رواية الأدوار تتبدل ( الفصل 103 إلى الفصل 104 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي، فسخّر لي اللهم أناسًا صالحين.
الفصل 103
وفي هذه الأثناء، انحنى رامز جاد أمام ليث في تردد، وكأنه يحاول جمع شجاعته.
توقف ليث وهو على وشك المغادرة، ثم نظر إليه بحدة:
"ما الأمر؟ انطق بما لديك."
رفع رامز رأسه ببطء وقال:
"سيدي... هناك أمر عليك معرفته. هل تعتقد حقًا أن عائلة جاد وحدها كانت قادرة على تحقيق ما فعلته قبل ست سنوات؟"
صمت ليث للحظة، بدا وكأنه لاحظ المشكلة التي أشار إليها رامز. في تلك اللحظة، بدأت الأفكار تتزاحم في عقله. نعم، هناك أمور لم تكن منطقية تمامًا. لم يكن من المفترض أن تتمكن عائلة جاد من السيطرة على مجموعة ليث بتلك السهولة. علاوة على ذلك، التهم الملفقة التي أدت إلى سجنه لم تكن من تدبير عائلة تفتقر إلى النفوذ والخبرة. كان هناك بالتأكيد طرف آخر يقف خلفهم، طرف أكثر قوة وتأثيرًا.
أومأ رامز وقال بابتسامة باهتة:
"كنا نرغب في تنفيذ خطتنا منذ سنوات، لكن لم تكن لدينا القدرة. حتى ظهر شخص فجأة وقدم الدعم الذي كنا نحتاجه."
ضيّق ليث عينيه، وسأل بصوت بارد:
"من هو هذا الشخص؟"
"عثمان رعد. زميلك وزميل السيدة زينة في المدرسة، سيدي!"
سقط اسم "عثمان رعد" على مسامع ليث كالصاعقة. تنفس بعمق وهو يعيد ذكريات الماضي. عثمان... كان زميلي في المدرسة الثانوية، وأيضًا زميل زينة في نفس الفصل. لقد تنافسنا بشدة من أجل الفوز بقلب زينة، وانتهت المنافسة بزواجي منها. لكن عثمان لم يتوقف عن ملاحقتها حتى بعد زواجنا.
كان ليث يعرف تمامًا مدى قوة ونفوذ عائلة رعد. فهي عائلة لا تُضاهى في نورث هامبتون، تمتلك ثروات تُقدر بالمليارات، وعقارات منتشرة حول العالم. نفوذها الاقتصادي والسياسي يتجاوز عائلة جاد بمراحل.
بدأت التفاصيل تتضح أمام ليث كلوحة متشابكة. إذا كان عثمان هو العقل المدبر، فإن كل ما حدث يصبح منطقيًا: التهم الموجهة، سجنه، والسيطرة الكاملة على ممتلكاته.
واصل رامز حديثه:
"كان عثمان رعد غاضبًا بشدة بسبب زواجك من السيدة زينة. لذلك قرر تدميرك بأي وسيلة."
أومأ ليث، وهو يدرك أخيرًا سبب اختيار عائلة جاد تنفيذ خطتهم في يوم زفافه. كان ذلك اليوم يمثل لحظة اڼتقام عثمان، الذي لم يستطع تحمل رؤية حب حياته يتزوج من رجل آخر.
تنهد رامز بأسف وقال:
"لكن، علينا أن نتحمل مسؤوليتنا أيضًا. لم يكن عثمان ليتمكن من تنفيذ خطته لو لم تكن لدينا النية السيئة أصلاً. في النهاية، نحن من منحناه الفرصة."
نظر إليه ليث بنظرة صارمة وقال ببرود:
"يسعدني أنك تدرك ذلك."
لم يكن أمام زينة خيار سوى تقبّل الواقع بعد أن انتظرت ليث طوال اليوم، لكنه لم يعد إلى المنزل.
وفي تلك الأثناء، قرر هاني لبيب إقامة مأدبة عشاء فاخرة للاحتفال بما اعتبره "إنجازًا كبيرًا".
تم اصطحاب زينة، التي كانت في حالة ذهول وحزن عميق، إلى قاعة المأدبة من قبل والديها، رغم رفضها.
وقف هاني لبيب في مقدمة القاعة، ورفع كأسه قائلاً بابتسامة واسعة:
"نقيم هذه المأدبة الليلة لثلاثة أسباب مهمة! أولاً، لإعادة زينة إلى أحضان عائلة لبيب. ثانيًا، للاحتفال بخلاصها من زواجها الكارثي. وأخيرًا، للإعلان عن شراكة عائلة لبيب مع زينة لتطوير مشروع ويست سيتي من الآن فصاعدًا. لذا، دعونا نحتفل جميعًا بهذه المناسبة السعيدة!"
ارتفعت أكواب الشراب في القاعة، وتبدلت الابتسامات بين الحاضرين.