رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 155 إلى الفصل 157 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 155
كانت ناتالي قد خرجت لتوها من غرفة التشريح.
بجانبها وضعت إفي يدها على فمها وأنفها رغم أنها كانت ترتدي قناعا. ومع ذلك كان واضحا من تعبير وجهها أنها على وشك التقيؤ في أي لحظة.
لا أستطيع تحمل هذا... تمتمت إفي وهي تلوح بيدها في الهواء وكأنها تحاول طرد الرائحة الكريهة. يعلم الله كم من الوقت ظل هذا الجسد غارقا في المجاري قبل أن يحفروه.
أفهم. قالت إفي محاولة إخفاء مشاعرها التي كانت تتصاعد في داخلها.
ولكن عندما لم تعد إفي قادرة على تحمل الرائحة الكريهة سحبتها ناتالي برفق إلى الحمام لتستعيد أنفاسها.
عندما لاحظت أن المتصل هو صوفيا شعرت بارتياح مفاجئ. لكن ذلك الارتياح لم يدم طويلا لأن صوفيا بدأت بالبكاء من الجهة الأخرى للهاتف.
انقذوا فرانكلين...
توقف الزمن لوهلة. تجمدت ناتالي وأخذ قلبها يهتز بشدة.
ماذا حدث لفرانكلين قالت ناتالي بصوت متحشرج حلقها ضاق وكأن شيئا ثقيلا قد استقر فيه. خذ وقتك صوفيا. أخبريني بما حدث أنا هنا. سنحل كل شيء معا.
الجد الأكبر... هإنه يعاقب فرانكلين... فرانكلين لم يفعل أي شيء خطأ... تمتمت صوفيا بسرعة والكلمات تتساقط من بين شهقاتها.
ناتالي فهمت ما لم تستطع صوفيا قوله. رغم تلعثمها كان صوت فرانكلين في الخلفية ېصرخ ويستغيث مما جعل قلب ناتالي يتفجر ڠضبا.
من خلال الضوضاء التي كانت تملأ الخط كان الصوت الواضح للعصا يرتد في الأرجاء بشكل مؤلم.
أنا قادمة الآن صوفيا. قالت ناتالي ونبرتها حاسمة.
وأغلقت الهاتف بقوة.
لاحظت إفي التي كانت تراقب عن كثب ذلك التغيير المفاجئ في نبرة ناتالي وتساءلت بدهشة رئيسة ما الأمر أنت تبدين كمن على وشك... القتال!
أوه... حسنا. همست إفي متفاجئة لكنها كانت تدرك أن شيئا كبيرا كان على وشك أن يحدث.
ثم استدارت ناتالي بخطوات سريعة وكأنها تستعد لملاقاة معركة قادمة. في تلك اللحظة شعرت إفي أن ناتالي تتحول إلى قوة لا يمكن إيقافها.
بينما كانت ناتالي تتجه بسرعة نحو الطابق السفلي لفت انتباهها ضابط شرطة كان على وشك إخراج مفتاح