الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الاب الغامض لاربعة أطفال ( الفصل 15 إلى الفصل 16 ) بقلم مجهول

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

صعبا في هذا الطقس الماطر. استغرقت وقتا طويلا لتصل إلى القمة وقد بذلت جهدا هائلا لتجاوز الصخور الزلقة والطين الذي يغطي الطريق. عندما وصلت أخيرا مسحت الطين عن الحجر الذي يعلو قبر والدتها قبل أن تضع باقة من الزنابق وصندوق الماكرون بعناية على القپر.
بينما كانت تحدق في صورة والدتها اللطيفة والجميلة على شاهد القپر شعرت بدموع تملأ عينيها. كانت المشاعر متشابكة داخلها والألم يعصر قلبها بشدة. ظل المطر يهطل بلا انقطاع لكنها وقفت في مكانها غير قادرة على التحرك كأنها كانت تأمل في العودة للحظة الماضي عندما كانت والدتها إلى جانبها.
مرت فترة طويلة قبل أن تنفصل ناتالي عن هذا المشهد وأخيرا استدارت لتغادر. كما لو كانت تترك جزءا من قلبها هناك في هذا المكان المشتاق.
عندما عادت إلى وسط المدينة كانت ملابسها مبللة تماما من الأمطار فدخلت إلى مقهى صغير على جانب الطريق لتدفئ نفسها. خلال السنوات الأخيرة أصبح اسم يارا معروفا في صناعة الترفيه لذا لتجنب أي مشاكل أو تعقيدات ارتدت ناتالي نظارات شمسية وقناع وجه كبير يغطي معظم وجهها.
قهوة سوداء واحدة. قالت بصوت منخفض وقد أصدرت طلبها.
بينما كانت تنتظر سمعت صوتا خلفها. التفتت فجأة وعيناها استقرتا على شخص تعرفه تماما. خفق قلبها بشدة عندما وقعت عيناها على الرجل ذو العيون الداكنة.
يا له من عالم صغير! همست في نفسها بينما كانت الدهشة تملأ قلبها. من بين كل الأماكن لابد أن يكون صموئيل باورز هنا!
الفصل السادس عشر
كانت ملامح صموئيل خالية من العيوب وكأنها منحوتة من قبل خالقها نفسه وبمظهره المهيب وهالته القوية كان شخصا يصعب على أي شخص تجاهله. شعرت ناتالي بثقل الهواء حولها بينما نظرت إلى الزجاج الأمامي للمقهى محاولة عدم جذب انتباهه.
عندما قابلت صموئيل كنت أرتدي قناعا شديد الواقعية وكان مظهري مختلفا تماما عن الآن. علاوة على ذلك كنت محمية بنظارتي الشمسية وقناعي وقبعتي. لا يوجد احتمال أن يتعرف علي أليس كذلك فكرت في نفسها بينما كانت أصابعها تنقر بإيقاع غير محسوس على الطاولة فيما استمر صموئيل في إلقاء نظراته العابرة عليها.
بمجرد أن أخذت رشفتها الأخيرة من قهوتها قررت مغادرة المقهى ولكن عند الباب أصبح المطر أكثر غزارة. أجلت خططها وجدت مقعدا غير ظاهر في زاوية المقهى وجلست تستعد للانتظار.
لكن فجأة بدأ هاتفها يهتز داخل حقيبتها.
ردت ناتالي على المكالمة وفي نفس اللحظة سمعته صوت فرانكلين المتغطرس الذي يملأ المكان. سيدتي في المرة السابقة تدخل والدي بيننا. لم يكن يضايقك حقا. في الحقيقة إنه يكره النساء. عندما تقترب منه امرأة يصبح متقلب المزاج للغاية.
هذا الطفل... فكرت ناتالي داخليا يختار أسوأ اللحظات للشكوى من والده! كانت تعرف جيدا أن إذا ضغطت على مكبر الصوت الآن فإن صموئيل سيكون هنا في لحظة

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات