رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1029 إلى الفصل 1031) بقلم باميلا
مرؤوسو هايدي يشعرون بالاشمئزاز لكنهم كانوا مقيدين في موقفهم عاجزين عن التدخل أو التراجع. كانوا يعلمون أنهم لا يستطيعون تغيير ما قررته هايدي حتى لو كانت تقوض كل قيمة إنسانية.
هل تريدين العودة للاستراحة آنسة هايدي
لا.
حتى مع الاشمئزاز الذي يشعر به من الرائحة أصرت هايدي على البقاء في مكانها رغبتها في مشاهدة هذا العرض البشع كانت تفوق كل شيء.
الفصل 1030
فركوا راحة أيديهم معا وتبادلوا نظرات سريعة ملؤها التوتر والترقب وكأنهم جميعا في لحظة فاصلة.
لم يستطع الرجل الطويل الذي كان يشبه القرد في هيئته أن يتمالك نفسه أمام المشهد. سأذهب أولا! قالها بصوت غليظ وهو يتقدم بخطوات ثابتة نحو السلاسل بينما كانت عيناه تتألقان بالجشع وكأنما يراهن على ما يظنه سيحصل عليه.
يدي... صړخ الرجل فجأة وتفاجأت هايدي بصوته المرتجف فسألت ببرود ما الذي يحدث ليديك
كان الألم يعصف برجلها إلى درجة أنه لم يستطع تحديد أي يده أكثر عذابا. في البداية كان يشبه لسعة النمل لكن مع مرور الوقت أصبح كأن يديه قد غمسا في زيت مغلي. كان شعورا مروعا لدرجة أنه بدأ يرتجف من الألم حتى في صوته.
الجماهير التي كانت تراقب المشهد ظنت في البداية أن المرأة المقيدة التي كانت ترتدي ثوبا أبيض فضفاضا وعينيها مكبلتين بحزام مجرد شيء أرضي شيئا يمكنهم التمتع به. لكن منظر الرجل الذي سجد أمامها يتوسل مغفرتها جعلهم يشعرون وكأنهم أمام مشهد مقدس. شعروا وكأنهم يشاهدون إلهة تجلس في صمت بينما يقدم البشر التضحيات.
انحنى الرجل سقط على الأرض لكن الألم في مكان الركلة كان ضئيلا جدا مقارنة بالألم الذي كان يشعر به في يديه. كان الألم قد بلغ حدا يفوق كل التوقعات وكان يفكر