السبت 28 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 240 إلى الفصل 242 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

 اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 240
تدريجيا امتلأت الغرفة بكثافة الدخان الذي تكاثف في كل زاوية كما لو كان يغلف المكان بالكامل. في ذلك الجو الضبابي استلقت ليليانا بجانب التابوت البارد مشاعرها تتلاطم بين الأمل والدموع. بحركات حانية مسحت جسر أنف جوشيا الطويل بأطراف أصابعها وهمست بصوت مشبع بالحنين جوشيا سيكون الدكتور نيكولز قادرا على علاجك. سنلتقي قريبا. أعدك.

أغمض الرجل الذي كان يرقد في التابوت عينيه بإحكام كما لو كان ينام في سبات عميق غافلا عن كل ما حوله.
مع مرور الوقت وتزايد قوة رائحة البخور بدأت رؤيتها تصبح ضبابية وكأن العالم كله أصبح مغطى بغمامة ثقيلة. بدأ ذهنها ينسحب إلى حالة من السكون العميق حتى أغشي عليها وسقطت على الأرض.
في اللحظة نفسها تخلصت ناتالي من البخور الذي كانت تحمله في يدها. كانت تعلم أن هذا البخور لا يحمل سوى تأثير تهدئة للعقل بل يسبب النعاس فحسب وليس له أي قدرة على إحياء الأرواح المفقودة.
نظرت إلى سيسيليا وقلقها لا يزال يسيطر عليها. سيسيليا أنت لا تشعرين بالدوار أليس كذلك سألت ناتالي بصوت مليء بالحرص.
هزت سيسيليا رأسها بهدوء وقالت لقد تناولت الحبة التي أعطيتني إياها ولم أشعر بأي شيء.
ورغم طمأنتها ما زالت ناتالي تشعر بالقلق. فحصت نبض سيسيليا بعناية وكأنها تبحث عن أي أثر لتأثير البخور عليها. كان قلبها مشغولا وعينيها مشدودتين إليها بتركيز حذر.
سيسيليا عندما نخرجك من هنا اخفضي رأسك وتظاهري أنه لم يحدث شيء. كانت نبرات ناتالي باردة إلا أن في عينيها بريقا قاسېا مليئا بالعزم. إذا حدث أي شيء اختبئي خلفي. سأحميك.
على الرغم من قلق سيسيليا أومأت برأسها مباشرة كما لو كانت تلتزم بأمر لا رجعة فيه. أفهم.
دعنا نذهب.
عندما خرجوا من غرفة النوم صادفوا حارسين كانا يقفان حذرين أمام الباب لا يتركان أي مجال للشك.
حين رأى الحارسان ناتالي وسيسيليا تخرجان سدت طريقهما وقاما بمنعهما من التقدم.
سألت ناتالي بكل هدوء إلى أين أنتما ذاهبان
أشارت إليهما بيدها وأجابتها بنبرة محايدة المكان الذي سنذهب إليه سري. اقتربا أكثر. وأضافت سأخبرك بصوت منخفض.
نظر الحارسان إلى بعضهما البعض ثم انحنى كلاهما في احترام دون أن يشتبها في أي شيء غير عادي.
في تلك اللحظة لمعت في عيني ناتالي لمحة من العداء وتدفقت قوتها في لحظة حاسمة. في حركة سريعة وباردة غرست إبرتين في الحارسين.
سقط الحارسان فجأة على الأرض عاجزين عن الحراك دون أن ينبسا بكلمة واحدة.
تعالي. همست ناتالي وهي تمسك بيد سيسيليا وتدفعها للانطلاق بسرعة.
طالما غادروا القصر يمكنهم التواصل مع العالم الخارجي بعيدا عن مراقبة تلك الجدران المظلمة.
وفي تلك اللحظة كان ميلتون لا يزال غارقا في شؤونه الخاصة غير مكترث لما يحدث في الخارج ولا يشعر بأي

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات