الأربعاء 08 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 960 إلى الفصل 962 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

"فقط انتظري"، قال صموئيل بحزم، وهو يحاول كبح جماح مشاعره.

بعد لحظات، وصلت سيارة بنتلي التي قادها جاسبر، وأوقفها أمامهما.

نزل جاسبر من السيارة، وفتح الباب الخلفي وقال: "السيد يورك، من فضلك، ادخل".

دخل صموئيل السيارة وهو لا يزال يحمل ناتالي بين ذراعيه. أغلق جاسبر الباب بحذر، وعاد إلى مقعد السائق. ومع حسه الدقيق، رفع جاسبر بسرعة الشاشة بين الجزء الأمامي والمقعد الخلفي للسيارة.

ساد الصمت في المقعد الخلفي، ولم يكن هناك سوى صوت تنفس الزوجين الحار والرطب، مع صوت المطر الذي يضرب سقف السيارة. كانت ملابس ناتالي قد امتلأت بالماء، مما جعلها تلتصق بجسدها، مما أبرز قوامها الرشيق والجذاب.

الفصل 961
"أعطني سببًا"، قالت ناتالي، وعينيها تلمعان بحيرة شديدة بينما كانت تركز نظرها على الماس الفضي اللامع الذي تألق ببهاء في الضوء الخاڤت. كانت تعض شفتيها الحمراوين في توتر، كأن كل كلمة تقال لها، أو تخرج منها، تحمل ثقل سنوات من الأسئلة دون إجابة. "لماذا كنت لطيفًا معي إلى هذا الحد؟ لقد ساعدتني مرارًا وتكرارًا، كنت أكثر قلقًا عليّ من والدتي نفسها التي تخلت عني منذ خمس سنوات حين أصبت."

كانت نظرتها تثقب عمق صموئيل، لكن هذا الأخير، وكأنما شعر بثقل لحظتها، تجاهل تلك النظرة الثاقبة، وحول عينيه عن وجهها إلى صدرها. كانت نظراته غير ملحوظة ولكنه لم يستطع إخفاء تأثيرها عليه. في النهاية، لا يزال رجلًا، خاصة عندما يكون بالقرب منها.

وجود ناتالي كان أشبه بتعويذة ساحرة، تُجبره على الانجذاب إليها مهما حاول إخفاء مشاعره. ورغم أن ناتالي كانت في حالة غاضبة، لم تكن تدرك حجم تأثيرها عليه. كان قلبها يخفق بسرعة، صدرها يرتفع وينخفض مع كل نفس، ولم تلاحظ كيف جعل ذلك جسدها يظهر بأكثر التفاصيل وضوحًا، حيث كانت ملابسها مبللة ومشدودة بشكل شبه كامل على جسدها، مما أتاح له أن يرى أكثر مما كان ينبغي.

بينما كان صموئيل يحاول ضبط نفسه، كان الۏحش الذي بداخله يكاد ينفجر من الداخل. محاولاته للسيطرة على نفسه كانت تزداد صعوبة مع كل لحظة، لكنه ظل يصر على الاحتفاظ بهدوئه قدر الإمكان. 
في البداية، ظنت ناتالي أن صمته كان بسبب صعوبة الإجابة، لكن عندما تبعت نظراته ووجدته يتأملها، أدركت السبب الحقيقي وراء سكوت صموئيل. غطت نفسها على الفور بكفيها، ثم حدقت فيه بنظرة غاضبة، مليئة بالاستفهام.

"ماذا كنت تراقب؟"

"آسف، لم أقصد ذلك"، أجاب بصوت هادئ، لكن لم يكن خاليًا من التوتر. "أحيانًا... لا أستطيع التحكم في نفسي."

لكن ناتالي لم تتراجع، وتحدته بعناد، موجهة إليه سؤالاتها المُلحة. "لم تجب على سؤالي. لماذا تعاملني بهذه الطريقة؟ ما الذي يدفعك لأن تكون بهذا القدر من العطف؟"

صموئيل كان يعلم تمامًا مدى شكوك ناتالي في الآخرين، وتفهمه أنها لن تثق به بسهولة ما لم يكسبها. "هل تريدين أن أخبرك؟" قال، بنبرة جافة، وهو يقترب منها خطوة بخطوة، "هل يجب أن أخبرك لماذا يعامل الرجل المرأة بلطف؟ ربما تكون الڼار قد حرقَتني، لكنني لا أزال هنا، على قيد الحياة. أعتقد أنني أوضحت أكثر مما يكفي، ناتالي نيكولز. توقفي عن التصرف وكأنك لا تفهمين."

اقترب منها، فغلفت نبرته الباردة الأجواء المحيطة بهما، تمامًا كما فعلت الرطوبة التي تسللت من مياه الأمطار المتساقطة. لحظة التوتر أصبحت غير محتملة، وكلما اقترب منها، زادت المسافة التي تفصل بين ما ترغب هي فيه وبين ما تراه في عينيه.

كانت ناتالي قوية، عنيدة

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات