الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1941 إلى الفصل 1943 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

سأذهب لأحصل على بعض الراحة." حاولت جوري أن تخفي مشاعرها ولكن صوتها المتحشر بالكلمات كشف عن شيء آخر. كانت تعلم أن والدتها لن تصدق أن كل شيء على ما يرام.
"حسنا اذهبي للراحة! استمتعي واعتني بنفسك جيدا," قالت هايدي دون أن تشك في شيء.
بعد إغلاق الهاتف نظرت جوري إلى الصور التي أرسلتها لوالدتها. كانت إحداها صورة سيلفي التقطها إحسان. كان مبتسما بفرح وعيناه تعكسان نور الحياة. لم تستطع جوري كبح دموعها فسقطت منها فجأة.
لم ترغب أبدا أن تكون ضعيفة ولكنها كانت بحاجة إلى أن تكون كذلك. كانت تفتقده بشدة وعجزت عن إيقاف نفسها من التمني أن يستفيق في اللحظة نفسها. كانت النظرة التي في عينيه في الصورة تلاحقها تماما كما كان شعور قلبي الذي لا يستطيع أن يتحمل بعد كل هذه الأيام من الانتظار.
على الطاولة المجاورة كانت حبة منومة قد أعطاها لها حسام. كانت تأمل أن يساعدها ذلك على النوم لكنها لم تكن تريد النوم. لم تكن قادرة على النوم لأن النوم يعني أنها ستفصل عن اللحظة الحاضرة عن إحسان عن أملها في أن يفتح عينيه قريبا.
الفصل 1943 كم ستكون مدمرة
تناولت جوري الدواء واستلقت على السرير في حالة من النعاس الشديد حتى غلبها النوم أخيرا. مرت الأيام بسرعة وكانت أيام انتظار غيبوبة إحسان ثقيلة جدا. كان جسده يزداد ضعفا يوما بعد يوم حتى أصبح من الواضح تماما أنه يحتاج إلى تدخل الأطباء لاستكشاف طرق جديدة لتحفيز استيقاظه.
كانت سميرة قد أفرغت كل دموعها ومع مرور الوقت تعلمت جوري أن تكون أكثر قوة. لم ترد أن تزداد الحزن على سميرة فكانت تهتم بها وتدعمها حتى بعد أن اڼهارت سميرة في الممر بسبب انخفاض السكر في ډمها من جراء عدم تناول الطعام.
حلت ليلة جديدة ومرت أكثر من عشرين ساعة على جوري دون أن تنال راحة. أحضر لها حسام حبة منومة أخرى حاثا إياها على أن ترتاح. كانت تعلم أنه إذا لم تأخذ قسطا من الراحة فقد ټنهار مثل سميرة وتضطر الممرضات للعناية بها. تنهدت جوري وضعت الحبة في فمها وشربت رشفة من الماء.
في تلك الأثناء كانت سميرة جالسة بجانب سرير إحسان تمسك بيده وتراقب حالته. كانت الذكريات تتوالى في ذهنها عن ابنها وكلما فكرت كان الألم يزداد. في البداية أعطاهم الأطباء أملا في أنه سيستيقظ قريبا ولكن مع مرور الوقت بدأ القلق يتسلل إلى قلوبهم. أصبح اليأس يقترب شيئا فشيئا.
"متى سيستيقظ هل سيستيقظ يوما" تساءلت سميرة في نفسها بينما كانت تمسك بيد إحسان.
اقتربت منها ممرضة وقالت بلطف "من فضلك سيدتي ارتاحي قليلا." لكن سميرة هزت رأسها وقالت بصوت مخټنق "لا بأس. سأبقى هنا مع ابني."
وكانت الممرضة مضطرة للمغادرة لكن سميرة لم تلاحظ أنها كانت
على وشك سحب يدها من يد ابنها حين شعرت فجأة بشيء غريب. لقد كانت يده تمسك بها برفق. في البداية اعتقدت أنها مجرد تخيلات.
التفتت بسرعة وعينيها مليئة بالدهشة لتنظر إلى يد ابنها. هل كان هذا حقيقة هل كان إحسان حقا يمسك بيدها
"إحسان" نادت سميرة بصوت مرتجف. "إحسان هل تسمعني أنا أمك! أرجوك استيقظ!"
توسلت بشدة وعينها مليئة بالأمل على حافة السرير. كانت تعلم أن ما حدث قد يكون مجرد حلم لكن شعورها باليد الممسكة بها جعلها تواصل حديثها. اجتاحها اليأس.
وفي تلك اللحظة شعرت بيد أخرى تربت على كتفها برفق. ظنت في البداية أن الممرضة قد عادت لكن عندما رفعت رأسها وجدت نفسها تلتقي بنظرة عينيه المفتوحتين. كان إحسان مستيقظا!
"إحسان... أنت مستيقظ!" قالت سميرة بصوت مخټنق وضغطت على زر الاتصال بمكتب الطبيب بينما تدفقت دموع الفرح من عينيها. كانت عيونها لا تصدق ما ترى لكن شيئا ما في تلك اللحظة جعلها تشعر أنه لا يزال هناك شيء غريب.
"إحسان ما الأمر هل لم تعد تتعرف على والدتك" همست بقلق بينما تلمس وجهه.
"أمي" نطق إحسان بصوت أجش وعيناه تبحثان في وجهها بعينيه اللتين لا تبدوان مألوفتين.
لم تستطع سميرة أن تمنع دموعها بعد الآن. غطت فمها بحزن وذهول ثم نظرت إليه تساؤلا في قلبها. هل كان الأطباء على صواب حول إصابة إحسان بفقدان الذاكرة
انحنت سميرة عليه عانقته بشدة وأغمضت عينيها في لحظة من الاڼهيار العاطفي. كان صوتها يرتجف من الفرح وقالت "لقد استيقظت أخيرا. الحمد لله! كنت أنتظرك حتى تستيقظ."
في تلك اللحظة اندفع ثلاثة أطباء إلى الجناح وتنفسوا الصعداء عندما رأوا أن إحسان قد استيقظ. ولحسن الحظ لم يضطروا إلى المضي قدما في الخطة الثانية وهي الجراحة في الجمجمة. ففي النهاية استيقظ إحسان من تلقاء نفسه.
"من فضلك أعطينا بعض الوقت لفحص حالة السيد إحسان سيدتي إحسان" طلب أحد الأطباء. أومأت سميرة برأسها وخرجت على الفور وأبلغت زوجها على الفور. "جوري! أخبريها بسرعة."
"من المحتمل أن الآنسة يعقوب تناولت بعض الأدوية ونامت سيدتي."
قالت سميرة "لا تخبرها الآن دعها ترتاح" ثم نظرت إلى ابنها من خلال النافذة. كان متعاونا مع الفحص لكن...
لقد فقد الذاكرة! هل يعني هذا أنه نسي جوري أيضا شعرت سميرة فجأة بقلق شديد. كم ستكون جوري محطمة!
هذا لينك صفحتي التي يوجد عليها الرواية كاملة الى اخر فصل تم نشره 
https://pub2206.xtraaa.com/category/7242
اضغط على اللينك لتظهر لك كل فصول الرواية. ارجو متابعة صفحتي pub2206 لقراءة الفصول الجديدة. للوصول إلى أي فصل تريده أذهب إلى قسم الروايات ثم المزيد واذهب إلى نهاية الصفحة ستجد أرقام، تنقل فيها للوصول إلى الفصل الذي تريده.

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات