رواية أكتشفت بالصدفة (الفصل 392 )

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 

الفصل 392
نظر إليه غرانت بنظرة متأملة يعلوها شيء من الحيرة ثم قال بابتسامة خفيفة تكاد لا تلحظ
أثناء فحصي للعظام بالأمس التقيت بامرأة لفتت انتباهي. ملامحها ذكرتني بتلك الأخت الكبرى التي حدثتني عنها ذات مرة... وأردت أن أستفسر بشأنها.
لكن زعيم الطائفة لم يتمالك نفسه عند سماعه عبارة الأخت الكبرى فانهمرت دموعه بغزارة تسيل على وجنتيه بلا مقاومة.
وقف الشيخ غرانت مذهولا ولم يعرف كيف يرد.
تردد للحظة ثم قال بتردد سيدي... هل قلت شيئا خاطئا
مسح زعيم الطائفة دموعه بإرهاق مشيرا إلى الوسادة أمامه لا بأس تفضل... يبدو أن عيني قد أصيبتا بندبة من الحنين.
جلس غرانت أمامه في صمت مشوب بالقلق منتظرا أن تهدأ مشاعره. وما إن لاحظ أن البكاء قد خف قال بهدوء
إحدى تلميذاتنا من الطائفة الخارجية لم تظهر أي بوادر لموهبة عندما فحصنا عظامها وهي صغيرة. لكن ما رأيته بالأمس... لقد تغير كل شيء. بدت وكأنها مارست فنون القتال منذ الطفولة. أعتقد وربما أكون مخطئا أنها تملك مهارة تضاهي الأخت الكبرى. ألن ترغب بإلقاء نظرة بنفسك
وما إن أنهى حديثه ورفع عينيه حتى فوجئ بدموع زعيم الطائفة تنهمر من جديد.
حدق غرانت فيه في حيرة وقال بخفوت سيدي... هل أنت بخير حقا
رد بصوت متقطع من شدة التأثر أنا... بخير. لا تقلق.
قال غرانت مواصلا أنا لست خبيرا في تقييم عظام الكبار لذا حكمي قد لا يكون دقيقا. لكنك تملك عينا حادة للمواهب وقد كنت من فرق بين الجميع يوما. إن كانت هذه الفتاة حقا تمتلك ما يميز الأخت الكبرى فستعرف ذلك فورا. يا إلهي سيدي! لماذا تبكي مجددا هل نأخذك إلى المستشفى
قال بصوت مرتجف يكاد لا يسمع لا... داعي لذلك.
ارتعش صوته أكثر وهو يضيف أنا فقط... لم أكن بخير مؤخرا... دعها تشارك في مسابقة الطائفة الخارجية. وإن استطاعت اجتيازها والدخول إلى الطائفة الداخلية... سأذهب لرؤيتها بنفسي.
أومأ غرانت وقال باحترام مفهوم سيدي. سأغادر الآن. رجاء خذ قسطا من الراحة.
تنهد زعيم الطائفة وكاد يكتفي بذلك إلا أن غرانت أضاف بخفوت
حتى لو لم يكن الأمر من أجلك... فكر في الأخت الكبرى. ستعود قريبا وإن رأتك بهذا الحال لن يسعدها ذلك.
عاد البكاء يخنق صوت زعيم الطائفة مجددا فلوح بيده قائلا
اذهب... الآن.
غادر الشيخ غرانت الغرفة بخطى هادئة بينما زعيم الطائفة يستجمع أنفاسه العميقة يحاول كبح موجة من المشاعر الجارفة.
لم تفشل طائفة فريمان يوما في اكتشاف طفل موهوب وكانت قاعة تقييم العظام مركز هذه الدقة.
لكن ما رآه غرانت في بنية كيرا الجسدية بالأمس كان استثنائيا. شيء لم يتطابق مع أي تقييم سابق شعور داخلي أخبره بأن هناك موهبة مدفونة قد تفلت من أيديهم إن لم يتصرف فورا.
ومع هذا الجسد دخولها إلى الطائفة الداخلية ينبغي ألا يكون صعبا بل قد تحصد المركز الثالث على الأقل.
قال لنفسه سأطلب من زعيم الطائفة أن يلقي نظرة لاحقا.
كان جاكسون في طريقه إلى قاعة التأديب حين التقى بجيمس.
كان جيمس يتولى فحص المرشحين اليوم وقد شدد الشروط ما أتاح فرصة أكبر لتلاميذ الطائفة الخارجية. كثير منهم عند سماعهم بالفرصة تدافعوا للتسجيل رغم أنهم لم يكونوا ضمن القائمة الأصلية.
وسط هذه الفوضى ألقى جيمس اللوم سريعا على أخيه الأصغر الثالث وانصرف متجها نحو القاعة فقط ليفاجأ بخبر كيرا في مأزق!
اندفع جيمس على الفور وها هو يرى جاكسون يقترب من قاعة التأديب. فتقدم نحوه بسرعة ليوقفه...
نظر جاكسون إلى جيمس باحترام وقال الأخ الأكبر الثاني.
كان جيمس معروفا بصراحته وحدته وعلى الرغم من
أن عائلة جيل تعد واحدة من العائلات الخمس الكبرى إلا أن طائفة فريمان لم تكن تعير أي اهتمام للخلفيات العائلية. وحدها مرتبة الفنون القتالية كانت تقاس.
ولذلك كان جيمس يتصرف بحرية شبه مطلقة داخل الطائفة. فقال بصوت حازم
كيرا تحت حمايتي. لا يقترب أحد منها بعد الآن!
ورغم استيائه من وجود جيجولو حول كيرا وهو ما اعتبره إهانة واضحة لعمه الثالث الذي كان يخطط لإقامة مأدبة كبيرة بعد أربعة أيام إلا أنه أصر على أن تبقى كيرا بمنأى عن أي شبهات.
عند سماع ذلك عقد جاكسون حاجبيه ثم قال بنبرة مشككة وهو يحدق بجيمس
ألا تخبرني أخي أنك أنت أيضا معجب بها
رد عليه جيمس بحدة كف عن هذا الهراء! إنها بمثابة ابنتي الثالثة... على أية حال دعها وشأنها! وإن ذهبت إلى قاعة التأديب فسأعلن أنني أنا من أمرها بضړبك. فماذا ستفعل حينها

انت في الصفحة 1 من صفحتين