الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 137 إلى الفصل 139) بقلم مجهول

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

تزال تبدو وكأنها كنز لا يقدر بثمن. لا يمكنني أبدا أن أتعب من رؤيتها.
لقد افتقدها حقا عندما كانا منفصلين.
الفصل 138
لم تكن ناتالي تعلم أن هناك من يراقبها عن كثب يراها وهي منغمسة في عالمها الخاص بعيدا عن كل شيء. في تلك اللحظة كل ما شعرت به كان نوعا من السلام الداخلي كأنها قد تحررت أخيرا.
أخذت كأسا آخر من الشراب من النادل ثم رفعت الكأس برفق متجهة نحو روس الذي كان يقف في زاوية من الغرفة المزدحمة. نظراتهم تلاقت عبر الفوضى كأن العالم توقف للحظة. ابتسمت شفتا روس بحنان وعكست عيناه احتراما وامتنانا عميقا نحو ناتالي. كانت ابتسامة متبادلة كأنها وعد قديم تحققت وعوده أخيرا. شرب روس نبيذه الأحمر دفعة واحدة ثم تبعتها ناتالي في لحظة من الرغبة في أن تشارك في تلك اللحظة الخاصة.
كان ذلك وعدها له عندما انضمت إلى شركة دريم لأول مرة. واليوم في هذه الأمسية كانت الوفاء بذلك الوعد يضيء قلبها بعد كل هذه السنوات.
أما ماكس فقد فضل الانسحاب مبكرا إلى راحة غرفته بعد الحاډث الذي وقع مع بيل تاركا الاحتفال خلفه. لكن ناتالي مع كأس في يدها عادت إلى عاداتها القديمة. شعرت بدوار خفيف بعد أن امتلأ كأسها أكثر من مرة.
السيد واتسون... سأذهب إلى الحمام. قالت ناتالي وهي تفرك صدغي رأسها لتخفف من أثر الكحول.
تمام. جاء رد واتسون هادئا مع قليل من اللامبالاة.
عندما فتحت ناتالي باب الحمام فوجئت برؤية ميليسا تقف هناك تصلح مكياجها. التقت نظراتهما لفترة قصيرة. مرت خمس سنوات منذ أن التقيا لكن الوقت لم يمح صورة ميليسا في ذهن ناتالي التي لم تجدها جميلة أبدا. على العكس كان جمالها في الماضي يشع من يارا التي كانت تحمل ملامح والدتهما جيني.
أما إيفون فكانت جميلة لكن ميليسا ورثت ملامح توماس مما جعل مظهرها بعيدا عن كونها رائعة.
فتحت ناتالي الصنبور وأخذت نفسا عميقا. اقتربت منها ميليسا بابتسامة تتظاهر بالحفاوة.
السيدة نيكولز يا لها من مصادفة! كلانا يحمل اسم نيكولز.
قبضت ناتالي على شفتيها وقالت بصوت بارد هل ستقولين إن اسمي يشبه اسم شخص تعرفينه
تجمدت ميليسا وقالت بصوت منخفض كيف... كيف عرفت
أليس هذا هو أسلوب الجميع في بدء المحادثات ردت ناتالي وهي تغلق الصنبور بعزم ثم تحولت بنظراتها نحو ميليسا التي بدت في صمت تام.
حدقت ميليسا في عيني ناتالي وكأنها شعرت بشيء مألوف فيها كأنها تذكر شيئا من الماضي. ومع ذلك لم تكن تلك العيون هي نفسها التي تذكرها لكنها كانت تحمل شيئا غريبا شيئا أعمق.
خجلت ميليسا قليلا ثم خفضت رأسها بسرعة وابتعدت نحو أحد المراحيض متجنبة مواجهة ناتالي.
تنهدت ناتالي وهي تجفف يديها تتأمل في نفسها. كم كنت جبانة حينها أيتها الفتاة الصغيرة.
نظرت ناتالي إلى المكنسة التي كانت في الزاوية فحملت المكنسة بحركة سريعة وأغلقت الباب عليها من الخارج. كانت هناك لحظة صغيرة من التردد قبل أن الحمام دون أن تلتفت خلفها.
عندما انتهت ميليسا من استخدام الحمام حاولت فتح الباب بقوة لكنها فشلت. لم تجد سوى صړاخها يرتد في الفراغ وهي تنادي طلبا للمساعدة.
هل يوجد أحد بالخارج أنا محپوسة! من فضلك هل يمكنكم سماعي
انحنت شفتا ناتالي في ابتسامة خفيفة في لحظة من السخرية عندما سمعت ميليسا تتوسل طلبا للمساعدة. كانت الضحكة التي احتفظت بها في قلبها تكاد تتحرر.
تسك... تسك... تسك... تمتمت مشيرة إلى تصرفاتها الطفولية. كيف ستواجه العقبات الأخرى في حياتها
لكن عقلها الذي بدأ يطفو في ضبابية بسبب الشراب

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات