الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل الأول 1 حتى الفصل الخامس 5 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بصوته العميق والمتسلط استمروا في البحث عنها أريد معرفة كل شيء عنها حاضر يا سيدي!
الفصل 2 رحيقها الذي لا يقاوم
كانت الغرفة تتوهج بنور دافئ ينبعث من الثريا الناعمة كان الرجل الذي جلس بثقة على الأريكة يمتاز بملامح متناسقة خالية من أي عيوب وجهه الوسيم كان كأنه لوحة فنية بديعة من السماء يرتدي بدلة أنيقة مصممة بعناية فائقة تعكس قوته وهيبته 
في تلك اللحظة كانت عينا أصلان البشير تشعان ببرودة محسوسة وكأنهما تعكسان صدى صوت جدته القوي والحازم الذي يرن في ذهنه يا أصلان عليك أن تتزوج من أميرة تاج لن أقبل بغيرها كزوجة حفيد عائلة البشير في تلك الفترة كان أصلان يفكر فقط في المظلمة
منذ سنوات في تلك الليلة المشؤومة تم خداعه وتسميم مشروبه حتى أصبح في حالة سكر شديدة لدرجة أنه لم يتذكر بعدما انتهى كل شيء أعطاها ساعته ووضعها في يدها ثم فقد وعيه في ظلمة تلك الغرفة بعد مرور خمس سنوات لا يزال يبحث عنها كان ذلك قبل أسبوع فقط حين علم أنها قد باعت ساعته في سوق البضائع المستعملة
لكن الأخبار وصلت متأخرة جدا فقد أصرت جدته على أن يتزوج من امرأة أخرى في تلك اللحظة رن هاتفه مرة أخرى أجاب بحدة ماذا السيد أصلان لقد وجدنا الفتاة اسمها هالة سمير وهي من باعت الساعة بنفسها أرسل لي عنوانها وسأزورها أمر أصلان وفي عينيه بريق أمل لقد وصلت أخيرا لمكان تلك الفتاة الغامضة من تلك الليلة!
يجب أن أجدها وأعوضها عما فعلته في تلك الفترة العصيبة كانت هالة تدير بمهارة متجرا للملابس النسائية الذي استلمت زمامه قبل أكثر من عام واجهت المتجر صعوبات مالية بالغة حيث كان الركود يخيم على المكان مما جعلها ټصارع للإيفاء بمصاريف الإيجار 
في خضم هذه الأزمة قررت هالة اتخاذ خطوة جريئة ببيع ساعتها القيمة هذا القرار أتى بنتائج غير متوقعة حيث إن الساعة جلبت لها مبلغا ضخما وصل إلى خمسمائة ألف مما فتح باب الأمل أمامها لتجاوز تلك الأزمة المالية
تحولت قصة الساعة إلى فصل مثير في حياة هالة الساعة التي لم تكن ملكا شخصيا لها بالأصل وجدت طريقها إليها بظروف غير متوقعة قبل خمس سنوات أبلغت بأن هناك ساعة تم استردادها من غرفتها في النادي
وطلب منها استلامها من قسم الأشياء المفقودة وهي في المقابل لم تتوانى عن المجيء وادعاء ملكيتها للساعة الرجالية الفاخرة دون أي تردد هذا الادعاء أعطاها ملكية غير متوقعة لقطعة ثمينة ظلت مخبأة في خزانتها دون أن تدرك قيمتها الحقيقية حتى أقدمت على بيعها في سوق السلع المستعملة الأسبوع الماضي وقبل عرضها للبيع
لم تكن لديها أدنى فكرة عن القيمة الحقيقية للساعة ولكن الصدمة كانت عظيمة عندما عرض عليها خمسمائة ألف مقابلها وبينما كانت تنظر هالة إلى المبلغ في حسابها البنكي انتابتها مشاعر السعادة والأمل وهمست لنفسها يبدو أنني سأعيش أياما مرفهة لفترة وفي ذلك الحين فتح باب المحل فنهضت لاستقبال الزبون
قائلة أهلا بك في لكن كلماتها تبخرت واختفت وهي تحدق مشدوهة لم تكمل جملتها دخل رجلا المحل طويل القامة ومستقيم الهيئة تميز بوسامة لا توصف محملا بنبل غير مصطنع ظلت هالة للحظات مذهولة قبل أن تستجمع قواها
وتتمتم بتردد هل تبحث عن أحد سيدي كان السؤال معقولا فهي تدير محلا نسائيا ولم يكن منطقيا أن يكون هذا الرجل ذو البدلة الفاخرة هنا ليستعرض فساتين السيدات واقفا بطول يناهز
الستة أقدام
واثنين كان حضوره يفرض نفسه بقوة هالة سمير تساءل أصلان بنظرات تتأملها بعمق يتفحص وجهها بحثا عن ملامح تلك المرأة منذ خمس سنوات أجل أنا هالة وأنت لم تستطع هالة إتمام جملتها فقد أسكتها النظرات العميقة والمحترقة من الرجل ردا على سؤالها 
أخرج الرجل من جيبه ساعة رجالية ورجف صوته وهو يسأل هل كانت هذه الساعة بحوزتك طوال تلك السنوات رأت هالة الساعة 
وشعرت بغصة عميقة بنبرة متلعثمة ومحملة بالذنب أقرت نعم الساعة كانت لي وهل أنت المرأة التي كانت في النادي قبل خمس سنوات في الغرفة رقم 808 استرسل أصلان مستغرقا في التحديق بها مفكرا بدهشة ترى هل هي الفتاة نفسها من تلك الليلة وهنا قد بدأت تتشكل عاصفة من الأفكار في ذهن هالة الغرفة 808 منذ خمس سنوات
هل كان ذلك هو الحدث الذي خططت له أنا وإيمي للقضاء على أميرة تساءلت محاولة فهم السبب وراء استفسار هذا الرجل عن ذلك الماضي بدون تفكير مطول أجابت بكل صدق بالطبع أمسك بيد هالة برفق وضع فيها الساعة قائلا بنبرة حازمة ولكنها تحمل لمسة من الندم احتفظي بهذه الساعة من الآن فصاعدا ولا تفكري في بيعها مجددا سأعوضك عما حدث في تلك الليلة ثم أضاف بصوت أكثر جدية وهو ينظر في عينيها مباشرة 
أنا أصلان البشير تذكري اسمي هل ستفعلين ذلك رفعت هالة رأسها لتنظر إليه والصدمة تكسو وجهها أصلان البشير هل هو ذاته وريث مجموعة البشير الرائدة أأنت أصلان البشير تلعثمت في السؤال متأثرة لدرجة أنها شعرت أنها قد ټنهار
تدخل الرجل الواقف بجانب أصلان في الحديث ممدا بطاقة الاسم نحو هالة وقال بنبرة رسمية الآنسة هالة سمير هذه بطاقة عمل سيدنا الشاب يمكنك التواصل معه إذا احتجت لأي نوع من المساعدة أمسكت هالة بالبطاقة بيد مرتعشة وعندما استقرت عيناها على الاسم المحفور ببريق ذهبي على الورقة الفاخرة 
شعرت بقلبها يكاد يتسارع خارج صدرها فهل يعقل أن الرجل الذي كان مع أميرة قبل خمس سنوات لم يكن مجرد مرافقا جلبناه لها بل كان هذا الشخص الرائع وريث ثروة عائلة البشير ومع تبلور الحقيقة في ذهنها 
مدت هالة يدها وأمسكت بذراع أصلان بقوة ثم أجبرت نفسها مصطنعة على ذرف الدموع وهي ټنفجر في نوبة بكاء عليك تحمل المسؤولية أصلان أتعلم مدى الألم والصدمة التي عانيت منها 
بعد تلك الليلة وبذلك أخفضت رأسها وبدأت تذرف دموع التماسيح وهي تنتحب بشقاء كأنها كانت الضحېة قبل خمس سنوات في تلك اللحظة 
كانت عينا هالة مثبتتان على هدف واحد الانخراط في تمثيل دور أميرة وتبني مكانة الضحېة من تلك الليلة التي تغير فيها القدر كانت مصممة على جعل أصلان يتحمل المسؤولية وذلك لاستخلاص أكبر قدر ممكن من المنافع
من هذا الموقف في نهاية المطاف كانت تأمل في أن تنال الزواج من الرجل وأن تصبح السيدة البشير بصوته العميق والخشن تحدث الرجل بجدية محملا كلماته بالثقة والطمأنينة لا تقلقي أعدك بأني سأتحمل المسؤولية الآنسة هالة سمير لقد قمت باستئجار فيلا لك يمكنك الانتقال في أي وقت وسأتولى رعاية جميع احتياجاتك أضاف مساعد أصلان رعد عثمان بنبرة تعاونية 
عيون هالة تلألأت فجأة انتابها شعور بالبهجة العارمة كادت أن تفقد وعيها قريبا سأمتلك ثروة وعالما ساحرا! فكرت بحماس هناك بعض الأمور التي يجب أن أعتني بها لذا سأغادر الآن قال أصلان وبعد أن رمق هالة
بنظرة سريعة انصرف
بمجرد أن أغلق الباب خلفه أمسكت هالة بالساعة بإحكام كانت مشاعرها تتقلب بشدة بسبب هذا التحول المفاجئ

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات