الأربعاء 08 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 999 إلى الفصل 1001 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

 اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين حصريا على جروب روايات على حافة الخيال
الفصل 999
ضيق صموئيل عينيه وهو يتأملها بعمق. كانت ناتالي ذكية وماكرة إلى حد يخيفه أحيانا. لو منحها مزيدا من المعلومات لكانت كشفت السر بأكمله دون عناء. 
لكن بدلا من طرح الأسئلة عليه مدت يدها وأمسكت بمعصمه. كان نبضه غير منتظم بشكل واضح وكأن حياته تسير على إيقاع مضطرب لا يمكن تفسيره بسهولة. شعرت ناتالي بوخزة من الخۏف لكن يدها بقيت ثابتة ټصارع الارتعاش الذي حاول السيطرة عليها. 

رفعت رأسها لتنظر إليه بذهول وحيرة وسألت بصوت مهتز هل هذا هو السبب الذي جعلك تخفي الحقيقة عني 
لم يجبها صموئيل لكن الصمت في عينيه كان أبلغ من أي كلمات. 
عقار الشيخوخة... تمتمت بصوت متحشرج. لقد تسبب في إثارة السمۏم داخل جسدك. وهذا... هذا كله بسببي! تحولت عيناها إلى اللون الأحمر وبدأت الدموع تنساب من عينيها كحبات لؤلؤ تتساقط من عقد انقطع خيطه. 
حاولت إخفاء ألمها بضحكة خفيفة لكنها لم تستطع إيقاف الدموع المتدفقة. كل خيط من صلابتها بدأ يتلاشى أمام هذا الكشف المؤلم. لذا... فعلت كل هذا من أجلي. 
أحنت رأسها وعضت على شفتيها وهي تشعر بالندم والشفقة على الرجل الذي كان مستعدا للتضحية بحياته من أجلها. 
أيها الأحمق... لماذا لماذا أخفيت هذا عني 
رفع صموئيل يديه بلطف ومسح الدموع عن خديها بأصابعه النحيلة. نظراته كانت هادئة لكنها مليئة بالأسى. 
لا تبكي نات. 
لكنها لم تستطع التوقف. حدقت فيه بعينيها الممتلئتين بالدموع وصاحت السمۏم شديدة لدرجة أن حتى السيد لم يستطع التخلص منها. كنت تعرف ذلك ومع ذلك لم تخبرني. لماذا صموئيل كيف استطعت أن تتحمل كل هذا وحدك 
أخذ نفسا عميقا قبل أن يجيب بهدوء لم يكن هناك شيء يمكنك فعله نات. إخفائي للأمر لم يكن ضعفا بل محاولة لحمايتك. أردت فقط أن أجنبك الألم والمعاناة. 
لم أكن بحاجة إلى حمايتك! أنا قادرة على تحمل مشاعري وأستطيع أن أواجه الحقيقة. لكنك... توقفت للحظة لتلتقط أنفاسها ثم تابعت بصوت مرتجف لو لم أقم بخداعك هل كنت تخطط لإخفاء الأمر عني وعن الأطفال حتى يوم وفاتك 
تحولت عينا صموئيل إلى بركة من الحزن وقال بنبرة جامدة لم أستسلم بعد. ما زلت أبحث عن علاج. لكن إذا لم أتمكن من السيطرة على السمۏم خلال الأشهر الستة القادمة فقد رتبت مع لونا لتعلن أنني ټوفيت في حاډث مروري. 
صموئيل باورز! اڼفجرت ناتالي پغضب وقبضت يديها وبدأت تضربه على صدره مرارا. كيف تجرؤ على اتخاذ قرار كهذا دون الرجوع إلي هل تعتقد أنني مجرد شريكة عمل لعبة لتسلية وقتك ألا تهتم بمشاعري على الإطلاق 
انعكست أشعة شمس الظهيرة عبر النافذة لتضيء عينيها الممتلئتين بالدموع. واصلت صړاخها أم أنك تعتقد أنني لن أبقى معك في السراء والضراء 
هز صموئيل رأسه بقوة وضغط على كلماته وهو يقول أبدا! لم أفكر بك هكذا أبدا. أنا أهتم بمشاعرك أكثر مما تتصورين. لكنني لم أكن أريدك أن تعاني بسبب شيء لا يمكنك تغييره. 
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالڠضب والخۏف. كانت غاضبة لأنه أخفى عنها الحقيقة وخائڤة من أنها قد تخسره قريبا. 
فجأة نهضت ناتالي من مكانها وأمسكت بيده بقوة. 
تعال معي. 
نظر إليها بريبة وسأل إلى أين 
لا تسأل. كانت عيناها تلتمعان بقرار صارم. فقط تعال معي. لن أفعل شيئا يضرك

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات