السبت 28 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 87 إلى الفصل 88 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي فسخر لي اللهم أناسا صالحين.
الفصل 87 سأترك صموئيل
كانت الابتسامة الحلوة التي تعلو وجه يارا تتناقض بشكل صارخ مع نظرتها الباردة والمغرورة. 
أصدقاء صموئيل هم أصدقائي. أعتقد أن بيننا قرابة وثيقة جدا. 
كان حديث يارا يحمل في طياته نبرة تملكية واضحة رغم المحاولات الظاهرة لإخفائها. 

تذكرت ناتالي تلك اللحظة في مقهى الكتب حين كانت دون قناع واعتقد صموئيل أنها يارا. كان الموقف حميميا لدرجة مربكة فقد قام بتثبيتها بقوة على أحد رفوف الكتب وقبلها بشغف. كانت قبلة مليئة بالڠضب لدرجة أن شفتيها أصبحتا متورمتين وڼزفت دماؤهما. 
الآن مع كلمات يارا المبطنة شعرت ناتالي بموجة من السخط تتأجج بداخلها. نظرتها أصبحت ثابتة وباردة فيما ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة. 
أنت وصموئيل... 
قاطعتها يارا سريعا وكأنها كانت تنتظر السؤال. أنا وصموئيل. لقد كنت بجانبه طوال السنوات الماضية وأنت أول امرأة رأيتها تدخل منزله. 
كانت تلك الحيلة كعادة يارا... خفية لكنها مباشرة. 
لكن ناتالي لم تكن لتترك لها الساحة. 
بابتسامة خاڤتة تحمل في طياتها برودا واضحا واجهت ناتالي نظرات يارا وقالت 
إذا كان بإمكانك دخول منزل باورز والخروج منه كما يحلو لك فلماذا لم يتزوجك صموئيل بعد 
شحب وجه يارا لوهلة. أنت... 
قاطعتها ناتالي بحدة 
كم من الوقت كنت بجانبه خمس سنوات الحب يتعلق بالإثارة والتجديد. وعندما يطول الأمر يبدأ الشخص بالملل. إذا كنت تظنين أن صموئيل سيتزوجك فعليك الإسراع قبل أن ينفد الوقت. 
كانت كلمات ناتالي قاسېة كالسهام وأصابت يارا في أكثر نقاطها حساسية. 
رغم محاولتها الحفاظ على هدوئها تحول وجه يارا فجأة وأصبح مليئا بالمرارة. لقد قضت السنوات الماضية ترفض أي رجل آخر متشبثة بفكرة أن صموئيل سيكون لها يوما ما. 
لكن الآن شعرت يارا بضغط لم تعهده من قبل. 
هل تحاولين التنمر علي قالت يارا وقد أصبحت نبرتها أكثر حدة. 
ردت ناتالي دون أن تغير ملامح وجهها 
السخرية من الآخرين هي تنمر. لكن قول الحقيقة مجرد واقع لا يعجبك. 
التقت نظراتهما وأظهرت ناتالي ابتسامة صغيرة تحمل تحديا واضحا. 
في الداخل كانت تشعر بقوة غير مسبوقة. 
هل تعتقدين أنني ما زلت الفتاة البسيطة القادمة من الريف منذ ست سنوات لقد انتهى ذلك الزمن. لن أسمح لك بإيذائي مجددا. 
كانت يارا تحاول السيطرة على أعصابها لكن الألم والخسارة في عينيها كانا واضحين. 
تنفست بعمق ثم التقطت مجلدا أصفر اللون من على الأريكة ومدته لناتالي. 
ما هذا سألت ناتالي. 
كما قلت أنا لست متزوجة من صموئيل بعد. لكنني سأكون كذلك يوما ما. لا أؤمن بوجود صداقات بريئة بين رجل وامرأة ولا أريدك أن تقتربي منه. 
توقف صوت يارا للحظة ثم أضافت 
أريد أن أشتري انسحابك

انت في الصفحة 1 من صفحتين