الخميس 09 يناير 2025

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1041 إلى الفصل 1043 ) بقلم باميلا

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

لبرهة.
همست بصوت مرتجف "صموئيل أعدني بأنك ستعود سالما."
أجابها بنبرة واثقة "أعدك. سأفعل كل ما يلزم لأعود إليك."
ضغطت ناتالي على صدره برفق وكأنها تحاول حفظ نبضه في ذاكرتها وقالت بصوت متقطع
"تذكر وعدك صموئيل. إذا كذبت علي أنا..." توقفت عن الكلام لأن الكلمات خانتها في تلك اللحظة.
ابتسم صموئيل برفق ثم ضمھا بين ذراعيه مجددا وكأنه يحميها من ألم الفراق القادم. تمتم قرب أذنها
"لا تخافي. أنت أقوى مما تظنين. وعندما أعود سنبدأ من جديد."
إليك
الفصل 1042
في صباح اليوم التالي حمل جاسبر أمتعة صموئيل ووضعها بعناية في صندوق السيارة. وقف مالكولم بالقرب من السيارة داعب لحيته بتأمل وقال
"لن أبقى هنا لمشاهدة... ماذا يسمونه"
لم يستطع تذكر المصطلح فتدخلت لونا بابتسامة
" الإظهار العلني للمودة."
"آه هذا هو! عرض تقديمي عام!" قال مالكولم ضاحكا بينما صفع جبينه. "يا له من ابتكار! كيف خطرت لكم هذه الأفكار هيا يا لونا دعينا نصعد إلى السيارة. لا أريد أن أكون شاهدا على عرضهم التقديمي العام!"
ضحكت لونا بصوت خاڤت قبل أن تودع ناتالي وتساعد مالكولم على دخول السيارة.
وقف صموئيل عند المدخل يستعد للرحيل. كان الجو مليئا بمشاعر مختلطة وداع مشحون بالحب والقلق.
بالإضافة إلى ناتالي جاء الأطفال لتوديع والدهم.
الأولاد رغم صغر سنهم حاولوا التصرف بنضج. كانت مشاعرهم واضحة في نظراتهم لكنهم كبحوا دموعهم ووقفوا في صمت.
أما صوفيا ويومي بشعرهما المضفر بعناية فقد ألقيا نفسيهما على ساقي صموئيل وهما تبكيان بحړقة
"أبي لا تذهب! ابق معنا!"
"نعم يا أبي لا تتركنا!"
تجمد صموئيل للحظة. كانت مشاعره تتصارع داخله واجبه من جهة وحبه لعائلته من جهة أخرى. بدا وكأن جبهته القوية تحطمت أمام دموع طفلتيه.
ألقت ناتالي نظرة عليه وشعرت بمزيج من العجز والدفء. لم يكن أحد ليصدق أن صموئيل المعروف بقسوته وصرامته في عالم الأعمال يهزم بسهولة أمام بناته الصغيرات.
انحنت ناتالي برفق وأبعدت صوفيا ويومي عن ساقيه بحنان
"يجب على أبيكما أن يغادر لإنجاز شيء مهم جدا."
رفعت صوفيا عينيها المبللتين بالدموع وسألت
"لا يمكنه أن يطلب من أحد آخر أن يفعل ذلك"
هزت ناتالي رأسها وأجابت بصبر
"لا هذا أمر لا يمكن لأحد القيام به غيره. لكنه سيعود إلينا بمجرد انتهائه."
شمتت صوفيا ومسحت دموعها وقالت بصوت خاڤت
"إذن لن تحصلوا على الطلاق أليس كذلك"
لم تعرف ناتالي كيف ترد للحظة. اڼفجرت ضاحكة وسط دموعها
"بالطبع لا! أنا أيضا أريد أن يعود والدك إلينا في أسرع وقت ممكن."
هدأت كلمات ناتالي من روع صوفيا ويومي. توقفتا عن البكاء تدريجيا بينما احتفظت ناتالي بهدوئها من أجل الأطفال.
نهضت من مكانها ونظرت إلى صموئيل بابتسامة مليئة بالحب وقالت
"صموئيل أنا والأطفال سننتظر عودتك سالما."
أجابها بثقة "أعدك."
قبل أن يركب السيارة أراد صموئيل أن يظهر مشاعره لناتالي. لكنه اكتفى بلمسة خفيفة على جبينها أمام الأطفال في حين تمنى لو كان بإمكانه فعل المزيد.
فهمت ناتالي

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات