رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 61 إلى الفصل 62 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي، فسخّر لي اللهم أناسًا صالحين.
الفصل 61 ابن ناتالي
عندما سمعت ناتالي صوت زافيان، انتشر الذعر في قلبها. اتسعت عيناها المستديرتان پصدمة، ثم حدقت پغضب في صموئيل، الذي كان ما يزال يظهر الارتباك في ملامحه. دفعته بعيدًا بكل قوتها، لكن الأوان كان قد فات.
الطفل الصغير رأى كل شيء.
تجمد زافيان للحظة، ووجهه يعكس الصدمة، ثم لمح بريق خبيث في عينيه.
"سيدي، هل التقينا في مكان ما من قبل؟" سأل ببراءة متكلفة.
استدار صموئيل نحو الصوت، ليرى صبيًا صغيرًا يرتدي قميصًا أحمر وبدلة زرقاء. رغم اختلاف ملابسه عما كان يرتديه أمام المطعم في اللقاء السابق، إلا أن صموئيل تعرف فورًا على وجهه الممتلئ البريء.
إنه هو.
كان زافيان في نفس عمر صوفيا وفرانكلين. وأكثر من ذلك، كان ينادي ناتالي بـ"ماما". ومع ملامح وجهه التي تشبه صموئيل أكثر مما تشبه فرانكلين، شعر الأخير بشك غامض يتسلل إلى ذهنه.
ناتالي لم تكن تعلم أن صموئيل وزافيان قد التقيا سابقًا. بالنسبة لها، بدا أن زافيان يفتعل حوارًا غريبًا فقط ليترك انطباعًا ويجعل صموئيل زوج أمه المستقبلي.
لمنع الأمور من الخروج عن السيطرة، انحنت ناتالي وغطت فم زافيان بيدها وهمست بصوت خاڤت:
"عزيزي، انتبه لما تقوله."
أومأ زافيان برأسه بخضوع، فأطلقت سراحه ببطء. ثم استقامت ناتالي وقدمت ابنها:
"هذا هو ابني، زافيان."
ابتسم زافيان وأومأ برأسه بتحية: "يسعدني التعرف إليك."
بينما استعاد صموئيل هدوءه تدريجيًا، ضيق عينيه وهو يراقب الصبي. ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يردد:
"زافيان؟"
"نعم، يعني 'مشرق'."
"اسم جميل جدًا."
ابتسم زافيان بفخر قائلاً: "بالطبع، أمي هي من اختارته لي، لذا فهو أفضل اسم في العالم."
نظرت ناتالي بين صموئيل وزافيان بحذر. رغم فهمها لتصرفات ابنها، لم تستطع أن تقرأ نوايا صموئيل.
كانت متأكدة أن مجرد تحمله لها كان أمرًا مربكًا بما فيه الكفاية، والآن بعد أن عرف أن لديها طفلين، توقعت أن يظهر استياءً، لكنه بدا عكس ذلك تمامًا.
**هل يعرف حقيقتي؟ هل يحتاجني لعلاج مرض عضال؟ أم أنه يسعى للسيطرة على شركتي؟**
لم تجد ناتالي إجابة واضحة، لذا قررت إنهاء الأمر سريعًا.
"السيد باورز، اقترب موعد العشاء. صحيح أن زافيان أعد بعض الطعام، لكنه طفل في الخامسة. طبخه لا يرقى لمستوى الطهاة المحترفين في عائلتكم. ألا ترى أنه من الأفضل أن..." توقفت، وقررت أن صموئيل الذكي سيفهم المغزى دون حاجة لشرح إضافي.
لكن خلافًا لتوقعاتها، فك صموئيل زر قميصه ونظر إليها بابتسامة واثقة قائلاً:
"أعتقد أنني سأبقى لتناول العشاء. أريد أن أذوق طعام زافيان."
صُدمت ناتالي. بينما انشغل زافيان بالتحضير، نظرت هي إلى صموئيل بتعبير مذهول.
**لماذا؟ يمكنه تناول وجبة فاخرة في منزله، فلماذا يصر على البقاء هنا؟**
تساءلت بصوت منخفض: "ماذا تريد بالضبط؟"
أجاب صموئيل بنبرة هادئة وبريق غريب