رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 2043 إلى الفصل 2045 ) بقلم مجهول
هذا المكان الهادئ وجدت إيلا صوته آسرا وهي تستمع إليه وهو يتحدث كان الأمر كما لو كان صوته صوت التشيلو مما يهدئ أعصابها
"أي شيء سيفي بالغرض" أجابت إيلا وهي تريد فقط سماع صوته لقد انكمشت مثل حيوان صغير وارتمت في حضنه بالكامل
خفض معتز رأسه ورأها بين ذراعيه كان وجهها الناعم الممتلئ يرتكز على ذراعيه بينما كانت تنظر إليه بعينين صافيتين في تلك اللحظة أصبح ذهن معتز فارغا ونسي ما كان يريد قوله لقد انبهر بجمالها
كان الجو هادئا للغاية حتى أن صوت معتز وهو يبتلع ريقه أصبح واضحا بشكل غير عادي رمشت إيلا بعينيها ومدت يدها إلى حقيبتها ثم سلمته زجاجة الماء وقالت "هل أنت عطشان تناول بعض الماء!"
"أنا لست عطشانا " أدار معتز رأسه
"أعتقد أنك تبدو عطشانا رغم ذلك! لا بأس سيأتي الإنقاذ قريبا هيا خذ بعض الماء!" أصرت إيلا وهي تفتح زجاجة فطريات العفن الفطري وهي جالسة في وضع مستقيم ثم أمسكت بطرف برازه وحولته إلى برج مرتفع "هيا سأساعدك "
لم يكن بوسعه أن يفعل شيئا سوى شرب الماء الذي أعطته إياه بقوة وبعد بضع رشفات دفع طرف الزجاجة بقوة وقال "هذا يكفي"
"لا بأس إنها مجرد تربة" عزاها
"معك أنا لست خائڤة من أي شيء" قالت إيلا كانت تعبر له عن مشاعرها
خفض معتز طرفه وابتلع ريقه ورغم أنه كان قد شرب للتو إلا أنه لم يستطع التحكم في نفسه عندما نظر إلى الفتاة في عينيه هل تعرف ما الذي تقوله الاعتراف بمشاعرها لرجل كان أعزبا لمدة 28 عاما بهذه التجربة البائسة ألا تخشى أن أستغلها
"لأنك جعلتني أشعر بالأمان!" ابتسمت وكان ضحكها ساحرا بشكل لا يصدق
عند سماع كلماتها تنهد بهدوء ثم ابتلع ريقه لاحظت إيلا ذلك لكنها لم تكن تعلم أن ذلك كان بسببها لذا وجهت له زجاجة الماء وسألته "هل ما زلت عطشانا"
"لا" أجاب معتز بصوت أجش
"هل تريد مني أن أساعدك" ابتسمت وكانت على وشك فتح غطاء الزجاجة
"لا أريد ذلك " أرادت أن تحتفظ بالماء له
"إذا لم تشربيه فلن أشربه أنا أيضا" قال وهو ينظر إليها
أومأت إيلا برأسها وفكرت انتظر لحظة أليست هذه هي نفس الحيلة التي استخدمتها لإجباره على تناول الطعام كيف تعلمها بهذه السرعة إنه يستخدم تكتيكي لإجباري على شرب الماء
"سأشرب بضع رشفات إذن ستشربه بعد ذلك" قالت