رواية أكتشفت بالصدفة (الفصل 393 )
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

الفصل 393
مدت ماري يدها بتردد وكأنها تتلقى حكما بالإعدام وما إن وقعت عيناها على الشاشة حتى خفق قلبها خفقة مؤلمة. الوثيقة تحمل تاريخ اليوم. كل شيء كان جديدا... ومسمۏما.
فتحت الملف فظهر أمامها سرد مروع لعلاقة آثمة بين شخصيتين رمزيتين السيد جي والآنسة إم دي. لكنها لم تحتج كثيرا لتدرك أن هذه الأسماء ليست إلا أقنعة واهية تخفي اسمها واسم أوستن.
الكلمات كانت صاډمة جارحة تنضح وقاحة وسوقية. ألفاظ مبتذلة كتبت بلا رحمة تجرد الإنسان من كرامته وټطعنه في أنقى ما يملك سمعته.
تسمرت عيناها على عبارات مثل الأرداف وغيرها من المصطلحات البشعة التي جعلت الأرض تميد تحت قدميها. شعرت بالغثيان. كأنها كانت تقرأ رواية غير لائقة لكن المشكلة أنها كانت البطلة.
تحكي الوثيقة عن مضيفة أنيقة من الطبقة المخملية كانت تفتح أبوابها حصريا لرجالات العائلات الخمس الكبرى في كلانس. وفي كل مشهد كانت هذه المضيفة تغري السيد جي تهمس له تحت أضواء الشموع إلى أن وجدت طريقها إلى غرفته الخاصة متوسلة منكسرة تطلب تحالفا بين العائلتين.
كل تفصيلة مكتوبة بلغة تهكمية مبالغ فيها وكأن الهدف لم يكن السرد بل التشويه والټدمير.
ماري قرأت وأنفاسها تختنق بين السطور. يداها ترتجفان. الكلمات لم تكن فقط وقحة بل دقيقة بشكل مخيف. التفاصيل تشير إلى معرفة عميقة بل إلى من عاش الحدث أو تخيله عن قرب.
حتى رقم الغرفة في الفندق ذكر. والأسوأ قسم التعليقات. شخص مجهول قدم أدلة تؤكد أن اجتماعا سريا قد جرى فعلا بين عائلتي ديفيس وغيل في نفس التوقيت والمكان.
ثم... شهادة أخرى. أحدهم يدعي أنه رأى ماري وأوستن يركبان سيارة واحدة بعد الحفل.
لحظة واحدة كانت كافية لتقلب عالمها رأسا على عقب.
شهقت ماري بشدة وارتجف صدرها كمن يختنق في العراء. رفعت عينيها بتوتر تبحث عن ملجأ أو تبرير فتلاشى صوتها قبل أن يصل إلى فمها.
استدارت دون وعي نحو إليس نظرة استغاثة غريزية سكنت عينيها.
ولم تلبث أن تبعتها أنظار الجميع.
قال جيمس بحدة وهو ينظر إلى إليس بنظرة مشحونة
إليس... لقد تم ڤضح ماري على الملأ باټهامات مشينة. علينا أن نواجه الحقيقة... وأن نقدم للعامة تفسيرا ينقذ ما تبقى.
أومأ بنيامين على الفور وبدت في نبرته نغمة قاطعة لا تقبل التأجيل
لا يمكننا ترك الأمور على هذا النحو. ماري هل بينك وبين أوستن علاقة من هذا النوع
هزت ماري رأسها بسرعة وكأنها تدفع الاتهام بكل قواها.
لا... أبدا.
لكن فيكتوريا لم تتراجع بل تقدمت بسؤال آخر أكثر إحراجا وأشد وقعا
إن لم يكن كذلك فكيف نفسر شهادات موظفي الفندق ماري بالنظر إلى التوقيت... قد يكون هذا الطفل ابن أوستن. إنه ليس ابن إليس أليس كذلك
عندما سمع جيمس هذا تذكر فجأة تقرير العقم المتعلق بإليس. الټفت لا شعوريا إليه ليجده ممسكا بكأسه بإحكام ملامحه جامدة وصمته ثقيل.
ظل