الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 173 إلى الفصل 175 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 173
لفت ناتالي ذراعيها حول خصر صموئيل لدعمه وهي تشعر بثقل جسده المرتخي عليها. همست بصوت قلق 
صموئيل هل أنت بخير 
لكن عينيه نصف المغمضتين لم تردا سوى بصمت ثقيل. وضعت يدها على جبينه لتتجمد في مكانها عندما شعرت بحرارة جسده المرتفعة. 

نظرت إلى وجهه المتعب فصډمتها شحوب بشرته والهالات الداكنة تحت عينيه. لم تكن قد رأته إلا منذ أسبوع لكنه الآن بدا وكأنه مر بأشهر من المعاناة. 
إنه يعاني من حمى... وهذه الحمى ليست جديدة. يبدو أنها رافقته لعدة أيام. 
كانت تستعد لنقله إلى غرفتها لتبدأ بخفض حرارته لكن خطوات بيلي المتسارعة أوقفتها. 
سيدتي نيكولز لا يمكنك القيام بذلك. 
رفعت ناتالي وجهها العابس لتنظر إليه. لماذا ما الأمر يا بيلي 
السيد صموئيل بحاجة إلى العودة إلى منزل عائلة باورز. طبيب العائلة وحده مخول بعلاجه. هذه قواعد صارمة لحماية رب العائلة من أي تهديدات خارجية. 
تردد صوته بنبرة جدية لكن ناتالي شعرت بالمرارة تلتف حول قلبها. منطق بيلي كان معقولا لكنها لم تستطع تجاهل كم بدا صموئيل ضعيفا الآن. 
ترددت للحظات ثم أومأت برأسها بتثاقل. أفهم ذلك. 
لكن عندما حاولت تسليم صموئيل إلى بيلي صدمها أن ذراعيه رغم ضعف جسده الټفتا حولها بقوة وكأنه يستمد منها آخر خيوط الحياة. 
صموئيل أرجوك... اتركني. همست له بحنان لكن ذراعيه لم تستجيبا. كانت قبضته أشبه برجل يغرق متمسكا بعوامة نجاة يرفض التخلي عنها. 
تحركت أجفانه قليلا لكنه ظل محتضنا إياها. 
تنهد بيلي وهو يراقب المشهد. لقد شهد بنفسه جنون صموئيل عندما اختفت ناتالي. كان يعلم جيدا أنه لن يتركها بسهولة الآن. 
السيدة نيكولز إذا كان السيد لن يسمح لنا بالرحيل بدونه فهل ترافقيننا إلى منزل باورز 
حدقت ناتالي فيه بصمت للحظة قبل أن توافق رغم شعورها بالقلق. حسنا. 
بعد أن طلبت من زافيان البقاء في المنزل ساعدت بيلي في رفع صموئيل إلى السيارة. جلس بيلي خلف عجلة القيادة بينما جلست ناتالي بجانب صموئيل في المقعد الخلفي. 
كان ثقل جسده مستندا عليها بالكامل. حاولت دفعه برفق لتريحه لكنه كان متشبثا بها. رفعت عينيها إليه واهتزت عندما رأت وجهه القريب منها. لماذا يفعل كل هذا من أجلي 
كان بإمكانه الحصول على كل شيء في العالم لكنه اختار أن يعاني لحمايتي. أنا مجرد امرأة عادية... 
راودتها أفكار متناقضة. ظلت تحاول البحث عن أسباب منطقية لتصرفاته لكنها لم تجد شيئا. 
هل يمكن أن يكون كل هذا حقيقيا لقد حاولت تجنبه. أردت فقط أن أعيش حياتي بعيدا عنه. لكنه عاد وجعلني أدين له بأكثر مما أستطيع تحمله. كيف سأدفعه بعيدا الآن 
تمتمت لنفسها بصوت بالكاد يسمع بينما وضعت يدها على جبينه لتتحقق من حرارته مرة أخرى 
لماذا لا تستسلم يا صموئيل 
توقفت السيارة أمام منزل عائلة باورز وسط صمت ثقيل يكسوه القلق. ترجل بيلي وناتالي بحذر يساعدان صموئيل الذي بدا وكأنه يحمل أعباء العالم على كتفيه واتجها به نحو غرفته في الطابق العلوي.
هناك وسط الضوء الخاڤت وقفت امرأة شابة في منتصف العشرينيات ترتدي معطفا أبيض تحمل في ملامحها مزيجا من القلق والحزم. كانت تلك سيليا جين طبيبة العائلة التي تعرف الجميع في هذا المنزل جيدا. عندما وقعت عيناها على صموئيل تلاشت الابتسامة المهنية لتحل محلها نظرة جادة وقلقة.
بيلي ما الذي حدث له سألت بنبرة مليئة

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات