رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1041 إلى الفصل 1043 ) بقلم باميلا

استياءه الخفي فاقتربت منه ووقفت على أطراف أصابعها وهمست في أذنه
"سأعوضك عن ذلك عندما تعود."
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه ورد عليها بنبرة مليئة بالحنان
"سأنتظر."
لوح للأطفال قبل أن يصعد السيارة
"أبي عد إلينا قريبا!"
"نحن سنكون بخير أبي! سنسمع كلام أمي!"
"بابا لا تتأخر!"
لوح لهم بابتسامة أخيرة قبل أن ينطلق جاسبر بالسيارة.
وقفت ناتالي تراقب السيارة حتى اختفت عن الأنظار فيما التف الأطفال حولها يحاولون التغلب على مشاعر الحزن بطريقتهم الخاصة.
ربتت ناتالي على رؤوسهم وقالت بحنان
"هيا لقد رحل والدكم. دعونا نعود إلى المنزل."
بينما كانوا يدخلون المنزل لاحظت ناتالي أن بيلي بقي واقفا بجوارها. نظرت إليه باستفهام وسألته
"لماذا لم تغادر مع صموئيل"
أجاب بيلي بجديته المعتادة
"سيدة باورز طلب مني السيد باورز البقاء هنا لضمان سلامتك. كان قلقا عليك أثناء غيابه."
تأثرت ناتالي بتلك اللفتة وعرفت أنها إحدى طرق صموئيل للتعبير عن حبه.
قالت بابتسامة دافئة "شكرا لك بيلي."
رد بيلي وهو يقف منتصبا
"أنا فقط أقوم بواجبي سيدتي. حتى لو اضطررت للتضحية بحياتي سأضمن سلامتك أثناء غياب السيد باورز."
نظرت ناتالي نحو الأفق حيث اختفت السيارة. همست لنفسها
"عد إلينا سالما صموئيل."
الفصل 1043
مرت أيام قليلة منذ رحيل صموئيل إلى جبل دراجايد.
كان الجبل مكانا معزولا بطبيعته البكر حيث لم تخترقه أي نشاطات بشړية. ومن يدخل هناك ينقطع تماما عن العالم الخارجي. قبل أن يبدأ رحلته حرص صموئيل على الاتصال بناتالي لطمأنتها.
لكن غيابه ترك فراغا في قلبها. كانت تفتقده بشدة لكنها وجدت العزاء في العمل. انشغلت بمهامها اليومية محاولة أن تبقي مشاعرها جانبا حتى يعود.
لحسن الحظ عملت ناتالي وآنا بتناغم رائع ونجحتا في إنهاء إنتاج المجوهرات المخصصة لهيلما قبل الموعد المحدد بخمسة أيام.
قررت ناتالي زيارة هيلما شخصيا لتسليم القطع والتأكد من رضاها.
وصلت إلى مقر إقامة آل لايتز الفخم حيث كانت هيلما تستمتع بشاي ما بعد الظهيرة في حديقة غنية بورود قرمزية اللون.
رفعت هيلما نظرها ورحبت بناتالي بابتسامة
"ناتالي من الجميل أن أراك."
ردت ناتالي بابتسامة دافئة
"لقد انتهينا من العمل وأردت أن أريكي النتائج بأسرع وقت ممكن. إذا كان هناك أي تعديل مطلوب سنقوم به على الفور."
شعرت هيلما بالامتنان وقالت
"شكرا لحرصك."
طلبت من مدبرة المنزل إحضار الصندوق المخملي الذي حملته ناتالي. عندما فتح الصندوق كشف عن طقم مجوهرات فاخر يتألف من قلادة وسوار وزوج من الأقراط. كان التصميم دقيقا ومذهلا.
لكن هيلما التي اعتادت على رؤية أفخر المجوهرات بحكم انتمائها لعائلة أرستقراطية لم تبد منبهرة.
تلاشت ابتسامتها وقالت بنبرة محايدة
"ناتالي التصميم جميل لكنه يبدو عاديا جدا. هل كنت أتوقع الكثير"
كانت كلماتها واضحة لم تكن راضية عن النتيجة.
لم تفقد ناتالي رباطة جأشها. ابتسمت بهدوء وقالت
"سيدة هيلما هل يمكننا الانتقال إلى غرفة ذات إضاءة خاڤتة أعدك أن رأيك سيتغير."
ترددت هيلما للحظة لكنها وافقت وطلبت من مدبرة المنزل تجهيز السينما الخاصة في مقر الإقامة.
بعد