رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1014 إلى الفصل 1016 ) بقلم باميلا

إلى جانبها كانت الكتب القديمة متناثرة مما كشف عن مدى جديتها في محاولة إنقاذه. 
توقف للحظة يتأمل المرأة التي وعدته بعدم تركه. ثم اقترب ببطء وانحنى ليحملها بين ذراعيه. 
تحركت برفق وفركت رأسها على صدره كما لو أن حاسة الشم لديها تعرفت على رائحته حتى في نومها. ابتسم بحنان بينما ارتسمت على شفتيه بسمة صغيرة. 
حملها بحذر إلى غرفة النوم وضعها على السرير وغطاها ببطانية. قبل أن يطفئ الضوء ألقى نظرة أخرى عليها. تلك اللحظة كانت مليئة بالامتنان والحب الذي شعر به تجاهها. 
عندما استلقى بجانبها لم يستطع النوم فورا. في حالته النصف نعسة شعر بجسدها الناعم يتحرك نحو صدره. فجأة حضنته بقوة وكأنها لا تريد أن تفقده. 
كان من النادر أن تظهر ناتالي مثل هذا الجانب المتملك من شخصيتها لكنه شعر بأن هذه الليلة مختلفة. 
حاول أن يتحرك قليلا لكن صوتها الناعم تمتم بشيء جعله يتوقف 
لا تذهب... لن أدعك تذهب صموئيل... انتظر! انتظر من أجلي. سأجد طريقة... 
رغم أنها كانت تتمتم في حالة شبه نائمة إلا أن كلماتها كانت واضحة تماما. شعر بأن قلبه يضيق لكنه امتلأ بالعزيمة. كانت تعمل جاهدة لإنقاذه فكيف يمكنه أن يتخلى عن نفسه 
في تلك اللحظة تعهد في داخله ألا يستسلم مهما كان الثمن. 
انحنى وقبل جبينها بلطف ثم همس 
تصبحين على خير ناتالي. 
في صباح اليوم التالي عندما نزلت ناتالي لتناول الإفطار وجدت صموئيل جالسا بالفعل مع الأطفال حول طاولة الطعام. المشهد البسيط العائلي كان كافيا لرسم ابتسامة دافئة على وجهها. 
كان هذا كل ما تريده عائلة سعيدة ومترابطة. 
اقتربت إيما بابتسامة حانية وهي تحمل صينية مليئة بالطعام. 
السيد باورز هو من أعد وجبة الإفطار اليوم يا آنسة نيكولز! لم أتخيل أن رجلا وسيما وأنيقا مثله يمكن أن يكون بارعا إلى هذا الحد في المطبخ! 
ضحكت ناتالي وهي تأخذ لقمة من كرات اللحم. 
حسنا أعتقد أن زوجي رائع جدا في كل شيء! 
الفصل 1016
لم يقل صموئيل شيئا آخر بل اكتفى بابتسامة هادئة. 
كان هو وناتالي لطيفين للغاية مع بعضهما البعض مما جعل الأطفال يغطون أفواههم ضاحكين سرا وهم يشاهدون والديهم يتصرفون بعاطفة أمامهم. 
ابتسمت إيما أيضا وأضافت 
هذا صحيح. بالطبع إنه رجل رائع. إنه في النهاية الرجل المناسب لك يا آنسة نيكولز.
بعد لحظات جلس الجميع حول الطاولة وتناولوا الإفطار سويا في أجواء دافئة وسعيدة. 
في وقت لاحق كانت ناتالي على وشك مغادرة المنزل متوجهة إلى عملها كما هو الحال كل يوم. لكن قبل أن تبدأ يومها المعتاد قررت زيارة المقهى الذي اتفقت فيه مع آنا. 
وصلت ناتالي أولا فطلبت كوبا من القهوة وجلست على طاولة بجانب النافذة منتظرة وصول صديقتها. 
بعد فترة