لقد وجدت شيئًا. انظر إلى هذا، لا يبدو أنه شيء حديث." لاحظ أحد الأعضاء بعض العناصر النحاسية بالقرب من البركة.

اقترب سمير وأخذها بيده. "يبدو أنها تعود إلى فترة بين القرن العاشر والثالث عشر. كان تخميننا في محله. مرت السفن التجارية عبر هذه المنطقة وتركت هذه العلامات."

أدى هذا الاكتشاف إلى رفع معنويات الجميع. كان هذا الحدث وحده بمثابة إنجاز ضخم بالنسبة لهم، ما منحهم طاقة جديدة لمواصلة البحث. جاء الاكتشاف سريعًا، لكنه كان موضع ترحيب كبير. بعد فترة قصيرة، استخرج عضو آخر بعض الشظايا من البركة أيضًا، مما أثبت نقطة هامة: لا بد أن الأسطول قد توقف في هذه الجزر، وأن البحارة قد بقوا بالقرب من البركة.

واصل الفريق العمل حتى حلول الغسق، ثم عادوا إلى معسكرهم. بالطبع، كان على إيلا أن تُصعد إلى الأعلى. بينما اضطرت السيدات الأخريات لتسلق الحبال، متعرضات لحروق بسيطة على أيديهُنّ، كانت إيلا لا تحتاج إلى ذلك.

عاد الجميع إلى المخيم وتحدثوا بحيوية عن اكتشافهم. نصبوا خيمة كبيرة مزينة بنجوم لامعة على السقف حتى يتمكن الجميع من الراحة والدخول في مناقشات هناك. حتى أنهم أحضروا بعض المشروبات للاحتفال، رغم أن القليل منها كان كافيًا لمساعدتهم على الاسترخاء قبل النوم. لاحظت إيلا أن شراب الفاكهة الأحمر المفضل لديها كان متوفرًا، فطلبت كأسًا.

"إلى رحلة سلسة. تحياتي." رفع سمير كأسه، ثم فعل الجميع الشيء نفسه. شرب الجميع معًا، وتناولت إيلا رشفة ونظرت إلى معتز الذي كان جالسًا على الكرسي بالخارج.

طلبت منه أن ينضم إليهم، لكنه بقي في مكانه. كان الجميع مرتاحين، لكن هذا كان سببًا إضافيًا لمعتز ليظل في حالة استعداد. فهو كان المسؤول عن سلامة الجميع، وكان دائمًا شخصًا أكثر حذرًا.

من وقت لآخر، كان معتز يلتفت إلى إيلا التي كانت تستمتع مع الفريق، وتلمع في عينيه لمحة من الحنان. كل ابتسامة، وكل لفتة، وكل نظرة تلقيها في وجهه كانت كافية لتعزية قلبه الوحيد.

لم تنتبه إيلا إلى كمية الشراب التي شربتها، فقد تناولت كأسين من الشراب. ثم اقتربت من معتز وقدمت له زجاجة ماء. "لماذا لم تنضم إلينا؟"

"ولما لا." ثم أخذ معتز الزجاجة، فتحها، وأنهى نصفها دفعة واحدة. جلست إيلا بجانبه وطلبت الزجاجة. سلمها إياها، فشربت من نفس المكان الذي شرب منه، غير مكترثة بأن شفتيه قد لامست الزجاجة.

نظر إليها معتز، وأضاءت عيناه بابتسامة دافئة. لمحة من البهجة سكنت قلبه.

"يا له من يوم سعيد. اكتشفنا الأدلة أسرع مما كنا نعتقد. هذا يعني أننا قريبون جدًا من الشيء الذي نبحث عنه." قالت إيلا بسعادة.

"مبروك." رد معتز، وهو سعيد من أجلها.

كانت عينا إيلا مليئتين بالإثارة، وكانت نظرتها ضبابية قليلاً، ربما بسبب الشراب. أسندت ذقنها على يدها ونظرت إلى معتز. "أنا سعيدة جدًا لأنني استطعت رؤية القمر والنجوم والبحر معك. إنه شرف كبير."

لم تقلها صراحة، لكنها كانت تعني أنها تستمتع بصحبته حقًا، وأن مشاعرها تتعدى الكلمات.

نظر إليها معتز بصمت، مشاعر دافئة تغمره.

"ستكون هذه ذكرى عظيمة لنا." قالت إيلا.

في تلك اللحظة، اقترب منها الرجال الذين كانوا يعملون على الشواية، ومعهم طبق من اللحم المشوي والخضراوات. كانت تلك المأكولات جديدة بالنسبة لها، فلم تكن تتناولها في المنزل لأن والدها لم يكن يسمح بذلك. شعرت بالإثارة وقالت: "رائحتها لذيذة."

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات