الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 43 إلى الفصل 44 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

تدرك فجأة أن إجابة أسئلته لم تكن ضرورية. لا يحق له التطفل على حياتها أليس كذلك ومع ذلك وجدت نفسها قد أجابت بالفعل وشعرت بارتباك طفيف يختبئ خلف هدوئها الظاهري. 
رأى صموئيل التوتر الخفي الذي خلفته كلماته لكنه لم يكن في مزاج للمزيد من النقاش. بعينين مليئتين بالجدية ونبرة قاتمة قال أحتاج منك أن تأتي إلى منزل باورز الآن. 
اتسعت عيناها بدهشة وقاطعته بصوت منخفض لكنه مشحون بالتعب صموئيل إنها الساعة العاشرة تقريبا! 
رد بصوته المألوف ذي العمق الذي يحمل مزيجا من الرجاء والتوتر فرانكلين يعاني من اضطراب في المعدة لكنه لا يريد رؤية الطبيب. إنه يريد رؤيتك. توقف لبرهة وكأن الكلمات تثقل عليه ثم أضاف بنبرة حملت أكثر مما كان يظهر على وجهه لا أعرف ما إذا كان هذا حقيقيا أم مجرد تمثيل. لكنني... أتذكر أن شخصا ما أخبرني أن الأطفال بحاجة إلى اللطف أكثر مما نظن. 
كانت كلماته الأخيرة كافية لتحرك شيئا بداخلها. رغم أن الشك كان يتسلل إلى قلبها بشأن حقيقة مرض فرانكلين إلا أن فكرة ترك طفل ينتظرها كانت أكثر مما تستطيع احتماله. 
عضت شفتيها وشعرت بتمزق بين رغبتها في الحفاظ على حدودها وشعورها بالمسؤولية تجاه الأطفال. في النهاية حسمت الأمر. 
فهمت. سأذهب. 
عندما نطقت بهذه الكلمات لاحظت التغيير الذي طرأ على وجهه. عينيه الباردتين تحولت إلى شيء أكثر دفئا وابتسامة خفيفة شقت طريقها إلى شفتيه كأن الحمل الذي كان يثقله قد خف قليلا. 
قال بنبرة هادئة ولكن مليئة بالتصميم سأصل إلى منزلك في غضون خمسة عشر دقيقة. 
الفصل 44 اعتاد النوم وحيدا
خرجت ناتالي من منزلها بخطى مترددة وقد اجتاحتها موجة من القلق لم تستطع التخلص منها. هناك تحت ضوء مصباح الشارع الأصفر وقفت السيارة تنتظرها. انعكس الضوء على صورة الرجل الطويل الذي وقف ظهره إليها تاركا ظله يمتد طويلا على الأرض. 
حتى من دون أن ترى وجهه كان هناك شيء ما في هيئته يثير انطباعا بالوسامة والهيبة. ارتعشت ناتالي قليلا وهي تحدق فيه غارقة في أفكارها التي لم تستطع السيطرة عليها. 
ما إن سمعت وقع خطواتها على الدرج استدار الرجل ببطء. كانت نظراته محملة بمعان يصعب تفسيرها. صمتت للحظة تحاول تهدئة نبض قلبها المتسارع لكنها تذكرت قلقها الأول وسألت بصوت متهدج 
كيف حال فرانكلين 
رد صموئيل بنبرة ثقيلة 
ليس جيدا جدا. 
بدت كلمات صموئيل كأنها تثقل الهواء من حولها. عضت ناتالي على شفتيها وقد ارتسمت على وجهها نظرة لم تستطع إخفاءها خليط من القلق والحزن. 
دون أن ينطق بكلمة أخرى فتح لها باب السيارة. جلست في المقعد بجواره تحمل على كاهلها أثقالا لا يمكنها الإفصاح عنها. أثناء القيادة قطع صموئيل الصمت بصوت منخفض وساخر 
قد

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات