رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل الثلاثمائة والثامن والعشرون 328 حتى الفصل الثلاثمائة والثلاثون 330 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
عطلة نهاية الأسبوع قضت أميرة يوما عاديا دافئا مع ابنها
بالنسبة لشخص عاش حياة بسيطة مثلها كانت قمة السعادة تكمن في العيش
الهادئ والمړضي يوما بعد يوم
الفصل 330 كيف كانت ليلتك
أمي متى سيأتي السيد البشير ليتناول العشاء معنا أفتقده كثيرا! كان جاسر مستلقيا في سريره مقاوما النوم بشوق لرؤية أصلان مجددا
رغم أن الإشاعات المتعلقة بتاليا كانت خاطئة إلا أن أميرة لم تكن واثقة من أن الأمر لن يتكرر مع امرأة أخرى قد يلتقي بها أصلان
جاسر من الجيد أن تشتاق إليه لكن ما رأيك لو احتفظت بذلك الشوق في قلبك
لم تستطع أن تكذب أمام عيني ابنها النقيتين فأومات معترفة نعم أشتاق إليه أيضا
هل يمكنك أن تتزوجيه أمي يمكننا أن نكون معا دائما إذا تزوجت منه ! قال الطفل مع إطلاقه لضحكاته الطفولية
كيف الجاسر الصغير أن يقلق حيال هذه الأمور فكرت أميرة وهي تشعر باحمرار وجنتيها ثم مالت نحوه مداعبة رأسه هيا يا صغيري دع الأمور الكبيرة
لم يبق لجاسر خيار سوى إغماض عينيه بطاعة وبينما كانت تراقب وجه ابنها النائم شعرت بقلبها يخفق بسرعة إذ أدركت الشبه المتزايد بينه وبين أصلان يوما بعد يوم ما الذي يحدث تساءلت
كل خط وظلال على وجهه كانت تذكرها بأصلان ولكن في نسخة أصغر كان الأمر وكأنهما أب وابن حقيقيان
تاركة أفكارها تجول بحرية
شعرت بوخز وخدر يملأ جسدها حين تذكرت كيف تقيأت على نفسها وعلى أصلان وكيف سمحت له بغسلها كيف لي أن أسمح لرجل أن يقوم بغسلي
وهي تفكر في ذلك اجتاحها الخجل حتى بدا كأن رأسها تحول إلى اللون
الأحمر
مع نهاية العطلة الأسبوعية الممتعة ذهبت لتحادث معلم جاسر بعد أن أودعته
شعرت أميرة بالارتياح لسماعها كلمات المعلم سعيدة أن ابنها يتمتع بشخصية
جاذبة
بعد الزيارة للروضة توجهت إلى مكتب مجموعة بريق كانت زيارتها الأولى بعد انضمامها لقسم التصميم إلى مكتب فرح عندما وصلت رأت فرح تضع كوب
أحست أميرة بالحرج فوزا وقالت أرجوك لا تذكري ذلك فرح
عرفت فرح أن علاقتهما عادت إلى طبيعتها عندما رأت ردة فعل أميرة
وشعرت بالسعادة لأجل صديقتها صدقيني كنت دائما على يقين بأن الرئيس بشير
ليس بالشخص الذي يتغير بسهولة عليك أن تثقي به
لم تجد أميرة ما تقوله في هذا الشأن فقد كانت تعلم أن ما حدث ما هو إلا عقۏبة من أصلان بالأساس مع أنها تبدو كمزحة سيئة الآن إلا أنها لا تستطيع
إنكار حقيقة أنها مرت بأوقات عصيبة بسبب ما حدث كله
شعرت بأنها امرأة مهملة تماما
فرح نادتها أميرة بصدق شكرا لك على رعايتك وحمايتك لي طوال هذا
الوقت
أفضل الصداقة مع الأشخاص الحقيقيين فرح ألقت عليها إطراء بهدوء
عند سماع ذلك ابتسمت أميرة وشفتاها مضغوطتان شكرا لك أنا دائما هنا إذا احتجت إلى مساعدة في أي شيء لا تترددي
بالتأكيد ولا تنسيني عندما تصبحين رئيسة شركة البشير قالت فرح مازحة سرعان ما عاد اللون إلى وجنتي أميرة وهي تضحك توقفي عن السخرية مني فرح لا يجوز المزاح بهذه الأمور
استمرت فرح في المزاح ولم لا قد يحدث هذا يوما ما من الأفضل أن أكون على علاقة طيبة بك قبل أن يأتي ذلك اليوم كانت لديها إحساس قوي بأن كلماتها قد تصبح حقيقة يوما ما
في هذه اللحظة طرقت مساعدة فرح الباب وهي تحمل كومة من الملفات بين يديها السيدة فرح يجب توقيع كل هذه الوثائق قبل الساعة العاشرة صباحا
لتجنب إزعاجها أكثر غادرت أميرة تلقائيا مفسحة المجال أمام فرح وعادت إلى مكتبها
وهي تسكب لنفسها فنجانا من القهوة فتحت أميرة الملف الذي كانت تحتفظ
فيه بمسوداتها بدا كأن الإلهام الذي فقدته قبل يومين قد عاد إليها فجأة
كانت فكرة فقدان إلهامها مرعبة بالنسبة لها مهاراتها وإبداعها هما مصدر رزقها !
