السبت 28 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 231 إلى الفصل 233 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين 
الفصل 231
الساعة الواحدة صباحا عاد صموئيل إلى منزله منهكا ومثقلا بأحداث الليلة 
استضاف اجتماعا مع الأشقاء الملكيين من عائلة لوانج لمناقشة حقوق التعدين في الوريد وبعد ذلك أعد مأدبة ترحيب للأمير ريتشارد والأميرة كيلي على مدار المأدبة كان الأمير ريتشارد سنكلير يحاول تحسين الأجواء بينه وبين شقيقته كيلي إلا أن الأخيرة كانت تهاجمه بنظراتها الحادة المليئة بالتحدي 

صموئيل بخبرته وهدوئه احتفظ بتماسكه أمامها لم يرفضها صراحة مكتفيا بابتلاع الكأس تلو الآخر من الشمبانيا محاولا أن يبدو غير مكترث لم يكن مستعدا لمنحهم فرصة لتحليل تصرفاته أو تفسيرها على نحو خاطئ 
عند عودته إلى المنزل كان تأثير الشراب واضحا عليه فتح الباب وتقدم عبر الممر المظلم ليقع بصره على وهج برتقالي ناعم قادم من غرفة المعيشة كان قد طلب مسبقا من جافين ألا ينتظره حتى وقت متأخر لعلمه أن الأكبر سنا يحتاج إلى الراحة لكن جافين بعناده المعتاد لم يلتزم 
خلع ربطة عنقه ببطء وبدأ بفك أزرار قميصه وهو يتجه نحو مصدر الضوء عندما اقترب لاحظ أن الغرفة خالية من جافين لكنه وجد شخصية صغيرة مستلقية على الأريكة وعيناها مغمضتان 
ناتالي 
تحت الضوء الخاڤت بدت ملامحها مغمورة بالهدوء ورموشها الطويلة تلقي بظلال ناعمة على وجنتيها لم تكن جمالها في تلك اللحظة مرتبطا بالتصنع أو الزينة بل بالأناقة الطبيعية التي جعلتها تشع پسكينة خاصة 
اقترب صموئيل منها ببطء وكأن انجذابه نحوها كان أقوى من قدرته على التفكير انخفض على ركبة واحدة ينظر إليها كمن يراقب أثمن ما يملك في عينيه كانت ناتالي أكثر من مجرد إنسانة كانت حلما متجسدا 
لم يستطع منع نفسه من لمس يدها برفق أصابعه امتدت لتلتف حول أناملها الصغيرة وكأنه كان يبحث عن دفء يزيل تعب يومه كانت يدها باردة ما جعله يشد قبضته قليلا عليها محاولا نقل دفء يديه إليها 
شعر بحاجته للتعبير عن مشاعره بطريقة لا تزعجها فاكتفى بتقبيل ظهر يدها بخفة كانت قبلة مليئة بالاحترام والمودة وكأنها اعتراف صامت بما تعنيه له 
لم أستطع البقاء بعيدا عنك حتى في أسوأ أيامي أنت ملجئي همس وهو ينظر إلى وجهها المغمور بالسکينة 
لم تكن ناتالي نائمة كانت غارقة في أفكارها وعندما شعرت بلمسته فتحت عينيها ببطء تلاقت نظراتهما وكان في عينيه صدق جعل قلبها يضطرب للحظة 
صمتت لكنه لم يتوقف عن النظر إليها لم يكن بحاجة إلى كلمات وجودها فقط كان كافيا ليعيد التوازن إلى روحه المتعبة 
كان يعلم أنها بنت جدارا منيعا حول قلبها لتحمي نفسها من الألم لكنه كان مصمما على تحطيم هذا الجدار بصبر وإصرار قطعة تلو الأخرى لم يكن

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات