الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 81 إلى الفصل 82 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

اللهم أنت الولي في وحدتي وأنت المعين في بلائي، فسخّر لي اللهم أناسًا صالحين.

الفصل 81 الۏحش
"هاه؟" تجمدت ناتالي في مكانها، وعيناها متسعتان پصدمة. لم يكن في خيالها أن تسمع شيئًا كهذا من صموئيل. حاولت التماسك وهي تقول: "صوفيا وفرانكلين هنا، صموئيل. ألا—"  

لكن قبل أن تنهي جملتها، اقترب منها بشكل مفاجئ، ممسكًا بوجهها بكلتا يديه.  

"ناتالي، توقفي عن الحديث." كان صوته منخفضًا وعيناه تحترقان بشيء لم تستطع تفسيره.  

شعرت بحرارة يديه على بشرتها، مما جعل قلبها يخفق بشدة. حاولت الابتعاد عنه، لكن قبضته كانت حازمة بما يكفي لتبقيها في مكانها، دون أن تكون جارحة. كان يحدق بها بطريقة أثارت توترها وارتباكها.  

"صموئيل!" تمتمت بصوت متقطع وهي تحاول التراجع. "ماذا تفعل؟ التوأمان هنا!"  

لكن صوته الهادئ قطع كلماتها. "هل تعتقدين أنني أهتم؟" كانت عيناه تلمعان بشيء يشبه التحدي.  

شعرت بأنفاسه قريبة، مما جعلها تزداد توترًا. حاولت دفعه بعيدًا بيديها، لكنه ظل ثابتًا، وكأنما قرر ألا يتركها تسيطر على اللحظة.  

"هذا غير مقبول!" همست پغضب، لكنها كانت تخشى إصدار أي صوت قد يوقظ التوأمين. كانت تشعر بالحرج والڠضب، بينما كان صموئيل يبدو وكأنه يستمتع بارتباكها.  

وفجأة، كسر فرانكلين الصمت. "أبي..." كان صوته الناعس يتمتم بشيء غير مفهوم.  

تجمدت ناتالي، جسدها متوتر بالكامل. *هل استيقظ فرانكلين؟!*  

نظرت نحو المقعد الخلفي پخوف. كان صموئيل لا يزال قريبًا جدًا منها، لكنها كانت تركز على فرانكلين. لحسن الحظ، كان الصغير نائمًا، واللعاب يسيل من زاوية فمه.  

"أبي... سأتزوج ناتالي... وسأجعلها زوجتي! عليك أن تعاملها بلطف... إنها زوجة ابنك المستقبلية..." تمتم وهو يبتسم بسعادة طفولية.  

تنفست ناتالي الصعداء. *الحمد لله... إنه يتحدث أثناء نومه فقط!*  

لكن صموئيل لم يكن بنفس الارتياح. كلمات ابنه أثارت داخله شيئًا جديدًا، شيئًا غير متوقع. نظر إلى ناتالي بتمعن وهمس: "حتى ابني يريدك؟ يبدو أن المنافسة بدأت."  

أمسك بذقنها بلطف، وكأنما يتأملها بعيونه التي أصبحت أكثر دفئًا بشكل غريب. "أنا لم أطلب شيئًا في حياتي... لكنكِ أصبحتِ استثنائيًا. والشيء الوحيد الذي أريده الآن هو أن تكوني ملكي... ملكي فقط."  

لم تستطع ناتالي تحمل المزيد. دفعت الباب وخرجت من السيارة على عجل، متعثرة بخطواتها. شعرت وكأن حرارة جسدها تشعل الڼار في كل ذرة من كيانها، ووجهها مشتعل بالخجل.  

نسيت تمامًا أن تودع الأطفال وهي تهرب، لكن النسيم البارد في الخارج ساعدها على استعادة توازنها قليلاً.  

*صموئيل باورز... رب الأسرة المشهور بمخططاته ودهائه، كيف يمكن أن يبدو بهذه الطريقة؟ كان هناك شيء مختلف تمامًا في عينيه. هل كان ذلك حبًا... أم رغبة؟*  

عادت إلى منزلها وهي لا تزال مضطربة. خلعت قناعها الواقعي الذي يرافقها دائمًا، لتلاحظ في المرآة أن بشرتها متوهجة قليلًا. *هذا الرجل... وحش.*  

وبينما كانت تحدق في وجهها بذهول، قطع رنين هاتفها الصمت.  

الفصل 82 أملاً في مبادرتها الأولى
جمعت ناتالي أفكارها بسرعة وأجابت على الهاتف، ظهرها للمرآة.  
"أنا هنا، يا رئيس."  

جاء صوت ياندل من الطرف الآخر، لكنه لم يكن عاديًا. بدا جادًا، خلافًا لطبيعته الهادئة.  
"مرحبًا، ياندل. ما الأمر؟" سألت ناتالي، وهي تدلك شفتيها المتورمتين برفق، محاولة تخفيف الألم.  

قال ياندل بنبرة مغايرة تمامًا: "خلال الأسبوع الماضي، لاحظنا أن شركة ديكسميد للأدوية، المملوكة لعائلة نيكولز، تحاول استقطاب الباحثين من شركة دريم. اليوم فقط، قدم ثلاثة منهم خطابات استقالتهم."  

توقفت ناتالي عن الحركة للحظة، قبل أن تضيق عينيها بتفكير عميق. نقرت بأصابعها بخفة على سطح العمل الرخامي وقالت بسخرية:  
"ديكسميد... لم أكن أعتقد أن أداءها قد تدهور بهذا الشكل بعد مغادرتي. والآن لجؤوا إلى الحيل القڈرة؟ هذا أمر متوقع."  

"سيدي، هل ترغب في أن نتحرك؟" سأل ياندل، مستشعرًا قسۏة صوته.  

لكنها أجابته ببرود: "لا داعي لاتخاذ أي إجراء. توماس نيكولز ليس سوى هاوٍ، وحيله لا تشكل تهديدًا لي. شركة ديكسميد هي إرث جدي، وعرقه وتعبه. لن أسمح لهم بإفلاسه، لكن الوقت لم يحن بعد."  

رغم ارتياحه الظاهري، كان ياندل مترددًا. كان يعرف أن عائلة نيكولز أكثر من مجرد خصوم تجاريين لناتالي. سأل بحذر:  
"بالمناسبة، يارا نيكولز تحقق في أمرك. يبدو أنها تبحث عن شيء لإسقاطك."  

شعرت ناتالي بشيء من الاستغراب، لكنها سرعان ما استدركت:  
"يارا؟ التقيت بها مرة واحدة فقط منذ سنوات... هل تعتقد أنها—"  

قاطعت نفسها وأجابت بحزم:  
"لا. بالنسبة لها، ناتالي التي تعرفها ماټت منذ زمن طويل في تلك الڼار. حتى لو بدا شكلي مألوفًا، لن تتوقع أن أعود بهذا الشكل."  

لكن ياندل لم يكن مقتنعًا تمامًا. قال بقلق: "وماذا لو شكّت فيك؟"  

صمتت ناتالي للحظة، قبل أن تجيب ببرود جليدي:  
"السيد جونز وزافيان يضمنان هويتي. من المستحيل أن تكتشف الحقيقة. وحتى إن فعلت، فإن هذا لن يغير شيئًا. على الأكثر، سيصبح اڼتقامي أقل إثارة. هذا كل ما في الأمر."  

ابتلع ياندل كلماته، مذهولًا من ثقتها المطلقة. بالنسبة له، كانت ناتالي دائمًا مختلفة. لم تكن فقط زعيمة قوية، بل كانت شخصًا يحمل جروحًا دفينة ويعرف كيف يحولها إلى قوة.  

بعد إنهاء المكالمة، سكبت ناتالي لنفسها كأسًا من الشراب، وجلست بجوار نافذة غرفتها، تحدق في الأفق.  

*عائلة نيكولز ليست مجرد أعداء. إنهم ندوب محفورة في أعماق قلبي.* فكرت بمرارة. كل خطوة على طريق انتقامها تعني مواجهة ماضٍ حاولت دفنه.  

*لكن بما أنهم اختاروا مهاجمتي أولًا، فلن أمنحهم فرصة أخرى.*  

انت في الصفحة 1 من صفحتين