رواية الأدوار تتبدل ( الفصل 129 إلى الفصل 130 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي، فسخّر لي اللهم أناسًا صالحين.
الفصل 129
في نظر زينة، كانت الإساءة إلى عائلة رعد تعني أزمة أكبر من كل ما مروا به سابقًا. كان تهديدًا يستدعي رد فعل عڼيف، وربما يترتب عليه دمار عائلة لبيب بالكامل.
شعرت بقلق شديد فاضحت به بمجرد عودتهما إلى بايفيو جاردن، حيث أخبرت ليث بكل ما في ذهنها، عيناها مليئتان بالخۏف من العواقب الوشيكة.
"نعم، أعلم." أومأ ليث بهدوء، مما خفف قليلاً من توترها.
"ماذا سنفعل الآن؟ ستكتشف عائلة رعد الأمر قريبًا!" قالت، وقد اختلط الخۏف بالڠضب في صوتها.
ابتسم ليث ابتسامة خفيفة، ثم قال بصوت ثابت: "لا تقلقي، مازلت أحتفظ بكِ."
لم تستطع زينة تصديق ما سمعته. في الماضي، كان من المستحيل أن يتحدث ليث بهذه الطمأنينة. ولكن مشهد اقتحامه النافذة اليوم قد ترك أثراً لا يمحى في ذهنها، وشعرت في تلك اللحظة بشيء من الأمان لم تعهده من قبل.
لم تعد تشعر بالخۏف من مواجهة العالم إلى جانبه، وعرفت أنه حتى لو ضغطت عليها عائلة رعد، بإمكانها التوسل إلى باميلا للحصول على المساعدة.
في تلك الليلة، أثناء تصفحها للأخبار عبر هاتفها المحمول في السرير، لفت نظرها خبر غريب يتعلق بشوارع نورث هامبتون. كانت هناك طائرة هليكوبتر عسكرية متوقفة في الساحة، وكان شخص مجهول يصعد إليها دون أن يلتفت إلى الوراء.
لكن لسبب ما، ربطت زينة تلك المروحية على الفور مع ليث. كان الرجل في الصورة يشبهه كثيرًا، رغم أن ملامحه كانت غير واضحة.
"هل يمكن أن يكون هو؟" تساءلت زينة في نفسها. "هل هو من جاء إلى فندق شيراتون على متن المروحية واقتحم المبنى من الطابق الثلاثين؟"
كانت هناك احتمالية كبيرة. وإن لم يكن هو، فما هو التفسير المنطقي لهذا كله؟
"سأحتاج للبحث عن شهود في وقت لاحق لأكتشف إذا كان هو من صعد إلى تلك المروحية." قالت لنفسها.
بينما كانت تفكر في هذا، تذكرت فيلا جولدن، أرقى وأفخم فيلا في نورث هامبتون، التي كانت تمتد على أكثر من خمسين هكتارًا. كانت تلك هي مقر عائلة رعد الأرستقراطية، وهم من كان لهم السيطرة الحقيقية على المدينة.
في تلك الليلة، كان الجو في المنزل قاتمًا، يخيّم عليه الصمت الثقيل. فبعد كل ما جرى، كان عثمان، وريث العائلة، في حالة حرجة إثر الضړب المپرح الذي تعرض له، وكان لا يزال فاقدًا للوعي. ڠضب عائلة رعد كان في أوجه، وكان كل فرد يشعر بأن الحدث قد تجاوز كل الحدود.
عند رؤية حفيده بهذا الوضع المأساوي، تجسد في عيون جلين تلك القوة الرهيبة التي طالما كانت جزءًا من شخصيته. رغم تقاعده من الخدمة العسكرية، كانت هالته الطاغية ما زالت تشع من داخله. جلين، الذي قضى سنوات عديدة في ساحة المعركة، كان دائمًا يُنظر إليه على أنه قائد لا يُستهان به، ورغم تقاعده، بقي تأثيره كبيرًا في دوائر القوة والنفوذ.
في نهاية حياته العسكرية، أصبح جلين مدربًا