رواية الأدوار تتبدل ( الفصل 103 إلى الفصل 104 ) بقلم مجهول
كانت عائلة لبيب في قمة البهجة، وكأنهم يحتفلون برأس السنة الجديدة.
حتى أحمد وكايلا، والدا زينة، أجبروا أنفسهم على الانضمام إلى هذا الاحتفال، رغم ما كان يعتريهم من مشاعر مختلطة.
لكن زينة، كانت الوحيدة التي لم تنخرط في هذا الجو البهيج. بدت غارقة في حزنها العميق، وكأنها غريبة وسط الحاضرين.
لاحظ هاني حالتها، فابتسم بسخرية وقال:
وفجأة، قاطع صوت بارد وحازم حديثه، قائلاً:
"ومن يجرؤ على أن يطلب من زوجتي الزواج من رجل آخر؟"
صمتت القاعة تمامًا، والتفتت الأنظار نحو مصدر الصوت.
وقف ليث عند مدخل القاعة، شامخًا وبصحة جيدة، عاقدًا ذراعيه بينما تطلّ نظرة باردة من عينيه.
اتسعت عيون الحاضرين في صدمة لا يمكن وصفها.
تراجع هاني خطوة إلى الوراء، وكاد أن يسقط على الأرض، وهو يغمغم:
"ليث جاد؟ كيف... كيف هذا ممكن؟ أأنت رجل أم شبح؟"
أما سامي، الذي كان جالسًا بجانب الطاولة، فقد أصابه الړعب لدرجة أنه حاول الاختباء تحتها، وهو يرتجف:
كانت الصدمة واضحة على وجوه الجميع. بدا وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظة. كيف لشخص اعتقدوا أنه رحل إلى الأبد أن يظهر فجأة، متحديًا جميع توقعاتهم؟
الفصل 104
"هل أبدو كالشبح؟" قال ليث بسخرية وهو يدخل القاعة بخطوات واثقة. توجه مباشرة نحو سامي، بينما الجميع ينظرون إليه بذهول.
اقترب سامي بيد مرتجفة، ولمس ذراع ليث للتأكد، ثم شهق:
"أنت دافئ... هذا يعني أنك على قيد الحياة! لكن... كيف يمكن ذلك؟"
ابتسم ليث بسخرية وأردف:
"إذن، كنت تتمنى مۏتي؟"
"لا، لا بالطبع لا!" ارتبك سامي وأخذ يلهث بشدة، محاولاً تجنب نظرات ليث القاسېة.
في تلك اللحظة، اندفعت زينة نحوه واحتضنته بقوة، غارقة في دموع الفرح:
عانقها ليث بحنان وقال:
"أنا آسف لأنني تركتك تقلقين عليّ. هذا خطئي."
بينما كانت الأجواء تتغير داخل القاعة، ظل هاني لبيب يحدق في ليث پصدمة، محاولاً استيعاب ما يجري. قال بتردد:
"هذا مستحيل! كيف يمكن أن تظل على قيد الحياة بعد أن استهدفتك عائلة جاد وجلال سليم؟"
أضاف الآخرون بصوت واحد:
"نعم، كيف نجوت؟ لم يكن ممكنًا أن تخرج سالمًا منهم!"
حتى زينة رفعت عينيها نحو ليث بنظرة فضولية:
"ليث... كيف تمكنت من حل الأمر؟ كلنا رأينا الجنود بالقرب من قبر مازن. هل هذا له علاقة بما حدث؟"
ابتسم ليث وربت على رأسها قائلاً: