الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 13 إلى الفصل 14 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ناتالي على ركبتيها وربتت على رأس الصبي الصغير مرة أخرى وقالت
"وداعا!"
وعندما استدارت بعد أن شاهدت فرانكلين يغادر وجدت صموئيل يحدق فيها بصمت. كانت نظراته غامضة بشكل لا يصدق مما جعل قشعريرة تمر في عمودها الفقري.
قال صموئيل أخيرا
"السيدة نيكولز يبدو أنك ماهرة في رعاية الأطفال."
ردت ناتالي بابتسامة هادئة
"ربما."
لم تعتبر ناتالي نفسها خبيرا في رعاية الأطفال. كانت قد فكرت في يوم من الأيام في الاهتمام بهذين الطفلين في المنزل ولكن الآن ومع كبر زافيان وكلايتون قليلا أصبحا هما من يتوليان رعايتها بدلا منها.
بعد أن انتهوا من العشاء تبعت ناتالي صموئيل إلى غرفة الدراسة في الطابق الثاني.
كانت الغرفة تضم أثاث مكتب تقليدي وبجانبها صف طويل من أرفف الكتب التي بلغ ارتفاعها حوالي خمسة أمتار. كان من المستحيل الوصول إلى الكتب العليا إلا عن طريق سلم. اندهشت ناتالي من هذا المنظر المذهل فكل شيء كان مهيبا وعتيقا.
كانت نظرة صموئيل باردة لكنها مركزة للغاية. قال بصوته الهادئ والمتحكم
"سيدة نيكولز لدي صفقة أحتاج إلى مناقشتها معك. أريد منك أن تعالجي شخصا من أجلي."
قرصت ناتالي حاجبيها مشاعر الشك والتساؤل تملأ عقلها. "لقد كنت أحتفظ بهويتي كطبيبة ماهرة جيدا طوال الوقت. كيف عرف هذا الرجل عن هويتي كم يعرف عنها هل يعتقد أنني مجرد طبيبة عادية أو هل يعرف شيئا عن مظهري الحقيقي تحت قناعي"
قررت أن تكون صريحة معه. قالت
"السيد باورز يبدو أنك قد بحثت في خلفيتي. يجب أن تعلم أنني طبيب شرعي وليس طبيبا عاديا. ما أفعله مختلف تماما."
اقترب صموئيل منها وكانت عيناه المائلتان مثبتتين عليها طوال الوقت. شعرت ناتالي بشيء غريب يمر بها كأنها طفلة حديثة الولادة . كان يتأملها بجدية شديدة لدرجة أنها شعرت بالذنب كما لو أنها كانت تخفي شيئا عن هذا الرجل الغامض.
تابع صموئيل حديثه بصوت عميق وجاد
"لقد عانت صوفيا من فقدان القدرة على الكلام منذ صغرها. أخذتها إلى العديد من الأطباء وقالوا جميعهم إن حالتها نفسية وليست جسدية. لكنك أنت أول من جعلها تتكلم وتقول كلمة "ماما"."
سألت ناتالي بصوت هادئ
"هل جعلتها تتحدث"
نظر إليها ببرود ثم أجاب
"لا أرى أي داع للكذب عليك بشأن هذا الأمر. أريد فقط أن تسمحي لصوفيا بالانفتاح."
تنفست ناتالي الصعداء داخليا وكانت تشعر بالارتياح. "لحسن الحظ لا يتعلق الأمر بكشف هويتي."
قالت بنبرة هادئة لكن حازمة
"طالما أنك قادر على علاج حالة صوفيا سأحقق أي رغبات لديك."
ردت بسرعة وهي تهز رأسها بابتسامة هادئة
"ليس هناك حاجة لذلك."
نظر إليها صموئيل باهتمام ثم قال بنبرة مليئة بالتحفظ واللامبالاة
"جشع البشر لا يمكن قياسه. ما هي أمنيتك التي لا يستطيع حتى عائلة باورز أن تمنحك إياها"
لم تعبأ ناتالي بكلماته. نظرت إليه بعينين باردتين وقالت بصرامة
"أعتقد أن الجشع هنا هو ما يميزك أنت السيد باورز. أنا لم أقصد

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات