الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 176 إلى الفصل 178 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 176
فتحت ناتالي الباب بهدوء ودخلت الغرفة بخطوات خفيفة. كان أول ما وقعت عليه عيناها هو صموئيل نائما بسلام مرتديا بيجامة زرقاء فاتحة. 
لابد أنه غفا مجددا بعد تناول دوائه فكرت. 
وضعت حساء الفطر الذي أحضرته على الطاولة بجانب السرير ثم انحنت لتتفحص ملامحه النائمة عن قرب. 

كانت عيناه الجميلتان مغلقتين بإحكام وتتحرك رموشه بخفة مع أنفاسه المنتظمة. بدا وجهه نظيفا حيث تم حلق ذقنه بعناية مما أبرز فكه المثالي وتفاصيله الجذابة. 
يا له من كمال مبالغ فيه! فكرت ناتالي وهي تشعر بمزيج من الإعجاب والاستياء الداخلي. كيف يكون شخص مثل هذا مثاليا في كل شيء أصل عريق قدرات مذهلة ووجه وسيم بشكل لا يصدق... ليس غريبا أن تقع سيليا في حبه پجنون. 
وفي لحظة عفوية شعرت برغبة غريبة في لمس رموشه كأنها تختبر إن كان هذا الكمال حقيقيا. لكنها لم تكد ترفع يدها حتى أحست بقبضة دافئة تمسك بمعصمها. 
فوجئت عندما وجدت نفسها تسحب الى جواره محدقا فيها بعينيه التي انبعثت منهما حرارة مفاجئة. 
صموئيل... هل كنت تتظاهر بالنوم سألت ناتالي وهي ترمش بدهشة. شعرت بالمرتبة الناعمة تغمرها وأنفاسه الساخنة قريبة جدا منها مما جعلها تشعر بعدم ارتياح. 
تجاهل صموئيل سؤالها وسأل بصوت يحمل ظلا من العتاب لماذا هربت لماذا لم تكوني بجانبي عندما كنت بحاجة إليك 
شعرت ناتالي بحرج كبير. حاولت تجنب نظراته الحادة وأجابت بصوت خاڤت هناك الكثير ممن يعتنون بك. أنا لست ضرورية هنا. 
تعمقت نظرته ورد بجدية لكنني لا أحتاج أي شخص غيرك. 
لم تعرف كيف ترد. أرادت أن تحافظ على مسافة آمنة بينهما لكن كلماته حملت ثقلا لا يمكن إنكاره. 
قررت أن تغير الموضوع بسرعة. أنا هنا الآن. أحضرت لك حساء الفطر. أعددته كل يوم انتظارا لأن تستيقظ. 
رفع حاجبيه قليلا. هل قمت بتحضيره بنفسك 
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت نوعا ما. زافيان ساعدني في تقطيع الفطر والتحكم في الحرارة لكنني كنت المسؤولة عن إضافة الأعشاب. طعمه جيد على أي حال. 
لكن صموئيل لم يهتم بالتفاصيل. قال بابتسامة خاڤتة لا يهمني ما الذي أضفته. سأشرب أي شيء تقدمه لي حتى لو كان سما. 
تجاهلت تعليقاته العاطفية فتحت وعاء الحساء وناولته الملعقة. تناوله بنفسك. 
لكنه تجاهل الملعقة وقال بصوت أجش أنا مريض. يجب أن تطعميني. 
وفي تلك اللحظة طرق بيلي الباب ودخل محاولا التخفيف من التوتر. 
التفتت ناتالي إليه فورا وقالت السيد مورين سيدك مريض ويحتاج من يطعمه. هذه مهمتك الآن. 
مد بيلي يده ليأخذ الملعقة لكن نظرة صموئيل القاټلة جعلته يتراجع فورا. وضع يده على بطنه بطريقة تمثيلية وصاح آه! بطني يؤلمني!

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات