رواية الاب الغامض لاربعة أطفال"الاب المجهول واطفاله الاربعة"( الفصل 1041 إلى الفصل 1043 ) بقلم باميلا
لبرهة.
همست بصوت مرتجف "صموئيل أعدني بأنك ستعود سالما."
أجابها بنبرة واثقة "أعدك. سأفعل كل ما يلزم لأعود إليك."
ضغطت ناتالي على صدره برفق وكأنها تحاول حفظ نبضه في ذاكرتها وقالت بصوت متقطع
"تذكر وعدك صموئيل. إذا كذبت علي أنا..." توقفت عن الكلام لأن الكلمات خانتها في تلك اللحظة.
ابتسم صموئيل برفق ثم ضمھا بين ذراعيه مجددا وكأنه يحميها من ألم الفراق القادم. تمتم قرب أذنها
إليك
الفصل 1042
في صباح اليوم التالي حمل جاسبر أمتعة صموئيل ووضعها بعناية في صندوق السيارة. وقف مالكولم بالقرب من السيارة داعب لحيته بتأمل وقال
"لن أبقى هنا لمشاهدة... ماذا يسمونه"
لم يستطع تذكر المصطلح فتدخلت لونا بابتسامة
" الإظهار العلني للمودة."
ضحكت لونا بصوت خاڤت قبل أن تودع ناتالي وتساعد مالكولم على دخول السيارة.
وقف صموئيل عند المدخل يستعد للرحيل. كان الجو مليئا بمشاعر مختلطة وداع مشحون بالحب والقلق.
الأولاد رغم صغر سنهم حاولوا التصرف بنضج. كانت مشاعرهم واضحة في نظراتهم لكنهم كبحوا دموعهم ووقفوا في صمت.
أما صوفيا ويومي بشعرهما المضفر بعناية فقد ألقيا نفسيهما على ساقي صموئيل وهما تبكيان بحړقة
"أبي لا تذهب! ابق معنا!"
"نعم يا أبي لا تتركنا!"
تجمد صموئيل للحظة. كانت مشاعره تتصارع داخله واجبه من جهة وحبه لعائلته من جهة أخرى. بدا وكأن جبهته القوية تحطمت أمام دموع طفلتيه.
انحنت ناتالي برفق وأبعدت صوفيا ويومي عن ساقيه بحنان
"يجب على أبيكما أن يغادر لإنجاز شيء مهم جدا."
رفعت صوفيا عينيها المبللتين بالدموع وسألت
"لا يمكنه أن يطلب من أحد آخر أن يفعل ذلك"
"لا هذا أمر لا يمكن لأحد القيام به غيره. لكنه سيعود إلينا بمجرد انتهائه."
شمتت صوفيا ومسحت دموعها وقالت بصوت خاڤت
"إذن لن تحصلوا على الطلاق أليس كذلك"
لم تعرف ناتالي كيف ترد للحظة. اڼفجرت ضاحكة وسط دموعها
"بالطبع لا! أنا أيضا أريد أن يعود والدك إلينا في أسرع وقت ممكن."
هدأت كلمات ناتالي من روع صوفيا ويومي. توقفتا عن البكاء تدريجيا بينما احتفظت ناتالي بهدوئها من أجل الأطفال.
"صموئيل أنا والأطفال سننتظر عودتك سالما."
أجابها بثقة "أعدك."
قبل أن يركب السيارة أراد صموئيل أن يظهر مشاعره لناتالي. لكنه اكتفى بلمسة خفيفة على جبينها أمام الأطفال في حين تمنى لو كان بإمكانه فعل المزيد.
فهمت ناتالي